رأت صحيفة «واشنطن بوست» أن هناك «5 خرافات» حول زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وفكر «القاعدة» وعلاقة التنظيم بالولايات المتحدة.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير نشرته الجمعه، لمدير دراسات الأمن القومى فى مؤسسة أمريكا الجديدة، مؤلف كتاب «أطول حرب.. النزاع المستمر بين أمريكا وآل القاعدة»، بيتر بيرجين، أن أولى هذه الخرافات تتمثل فى القول بأن بن لادن صنيعة وكالة المخابرات الأمريكية «سى. آى. إيه».
ويفند بيرجين، الذى أنتج أول مقابلة تليفزيونية مع بن لادن، خطأ هذه الرواية، بقوله إن وكالة المخابرات المركزية لم تتعامل مع «الأفغان العرب» مثل بن لادن، خلال الحرب السوفيتية فى أفغانستان فى الثمانينيات، فى حين كانت علاقتها المباشرة تقتصر على القليل من المجاهدين الأفغان ووكالة الاستخبارات الباكستانية، حيث كانت ترسل جميع المساعدات إلى كابول عن طريق إسلام آباد.
أما الخرافة الثانية، فتتمثل فى «زعم الرئيس الأمريكى جورج بوش أن الهدف الرئيسى لهجمات بن لادن على الولايات هو كراهيته للحرية الأمريكية فى التعبير والتصويت وكل شىء»، ويثبت الكاتب الأمريكى عدم صحة ذلك بأن عشرات الآلاف من خطابات بن لادن كانت تركز دائما على السياسة الخارجية للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط دون الحديث عن الحريات والقيم الأمريكية.
الخرافة الثالثة من وجهة نظر مدير دراسات الأمن القومى فى مؤسسة أمريكا الجديدة تتمثل فى الادعاء بأن «أيديولوجية القاعدة لا علاقة لها بالإسلام»، فـ«أعضاء تنظيم القاعدة يعتقدون على نحو راسخ أن نضالهم هو الدفاع عما يعتبرونه الإسلام الحقيقى، بل إن بن لادن استند لبعض آيات القرآن الكريم لإعطاء حربه بعض الشرعية الإسلامية.
ووفقا لـ«بيرجين» فى تقريره بـ«واشنطن بوست»، فإن الخرافة الرابعة تتحدد فى اعتبار «أيمن الظواهرى وليس بن لادن هو العقل المدبر الحقيقى لتنظيم القاعدة»، فإن بن لادن هو الذى أحدث ذلك التحول الاستراتيجى الأكثر أهمية فى تاريخ التنظيم بوضعه الولايات المتحدة عدوا رئيسيا أكثر من أنظمة الحكم فى الشرق الأوسط.
الخرافة الخامسة تتمثل فى اعتبار «وفاة بن لادن لن تحدث فارقا كبيرا لدى الحركات الجهادية على نطاق أوسع»، وهو الأمر الذى يرد عليه بيرجين، بأنه على الرغم من حقيقة ذلك إلى حد ما، فإنه لا يمكن نسيان أن بن لادن خلق «القاعدة»، وهو المخطط لهجمات 11 سبتمبر، فضلا عن أن المجندين الجدد المنضمين للقاعدة كانوا يدينون بالولاء الشخصى والدينى لبن لادن وليس المنظمة.
فى الوقت نفسه، فإن زعيم تنظيم القاعدة يعد واحدا من قلائل الرجال الذين استطاعوا تغيير تاريخ العالم فى العقود الأخيرة، ومع اختفائه من المشهد، فلا يوجد أحد لديه مكانته أو كاريزمته يمكنه أن يصبح زعيما ومرشدا استراتيجيا لتنظيم القاعدة، أو حتى ملهماً لجميع المجموعات التابعة للتنظيم فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والحركة الجهادية الأوسع نطاقا حول العالم.