كان فيه مدرسة كبيرة أوى.. والجدران بتاعتها قديمة.. وكل الفصول بتاعتها عليها تراب.. والأماكن إللى التلاميذ بتاعتها مش نضيفة ومتكسرة.. الأطفال كان بيبقوا مش فرحانين وهما فيها.. وكمان المدرسين ماكانوش بيبقو مبسوطين وهما بيشرحو الدروس.. بس فى يوم فيه مدرس جديد بيدرس رسم جه المدرسة جديد.. وشاف شكل المدرسة وعرف إن التلاميذ مش متفوقين.. قعد كتير يفكر يعمل إيه علشان التلاميذ يبقوا شاطرين والمدرسين يبقوا متحمسين وهما بيشرحوا الدروس.. وكان كل ما يقعد يتكلم مع حد من زمايله يقولوله مافيش فايدة بلاش نتعب نفسنا ونفكر..
هى كده من زمان وإحنا اتعودنا.. فعرف إن مشكلة المدرسة هى إن التلاميذ والمدرسين ماعندهومش أمل ومش بيقدروا يحلموا.. فقرر يعزم أولياء الأمور على يوم يقضوه مع أولادهم فى المدرسة.. وفيه ناس قليلين أوى إللى وافقوا على الدعوة.. ولما جم المدرسة كانوا مصدومين أوى وزعلانين.. بس المدرس اقترح عليهم اقتراح.. قاللهم إنهم لو اتعاونوا مع بعض وخلو فصل واحد شكله جميل ممكن المدرسة كلها تبقى جميلة.. وبرضو فيه مجموعة قليلة منهم إللى تحمسوا ووافقوا يساعدوه.. واتفقوا إنهم يشتغلوا كل يوم جمعة وسبت علشان بيبقوا إجازة.. وفعلا اختاروا فصل صغير وبدأوا يصلحوا الكراسى بتاعته ويلونوه هما وكل التلاميذ إللى فى الفصل.
ورسموا على الجدران بتاعته أشجار وعصافير وسما ونجوم.. وحتى الدكك والكراسى لونوها ألوان كلها بهجة وجمال.. وبعد كده جابوا كل التلاميذ فرجوهم على الفصل الجميل.. والتلاميذ كلهم قالوا لبابا وماما ييجوا يتفرجوا على الفصل.. ولما جم المدرسة اتفاجئوا وكانوا فرحانين أوى.. وكتير منهم قرر يتطوع ويساعدهم بإيده أو يجيبلهم ألوان.. وقسموا باقى الفصول وخلوها شكلها جميلة أوى أوى.. والمدرسين بقوا يدخلوا الفصل وهما فرحانين أوى وكلهم حماس.. وبقوا يشرحوا الدروس بطريقة جميلة تناسب شكل الفصول.. وكمان التلاميذ بقوا يذاكروا دروسهم وهما كلهم طاقة وفرحة علشان يبقوا هما كمان حلوين ومناسبين لجمال الفصول.. وبعد كده بدأوا يرسموا على جدران المدرسة رسومات كتير جميلة وتفرح العيون.. والمدرسة بقى شكلها كلها جميل.. وكل الناس بقوا نفسهم أولادهم وبناتهم يبقوا تلاميذ فى المدرسة علشان يتعلموا يحلموا ويبقوا عندهم أمل وهدف فى الحياة.. وكل المدرسين والتلاميذ عرفوا قيمة مدرس الرسم الجميل إللى عرف إن المدرسة مش هتطور غير بالآمال والأحلام..