x

الجيش يعيد مسجد النور لـ«الأوقاف».. و«سلامة» يؤم السلفيين فى صلاة الغائب على روح «بن لادن».. ومسيرة للسفارة الأمريكية للتنديد بقتله

تصوير : حسام فضل


مكنت القوات المسلحة وزارة الأوقاف من استعادة سيطرتها على منبر مسجد النور بالعباسية، وألقى خطيب الوزارة الشيخ محمد زكى الدين أبوقاسم، خطبة الجمعة، التى تناولت نبذ الخلاف بين جميع الطوائف الإسلامية، مشددا على أنه لا شىء يفسد الإسلام أكثر من «الفُرقة»، وقال: «إنها المدخل الوحيد لأعداء الإسلام».


وأضاف أن الوحدة بين المسلمين فرض على كل مسلم، وأن الواجب الدينى يفرض ذلك من منطلق الكتاب والسنة، مستدركا: «خسرت هذه الأمة، بسبب نزاع بين رجلين أو خلاف بين طائفتين».


حضر الخطبة الدكتور عبدالله الحسينى، وزير الأوقاف، واللواء على القرشى، نائب رئيس المنطقة المركزية، واللواء سعيد عباس، مساعد رئيس المنطقة المركزية، وشهد المسجد تواجدا أمنيا مكثفا، خوفا من وقوع اشتباكات بين أنصار الشيخ حافظ سلامة، رئيس جمعية الهداية، وأنصار الشيخ أحمد ترك، وفرضت القوات المسلحة كردوناً أمنياً حول سور المسجد.


وأعرب الشيخ شوقى عبداللطيف، وكيل أول وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة الإسلامية، رئيس القطاع الدينى، عن سعادته البالغة لاستعادة السيطرة الكاملة لوزارة الأوقاف على مسجد النور بالعباسية، خلال خطبة الجمعة الجمعة.


وقال «عبداللطيف» فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» إن الدكتور عبدالله الحسينى، وزير الأوقاف، طلب من اللواء منصور عيسوى، وزير الداخلية، والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، أن تتواجد قواتهما داخل المسجد خلال خطبة الجمعة، لتمكين الإمام الذى تختاره الوزارة من إلقاء الخطبة.


وأكد الشيخ أحمد ترك، إمام وخطيب مسجد النور بالعباسية، أن وقفة الجيش وتمكينه لخطيب الأوقاف من صعود المنبر تعكس الموقف الشجاع الذى يقفه الجيش مع الشعب المصرى، مشيرا إلى أن ما حدث فى خطبة الجمعة، الجمعة، بمثابة رد اعتبار وتأكيد بأن الدولة مازالت دولة مؤسسات، وأن شرعية الدولة فوق أى اعتداء، وأنه لا يوجد أحد فوق القانون والمساءلة.


وعقب انتهاء صلاة الجمعة، الجمعة، فى مسجد النور، حدثت بعض الاحتكاكات بين أجهزة الأمن والشرطة من جانب، والمجموعات السلفية من جانب آخر، بسبب رغبة السلفيين فى أداء صلاة الغائب على روح أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، الذى وصفوه بـ«شيخ المجاهدين وشهيد الأمة الإسلامية»، فتجمهر السلفيون فى حرم المسجد، ورددوا: «هنصلى.. هنصلى».


وانتهى الموقف بإلقاء الشيخ حافظ سلامة كلمة دعا فيها لإقامة الصلاة على روح «الشهيد البطل أسامة بن لادن»، وقال سلامة إن بن لادن «أحيا فريضة الجهاد، ولن تموت بعد اليوم»، وعقب الصلاة على بن لادن، توجه مئات المصلين إلى السفارة الأمريكية، مرددين هتافات، منها: «مش إرهابى مش إرهابى»، و«يا أسامة نام وارتاح وإحنا نكمل الكفاح»، و«الموت لأمريكا» و«لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله» و«يا أسامة دمك دمى.. دمك مش هيضيع» و«يا أسامة اتهنى اتهنى واستنانا على باب الجنة».


ورفعوا لافتات، منها: «بن لادن لك الشهادة.. أما أوباما فلا سعادة» و«عشت حميدا وقتلت شهيدا فاكرم بها من الشهادة» و«مؤسسة الأزهر الشريف وعلماء المسلمين وملايين المسلمين يستنكرون إلقاء جثمان المجاهد الشهيد أسامة بن لادن فى البحر».


فيما شهدت منطقة السفارة الأمريكية بالتحرير إجراءات أمنية بعد انطلاق المسيرة بدقائق، وتم وضع عدة حواجز مرورية وانتشرت القوات الأمنية.


وأدى الآلاف من السلفيين بمساجد القاهرة والمحافظات، ظهر الجمعة، صلاة الغائب على أسامة بن لادن عقب صلاة الجمعة التى خصصت خطبتها فى عدد من المساجد التابعة للتيارات السلفية عن مقتل بن لادن، واعتباره «شهيد الإسلام» و«شيخ المجاهدين» و«رمز البطولة».


وفى الإسكندرية، أدى عدد من المساجد التابعة للدعوة السلفية بالإسكندرية صلاة الغائب على روح أسامة بن لادن عقب صلاة الجمعة، ودعا له الأئمة بالرحمة، واعتبر الشيخ ياسر متولى إمام مسجد الفردوس، أن بن لادن - وعلى الرغم من الاختلاف مع منهجه - فإنه يعد نموذجا للبطولة، إذ إنه استطاع أن يقف أمام الظلم، وندد «متولى» فى خطبة الجمعة بطريقة الولايات المتحدة الأمريكية فى تصفية زعيم تنظيم القاعدة، قائلاً: «إذا صحت الرواية بأن بن لادن كان متجردا من السلاح ومع ذلك تم قتله، فذلك فعل مشين وخسيس، وكان على أمريكا أن تسارع بالقبض عليه ومحاكمته محاكمة عادلة إذا كانوا يتشدقون بالحريات».


فى سياق آخر، علقت الدعوة السلفية بالإسكندرية جميع الوقفات الاحتجاجية الخاصة بكاميليا شحاتة انتظارًا لما سيسفر عنه وعد المجلس العسكرى بظهورها ومثولها أمام النيابة العامة وتقرير مصيرها باختيارها الديانة التى تريدها بمنتهى الحرية، ورفض عدد من شباب الدعوة السلفية وائتلاف المسلمين الجدد التفريط فى هذه القضية ووصفوا موقف الكنيسة بـ«المتعنت».


وفى أسيوط، أدى الشيخ محمد السيد، إمام مسجد الهلالى بوسط مدينة أسيوط، صلاة الغائب على بن لادن، الذى اعتبره «شيخ المجاهدين»، واحتشد المئات من المصلين داخل المسجد وخارجه، واستمعوا للخطبة التى أكدت أن «من يقتل وهو فى حالة حرب مع الأعداء فهو شهيد».


من جانبه، انتقد الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق، موقف السلفيين، وقال إن الذين هتفوا باسم بن لادن يجهلون حقيقة الإسلام، قائلاً إن الإسلام نهى عن قتل المدنيين، لافتا إلى أن زعيم تنظيم القاعدة أمره متروك إلى الله، وليس لأحد أن يدعى أنه شهيد.


وأضاف أن بن لادن لم يقاتل لتكون كلمة الله هى العليا، وإنما قاتل من أجل نصرة الأمريكان فى أفغانستان حين استعانوا به فى الحرب ضد الاتحاد السوفيتى السابق، مستدركا: «بن لادن صناعة أمريكية فى الأساس».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية