فى سابقة هى الأولى من نوعها بالمحافظات، ولمواجهة العجز فى كمية المياه بمدينة الغردقة وتخفيف الضغط عن شبكة الصرف الصحى وتوفير نحو ٤٠% من المياه، بدأت محافظة البحر الأحمر تنفيذ تجربة استخدام «المياه الرمادية» الناتجة من معالجة مياه الاستحمام البانيو ومياه الغسالات بالمنازل والمياه الناتجة من غسيل الخزانات الرئيسية، فى غسيل ونظافة الشوارع بمدينة الغردقة ورى الحدائق.
وقال المهندس يحيى صديق، رئيس شركة مياه الشرب بالمحافظة، «إن الفكرة بدأت بتركيب وحدة معالجة المياه الرمادية مستقلة بالمنازل لإعادة استخدامها فى رى المسطحات الخضراء وغسيل الشوارع بالمدينة السياحية لتكون أول نموذج متميز للفكرة ليتم تعميمها على باقى المناطق السكنية بالغردقة كمرحلة أولى».
وكشف أن وحدة معالجة المياه الرمادية تتكون من 3 مراحل تبدأ بوحدة فصل الزيوت والدهون والمواد المستخدمة فى التنظيف ووحدة ترشيح المياه الرمادية بواسطة الحصى والرمل والفحم والوحدة الأخيرة خاصة بتخزين المياه المرشحة وهى التى يتم استخدامها فى رى المسطحات الخضراء وغسيل ونظافة الشوارع، مشيرًا إلى أن ذلك يأتى بهدف نشر الوعى البيئى على جميع المستويات ويتم استخدام سيارات مجهزة لتنفيذ التجربة.
وأوضح أن معالجة هذه المياه ستسهم بنسبة كبيرة فى توفير المياه وتقليل الضغط على شبكة الصرف الصحى واستغلال العناصر الغذائية الموجودة فى المياه الرمادية فى نمو النباتات وتقليل تكلفة استخدام الأسمدة للحفاظ على بيئة مستدامة.
وكلف المحافظ اللواء أحمد عبدالله، مسؤولى الشركة القابضة للمياه والصرف الصحى ومديرية التربية والتعليم، بالتوسع فى استخدام «المياه الرمادية» بتنفيذ الوصلات الخاصة بصرف المياه الناتجة عن الغسيل بالمدارس واستخدامها فى رى الزراعات داخل فناء وأسوار المدرسة.
وقال المحافظ إن المياه الرمادية الناتجة من مياه الاستحمام ومياه الغسالات تمثل نسبة 40% من مياه الصرف الصحى الإجمالية المنزلية وهذا يوضح مدى أهمية هذه المياه، فهى عنصر أساسى واستراتيجى وحيوى يرتبط بالحياة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وكانت شركة مياه البحر الأحمر استعرضت تنفيذ الفكرة خلال الاحتفال بيوم البيئة العالمى باعتبارها الأولى من نوعها على مستوى الجمهورية.