أوضحت الناقدة خيرية البشلاوى أن الجانب الإيجابى لدراما رمضان الذى يجب الاستثمار فيه هو الترفيه، وتقديم جرعة كبيرة منه. وأشارت إلى أن مسلسل «بالحجم العائلى» للفنان يحيى الفخرانى قريب من المجتمع لأنه يناقش قضية التفكك الأسرى، والأب الذى وفر الثروة ولم يوفر الأمان لأبنائه، والأم المتسلطة التى تؤمن بالجانب الطبقى، وقالت: «إننا أمام صناعة ضخمة مؤثرة لكن تأثيرها يظل الأغلب ويميل إلى السلب (الدراما خفت موازينها)».
واعتبرت أن مسلسل «ليالى أوجينى» يحمل قدرا من الرومانسية والهدوء، على الرغم من أنها دراما بعيدة عن الروح المصرية لكنها تجذبنا نحو الحنين لهذا النوع من المشاعر، فهو استراحة محارب بين أعمال مليئة بالعنف، وترى «البشلاوى» أنه لا يوجد نماذج حقيقية للمرأة التى تمثل المجتمع. وانتقدت عددا من الأعمال فى مقدمتها مسلسل «ضد مجهول»، خاصة فى مشهد تغسيل الفنانة غادة عبدالرازق لابنتها. وأضافت: «بتكسروا جوانا إيه؟.. المجتمع المصرى ليست لديه القدرة على تغسيل موتاه»، و«عوالم خفية» لعادل إمام «باترون» قامت بتفصيله ورشة الكتابة التى تعلم لمن تكتب وليس به جديد.
وكشفت أن مسلسل «اختفاء» مُسل وليس نمطيا، والإيجابية تصب فى السلب، لافتة إلى أن لدينا ممثلين محترفين أصبحوا إضافة رغم وجود الكبار لكن الجيل الأصغر نجح فى الاستيلاء على المشاهد.
وذكرت «البشلاوى» أن محمد رمضان بيعمل شغل هيكتبه التاريخ بأسوأ ما لديه، وأن الفنانين الكبار أصبحوا قوة ضاغطة سلبية بسبب أعمالهم التى تكون روحها الحقيقية تقديم أكشن وميلودراما وحشيش وجنس، لافتة إلى أن أهل الصعيد أنفسهم لا يروون هذه الأعمال ولكن يتم تصديرها للخارج.
وتابعت: إن الدراما هذا العام أظهرت المجتمع وصورته بأنه عنيف ودموى، لا يعبأ بالأسرة، ويحتقر القانون وبه تشوهات كثيرة، وطالبت الكتاب بأن يعيدوا النظر فيما يصدّرونه إلينا، لأنه يوجد تزييف وعى واضح.
وواصلت «البشلاوى» أن الدراما لم تتخلص من عنصر «الإباحية» التى أصبحت جزءا عضويا فى الكوميديا، معتبرين أن الألفاظ الخارجة ضرورة مثل الملح فى الطعام، وتساءلت: «هل هناك ضرورة للابتذال والإسفاف لانتزاع الضحك؟، من الممكن أن نقدم مكوناته بدونها ليخرج خاليا من الإسفاف أو الابتزاز بهدف تقديم وجبة درامية قوية».
وانتقدت هذا الكم الكبير من العنف، وقالت: «ما هذا العدد من الطبنجات والرصاص الذى تم إطلاقه على الشاشة من خلال عدد من المسلسلات وأكثرها جذبًا للمشاهد، والإيحاءات الجنسية التى أصبحت سمة متكررة كما جاء أيضا هذا فى تقرير المجلس القومى للمرأة الذى أدان الكثير من هذه الأعمال؟!».