شيع الآلاف جثمان شهيد الشرطة المقدم هشام الحسينى، واكتست قريته «ميت الصارم» فى مركز المنصورة باللون الأسواد أثناء الجنازة، التى شارك فيها عدد من قيادات الداخلية ومديرية أمن البحر الأحمر واللواء أحمد غالب، قائد القاعدة البحرية فى البحر الأحمر نائبا عن المجلس العسكرى، ودفع الشهيد حياته ثمنا لتأدية رسالته فى مطاردة الخارجين على القانون، تاركا أرملة وثلاثة أطفال.
كان أهالى القرية انتظروا، منذ الصباح الباكر، وصول الجثمان لتوديعه إلى مثواه الأخير فى مدافن أسرته وجهزت وزارة الداخلية جنازة عسكرية، حيث اصطف عدد كبير من الجنود أمام المسجد البحرى فى القرية رافعين الأعلام وقامت إدارة الحماية المدينة بإضاءة طريق «المنابر».
وفور وصول الجثمان فى سيارة الإسعاف ارتفعت صرخات النساء وبكى الرجال والشباب ولم تتمكن السيارة من الوقوف أمام المسجد إلا بعد نصف ساعة نتيجة للزحام الشديد من الذين حضروا الجنازة.
وعقب الصلاة على الشهيد أصر عدد من الضباط من زملائه على أن يحملوا نعشه، وسقطت زوجته مغشيا عليها عدة مرات أثناء الجنازة وانهار عدد من أقاربه، بينما أصر شقيقه أسامه على توديعه حتى القبر.
وحضر الجنازة اللواء محمد نجيب «مساعد وزير الداخلية لوسط وشرق الدلتا» واللواء عادل مهنا «مدير أمن الدقهلية» ونائب عن مدير أمن البحر الأحمر، والعميد سعيد عمارة «مدير المباحث» وعدد كبير من الضباط وزملاء الشهيد الذين عملوا معه فى الدقهلية والقاهرة والبحر الأحمر.
وفى منزل أسرته توافد المئات من قريته والقرى المجاورة لتقديم واجب العزاء وقال عمه السيد الحسينى «63 سنة»: هشام كان فى معزة أولادى لأن والده توفى عام 1999، ورغم عمله فى الشرطة وانتقاله للسكن فى القاهرة إلا أنه لم يتخل عن أخلاق القرية وكان دائم التواصل معنا، يشاركنا فى جميع المناسبات الأسرية.
وأضاف باكيا: «آخر مرة زارنا فيها كانت منذ شهر وكان حزيناً بسبب انتشار البلطجية فى مصر، وقال «لازم الشرطة ترجع تشتغل زى الأول وأكتر علشان نرجع الأمن للناس». وقال محمد شاكر الحسينى ابن عمه: «هشام كان حنوناً، كان دائما يقول إن أى مواطن اعتبره من أهلى، لم نصدق خبر وفاته فى البداية واعتقدنا أنها شائعة لكن أخاه أسامه حضر للبلد وأكد لنا الخبر وطلب تجهيز مدافن الأسرة ليدفن بجوار والده ووالدته».
وقال نهاد شاكر الحسينى ابن عمه: «هشام انتقل إلى مديرية أمن البحر الأحمر منذ عام، وكان يتمنى أن يعود للعمل فى مديرية أمن الدقهلية حتى يستقر فى البلد»، وطالب بتكريم الشهيد وإطلاق اسمه على مدرسة القرية، حيث استشهد وهو يؤدى واجبه فى حماية البلد.
وأكد شقيقه أسامة، فى اتصال هاتفى أنه علم بخبر وفاة شقيقه من مديرية الأمن، حيث اتصل به مدير أمن البحر الأحمر ليخبره ويقدم له واجب العزاء، وفور علم زوجته بالخبر انهارت تماما حيث ترك لها الشهيد ثلاثة أطفال هم هنا «8 سنوات» وجنى «6 سنوات» ومحمد «11 شهراً»، وقال باكيا: «مصيبتنا فى الشهيد أكبر من أى كلام ولن يعوضنا عنه أى شىء لكن رحمة ربنا فوق الكل».
وأضاف: «الشرطة طلبت أن تعمل له جنازة عسكرية فى القاهرة لكن احنا رفضنا وصممنا أن يدفن فى مدافن الاسرة بالبلد بجوار والده ووالدته، لأنه كان يحب البلد جدا وكان حريصاً على زيارة عائلته فى كل إجازة».