لحظات فاصلة ومؤلمة يمُر بها مريض السرطان.. وحش قاتل يهاجم المريض بسلاح موت اسمه «الخلايا السرطانية»، فيمُر شريط المأساة كالتالى: صدمة اكتشاف المرض.. وقع الخبر على الأهل والأصدقاء.. خوف يدُق الأبواب.. خصلات شعر تتساقط.. نظرات الشفقة تأتى من كُل اتجاه.. نوبات حزن ورعب ورائحة موت لا تتوقف.. ألم.. جرعات كيماوى.. لحظات إحساس قاتلة باقتراب النهاية.. ووسط قصص الاستسلام هناك مئات القصص لأبطال حاربوا السرطان بسلاح الأمل والتفاؤل، وتركوا أثرًا لا يزول، فشاركونا رحلتكُم فى التغلب على السرطان.. ودعونا نرى أبطالا جُددا فى معركة «الحياة».
عندما تنظر إليها لا تشعر بأنها مريضة، فوجهها الملائكى، تزينه ابتسامة تزيده جمالا وإشراقا، ولها من اسمها نصيب، فصاحبة الـ٥ سنوات، يشع نور البراءة من روحها كاسمها تماما.. إنها «نورهان محمود»، التى عاشت طوال عامين فى معاناة حقيقية، منذ أن أصابها سرطان الدم، حتى وصلت إلى محطة الشفاء.
مثل كل الحالات المشابهة لها، من حيث أعراض المرض، ظهور كدمات زرقاء فى جميع أنحاء جسدها، ارتفاع شديد فى درجة الحرارة، مع برودة أطرافها فى ذات الوقت.
عن رحلة العلاج، ومتى بدأت، تحكى والدتها قائلة: «كانت (نور) طبيعية، تلهو وتعيش بشكل طبيعى كأى طفلة فى عمرها، لكن بدأ الخمول يصيبها، وظهرت تلك الكدمات فى جسدها، فأخذتها إلى الطبيب، وتم تشخيص حالتها على الفور بسرطان الدم، وتم تحويلها لمستشفى السرطان».
وأضافت: «توجهنا إلى مستشفى ٥٧٣٥٧، وسجلت جميع البيانات، وبعد فترة قصيرة تم تحديد ميعاد، لإجراء الفحوص اللازمة، وللأسف أكد الطبيب إصابة ابنتى بسرطان الدم، الخبر كان صعبا للغاية، فكيف ستتحمل تبعات هذا المرض، لكن رجعت وتذكرت رحمة ربى وإرادته، وقدرته على شفاء ابنتى».
وتابعت والدتها: «أخذ العينة والبزل كانت من أصعب المراحل، واستمر علاجها سنتين، أخذت خلالهما ٧ جرعات من العلاج الكيماوى، وكانت تمكث فى الجرعة الواحدة شهرا ونصف داخل المستشفى، لقلة مناعتها، وكنت أتعذب فى كل جرعة وكأننى من آخذها، بل تمنيت لو كنت أنا مكانها، خاصة بعد أن تساقط شعرها، الذى أفقدها جزءا كبيرا من جمالها، لكن كان لابد من الصمود، حتى أقوى من عزيمتها، فكانت الابتسامة لا تفارقنى أمامها، حتى وإن غلبتنى دموعى».
وأنهت حديثها: «بفضل الله، ودور أطباء مستشفى ٥٧٣٥٧، نورهان حالياً فى فترة المتابعة، بنتابع باستمرار خوفاً من عودة المرض إليها مرة أخرى، وتحلم بمقابلة اللاعب محمد صلاح، والفنانة دنيا سمير غانم».