x

منظمات دولية تشيد بالمرحلة الأولى.. وتصف التجاوزات بـ«غير الجوهرية»

الأربعاء 30-11-2011 17:53 | كتب: فتحية الدخاخني |
تصوير : محمود طه

أشاد المراقبون الدوليون بحجم الإقبال على المرحلة الأولى من الانتخابات المصرية وجودة تنظيمها، رغم المخاوف التى سادت قبيل عقدها، وأكدوا أن التجاوزات التى حدثت فى العملية الانتخابية هى «تجاوزات بسيطة وغير جوهرية».

قالت مديرة مكتب «هيومان رايتس ووتش» فى القاهرة هبة مرايف إنها «لم ترصد أى انتهاكات خلال العملية الانتخابية على مدار اليومين الماضيين، فلم تقع حوادث عنف أو بلطجة تؤثر على سير الانتخابات، كما لم يتم منع المراقبين المحليين والدوليين من مراقبة عملية التصويت».

واتفق معها الباحث فى قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى منظمة العفو الدولية سعيد حدادى وقال لـ«المصرى اليوم»: «لم نرصد أى انتهاكات لحقوق الإنسان خلال جولتنا بمراكز الاقتراع»، مشيرا إلى أن «وفد المنظمة زار 30 لجنة فى محافظات القاهرة والإسكندرية والفيوم، ولم تحدث ضغوط أو تدخل من قبل الأمن»، وموضحا أن المنظمة لا ترصد سير العملية الانتخابية، بل تبحث فى حقوق الإنسان وما إذا كان هناك أى ضغوط على حق الناخبين فى التصويت. وأضاف حدادى: «لم نرصد أى شىء يثير القلق فى الأماكن التى زرناها»، مشيرا إلى أن «وفد المنظمة يزور القاهرة لتوثيق أحداث العنف التى سبقت الانتخابات فى ميدان التحرير، ومتابعة العملية الانتخابية التى كان من المتوقع أن تشهد أحداث عنف، لكن هذا لم يحدث»، لافتا إلى أن المنظمة ستتابع الانتخابات فى المرحلتين المقبلتين، للتأكد من عدم وجود أى انتهاكات لحقوق الإنسان.

وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى المعهد الجمهورى الدولى سكوت ماستيك إن الإقبال كان شديدا فى اليوم الأول للتصويت فى المرحلة الأولى من الانتخابات المصرية وقلّ فى اليوم الثانى، مشيرا إلى أن كثيراً من الناخبين الذين تحدث إليهم قالوا له «هذه أول انتخابات ديمقراطية نشهدها على الإطلاق». وأضاف ماستيك الذى يرأس وفد المعهد لمراقبة الانتخابات المصرية: «ما رأيته من الناخبين هو شغف حقيقى وشعور بالفخر، ورغبة فى أن يكونوا جزءا من عملية التحول السياسى، وإيمان بأن صوتهم له قيمة هذه المرة»، مشيرا إلى استمرار الحملات الدعائية أمام بعض اللجان وفتح بعض مراكز الاقتراع فى وقت متأخر وتابع: «كل الأطراف كانت تقوم بالدعاية، وهناك شائعات حول شراء الأصوات لكن لا يمكن إثباتها من وجهة نظرنا».

وأكد أنه بشكل عام سارت عملية التصويت «بسلاسة»، وقال: «لا توجد انتخابات مثالية، وباعتبارها أول انتخابات ديمقراطية فى مصر، يمكن أن أقول إنها كانت إيجابية ومذهلة للغاية بالنظر إلى المخاوف التى كانت سائدة قبل إجرائها».

ووصفت منظمة هيومان رايتس فيرست المرحلة الأولى من الانتخابات المصرية بأنها «خطوة أولى فى رحلة البلاد نحو الديمقراطية»، مطالبة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى بدعم «عملية انتقال سلسلة للسلطة لحكومة مدنية، والتأكيد على أن حماية المدافعين عن حقوق الإنسان أولوية قصوى».

وقال المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان إن المرحلة الأولى من الانتخابات المصرية شهدت إقبالا كبيرا من المواطنين، ولم تسجل بها حوادث عنف، لافتة أو اعتداءات جسيمة، مشيرا إلى وجود بعض «الخروقات والتجاوزات غير الجوهرية»، من بينها استمرار الدعاية الانتخابية لبعض المرشحين وغلق بعض اللجان قبل الموعد المحدد، وتأخر وصول قضاة إلى مراكز الاقتراع، مؤكدا أن هذه التجاوزات «لم تؤثر على سلامة العملية الانتخابية»، على حد قولهم.

وأضاف المرصد أن اليوم الأول للاقتراع شهِد حالة من استتباب الأمن داخل وفى محيط المقار الانتخابية التى يتجاوز عددها 9800 مقر مخصصة لإدلاء حوالى 17 مليونا ونصف المليون ناخب بأصواتهم، أما اليوم الثانى فشهد حوادث عنف متفرقة، تعاملت معها قوات الجيش والشرطة المكلفة بحماية مراكز الاقتراع، حيث أقدم ناخبون فى محافظة الفيوم على كسر باب لجنة مديرية «كفر محفوظ للتعليم الأساسى» بمركز «طامية»، احتجاجا على عدم السماح لهم بالتجمع داخل اللجنة، وتجمع عدد من الأفراد أمام لجنة «مدرسة أحمد ماهر» بحدائق القبة فى محافظة القاهرة، مطالبين بالتصويت رغم حضورهم إلى مقر اللجنة بعد إغلاق المدة القانونية للاقتراع عند السابعة مساء، وتكرر الشىء نفسه فى مقر لجنة «مدرسة الزيتون الحديثة الإعدادية - بنات

ولفت تقرير «الأورومتوسطى» إلى أن الانتخابات التى يُشرف على مراقبتها أكثر من 9 آلاف قاض «جرت فى جو من الحرية والنزاهة، ولم يسجل خلال يومى التصويت، أى خروقات واضحة تؤثر فى سير العملية الانتخابية، وأن ما تم رصده من مخالفات تصنف بالبسيطة نسبيا، وإن كانت قد ازدادت وتيرتها فى اليوم الثانى».

وأشاد المرصد بالتنظيم العالى، والالتزام الكبير من جانب الناخبين بالنظام وتعليمات مشرفى اللجان، وقال إن «هذا الإقبال يعكس حالة من الثقة فى الشارع المصرى، وانفتاحا من مختلف شرائح المجتمع على العملية الديمقراطية وإيمانا بها، ورغبة حقيقة لدى الجمهور المصرى فى التعبير عن صوته وإرادته».

من جابنه، قال الباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إيريك تراجر: «كما كان متوقعا حدث الكثير من الأشياء الخطأ فى المرحلة الأولى من الانتخابات المصرية، حيث تأخر فتح بعض اللجان، واحتجز بعض الناخبين الغاضبين عدداً من القضاة، وتواصلت الدعاية الانتخابية على أبواب اللجان»، متوقعا «فوز (الإخوان المسلمين) بأغلبية مقاعد البرلمان المقبل، بسبب قدرتها على التنظيم وحشد الناخبين على مستوى البلاد»، وأضاف «يبدو مستقبل مصر القريب فى يد جماعة الإخوان المسلمين وحزبها غير الديمقراطى ذو الوجهات السياسية الدينية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية