المتعارف عليه فى عالم النشر أن نجاح المطبوعة الورقية يصبح دافعا لإصدارها إلكترونيا وإتاحتها عبرالإنترنت، لكن مجلة «بوتقة» الأدبية التى صدر عددها المطبوع الأول مؤخرا بدعم من الصندوق العربى للثقافة والتنمية ويحمل اسم (حواس مرهفة) جاءت بعد النجاح الذى حققه موقع بوتقة الإلكترونى والمعنى بنشر الترجمات العربية للأدب المكتوب باللغة الإنجليزية. تقول هالة صلاح الدين، مؤسسة وصاحبة فكرة موقع ومجلة بوتقة، إن مشروعها أصبح الآن بوابة للقصص القصيرة المكتوبة باللغة الإنجليزية، سواء كانت من أمريكا، كندا، بريطانيا أو حتى أفريقيا. وحتى عددها الثامن والعشرين نشرت البوتقة رواية واحدة وأربعاً وسبعين قصة قصيرة وستاً وستين سيرة. وعن قرارها الخاص بالإصدار الورقى للمجلة أشارت إلى أن ما شجعها على القيام بهذه الخطوة حصول المجلة على منحة من الصندوق العربى للثقافة والفنون تضمنت إصدار أربعة أعداد من مجلة البوتقة الإلكترونية وثلاثة كتب ورقية: «توافر الموارد المادية جعلنى أؤسس دار نشر صغيرة وأبدأ فى تقديم البوتقة إلى جمهور أعرض من القراء ممن لا يتعاملون مع الإنترنت وهذا لا يلغى، بأى صورة من الصور، الوسيط الإلكترونى بل يكمله». وفيما يخص مضمون «حواس مرهفة»، الإصدار الورقى الأول للمجلة، فقد تضمن - كما تقول - مختارات قصصية من جنوب أفريقيا وكينيا، ونيويورك وكمبوديا، وكندا والعراق وإنجلترا لتعالج قضايا الهوية والحرب الأهلية وويلات حرب الخليج وفى غضون الرحلة تتكشف آلام الحرب والخسارة والارتطام بالآخر والعودة إلى الوطن: «سيجد القارئ نفسه يعيش مع صغار يكبرون ويتعلمون بأبشع الطرق فى نيويورك على حين يجرد الحرمان فى كمبوديا البشر من آدميتهم وإلى ثلوج كندا، حيث لا يمكن للبطلة نسيان إحساسها بالوحدة». ورغم حداثة فكرة ترجمة الإلكترونى إلى ورقى وجديتها تؤكد هالة صلاح الدين أن مجلتها الإلكترونية ستظل كذلك إلكترونية بالأساس فهى لن تصدر فى صورة مجلة ورقية تعكس كل مضامين المجلة لكنها ستحتفظ بفكرة نشر مختارات منها كما فعلت مع «حواس مرهفة»: «تأسيس مجلة والحصول على ترخيص لها ليس فى إمكانياتى المادية، ولأنى أعمل وحدى تماماً، دون الاستعانة بمترجمين ومحررين، ستكون عملية متابعة المجلة الإلكترونية والورقية شاقة. لكن المجلة سوف تظهر فى صورة مختارات وسوف توالى إصدار المختارات حتى بعد انتهاء منحة الصندوق اعتماداً على ربح الكتب الثلاثة، كما ستنتقى قصصاً متناغمة من القصص التى صدرت إلكترونياً فى خلال السنوات السابقة لتصدر فى كتب من المختارات القصصية».