رحل زين الدين زيدان عن القيادة الفنية لريـال مدريد، وأصبح منصب تدريب واحد من أكبر الفرق في العالم متاح أمام جميع المدربين.
رحيل زيدان كان مفاجئًا للكثيرين، فلم يتوقع أحد أن يتخلى الفرنسي عن منصبه عقب قيادته للفريق للتويج الثالث على التوالي بدوري الأبطال، في إنجاز غير مسبوق لمدرب في عهد دوري الأبطال.
وجاء رحيل زيزو عن ريـال مدريد ليترك إرث ثقيل جدًا للمدرب القادم الذي سيكون مطالبًا بتكرار ما قدمه زيدان أو على الأقل المنافسة على المسابقة الأوروبية الأكبر.
التقارير الإسبانية والإنجليزية ربطت بين ريـال مدريد والمدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو، مدرب فريق توتنهام هوتسبيرز، وهو الاسم الذي ارتبط في منتصف الموسم الماضي بتدريب ريـال مدريد مع تراجع نتائج الفريق في الدوري.
بوتشيتينو نفسه لم يستبعد إمكانية تدريبه للعملاق المدريدي في أكثر من مرة خلال المقابلات الصحفية، لكن العائق في إتمام هذا التعاقد سيكون تمسك توتنهام باحد الركائز الأساسية في مشروع الفريق الذي يعمل عليه رئيس النادي، دانييل ليفي، في السنوات الأربع الأخيرة، بداية من الحفاظ على نجوم الفريق امثال كريستيان إريكسين، هاري كين، هوجو لوريس، وغيرهم من اللاعبين المميزين بصفوف النادي، وهو الأمر الذي استلزم وجود مدرب مثل ماوريسيو بوتشيتينو، الذي جعل توتنهام هوتسبيرز واحد من أفضل الفرق، ليس فقط على مستوى إنجلترا ولكن على المستوى الأوروبي من خلال اسلوبه في ادارة وقيادة الفريق الذي تأهل لدوري أبطال أوروبا في آخر 3 مواسم على التوالي في حدث لم يحققه الفريق في عهد البريميرليج.
بوتشيتينو يُعد هو الرابط الأول لعدة عناصر في تألق ونهوض توتنهام ودخول الفريق ليكون من ضمن أفضل 4 فرق في إنجلترا، فالمدرب نجح تكتيكيًا بشكل منقطع النظير مع الفريق، كذلك نجح على المستوى الفردي في إقناع أغلب النجوم بالبقاء، فتوتنهام لم يخسر من عناصره الأساسية في اخر 4 سنوات سوى الظهير الأيمن كايل واكر الذي رحل عن صفوف الفريق لمانشستر سيتي مقابل 50 مليون جنيه إسترليني في صيف 2017.
ومع وجود بوتشيتينو وهذه المجموعة المميزة من اللاعبين في توتنهام، يدخل النادي مرحلة جديدة وهامة في تاريخ الفريق، وهي مرحلة الإنتقال إلى الملعب الجديد الذي سيعتبر نقلة كبيرة في مدخلات وإمكانيات النادي، وسيبدأ توتنهام اللعب على ملعبه الجديد بداية من الموسم المقبل.
بوتشيتينو في نهاية موسم 17/18 خرج بتصريحات قوية تجاه إدارة النادي، فسرها الكثيرون بأن الأرجنتيني يهدد بالرحيل، عندما قال المدرب ان النادي بحاجة لتغيير سياسته المادية في سوق الإنتقالات اذا كان يريد المنافسة حقًا على الألقاب، وهي التصريحات التي ترجمتها صحف إنجلترا بأن الأرجنتيني يريد ما بين 150 إلى 200 مليون جنيه إسترليني كميزانية إنتقالات لتقوية صفوف الفريق، ليفاجئ رئيس النادي دانييل ليفي الجميع في الأسبوع الماضي بنجاحه في توقيع عقد جديد مع المدرب الأرجنتيني المُلهم لمدة 5 سنوات وبراتب سنوي 8 ملايين جنيه إسترليني، وفقًا لصحيفة ذا جارديان، وهو ما يجعله رابع أكثر المدربين حصولًا على الأجر في البريميرليج (بعد بيب جوارديولا، جوزيه مورينيو وأنطونيو كونتي)، وهو ما يعني ان ادارة النادي قد وافقت على طلبات المدرب الأرجنتيني الذي يعول عليه جمهور توتنهام لقيادة الفريق لإستعادة الأمجاد والبطولات التي لم يعرف طريقها النادي منذ موسم 2007/2008 (كأس رابطة المحترفين)، وان كان النادي يستهدف ما هو أكبر وهو لقب البريميرليج والمنافسة على دوري الأبطال.
وبينما هذا هو الحال في توتنهام، يأتي رحيل زيدان ليفتح الباب على مصراعيه أمام بوتشيتينو، والذي ذكرت الصحف الإسبانية أن لديه شرطًا في عقده الجديد يتيح له الرحيل لتدريب ريـال مدريد، وهو ما نفته الصحف الإنجليزية ونفاه المدرب نفسه لاحقًا، لكن حلم تدريب ريـال مدريد يبقى متاحًا امام الأرجنتيني المميز صاحب ال46 عامًا، الذي سبق ان عمل من قبل في الدوري الإسباني متوليًا قيادة نادي إسبانيول، غريم برشلونة التقليدي في اقليم كتالونيا، علاوة على تصريحات عديدة سابقة للمدرب الأرجنتيني يقول فيها ان مسألة تدريبه لبرشلونة امر مستحيل، وهو ما يجعله محبوب من قبل جماهير ريـال مدريد وحتى قبل وصوله لتولي قيادة الفريق فنيًا أمام استبعاده إمكانية تدريب خصمهم وغريمهم الأول في عالم كرة القدم.