x

مفتي الجمهورية: تقليد المذاهب الفقهية ليس فيه مخالفة للكتاب والسنة

الجمعة 01-06-2018 14:35 | كتب: أحمد البحيري |
د. شوقى علام  - صورة أرشيفية د. شوقى علام - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

واصل الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رحلته الإيمانية في الرد على من ينادي بالتحرر من المذاهب الفقهية، بقوله: «لا نجد عاقلًا يتخذ أقوال المجتهدين والأئمة لذاتها، على أنها حجة على الناس تثبت بها الأحكام الشرعية كالنصوص الشرعية، إنما هي كشف عن الأحكام المستندة إلى الأدلة المعتبرة شرعًا بعد بذل الجهد في استقرائها وتمحيص دلائلها مع العدالة والاستقامة في الظاهر والباطن، في العمل والفهم وسعة الاطلاع والعناية بضبط الشرع وحفظ نصوصه».

وأكد «علام»، في برنامج «مع المفتي»، أن «أصحاب دعوة اللامذهبية انطلقوا من استنباط عقيم واستدلال معتل وهو عدم وجود المذاهب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والقرون المشهود لها بالخيرية، فقرروا أنها أمر مُحْدَث ومبتدع لأنها –بزعمهم- صرفت الناس عن الكتاب والسنة إلى الأخذ بالآراء البشرية وتحكيم الرجال في شرع الله عز وجل، متغافلين عن أن أصل المذاهب الفقهية التي تسعى في جملتها وتفاصيلها إلى فهم النص الشريف، ومن ثم فهي مستندة إليه».

وأما عن جهود العلماء في مواجهة أصحاب الفكر الرافض للمذاهب الفقهية، فقد أبرز المفتي هذه الجهود، ومنها جهود الشيخ العلامة زاهد الكوثري -رحمه الله- الذي كتب في هذه المسألة وهو مهموم بهذه القضية خوفًا على منهجية العلماء وجهودهم في ترسيخ المذاهب الفقهية.

وأثنى على الشيخ العلامة محمد سعيد البوطي -رحمه الله- وعلى قيمة كتابه «اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية»، وكذلك جهود الدكتور على سامي النشار -رحمه الله- وغيرهم من العلماء الذين أكدوا على منهجية التمذهب في ثنايا كتبهم، موضحا أن مدرسة أبي حنيفة إنما نشأت على أكتاف وعلم الصحابة، فهي ليست نبتًا شيطانيًّا، بل مبنية على تقعيد وفكر الصحابة، فقد نهل الإمام أبوحنيفة من الإمام النخعي الذي نهل بدوره من ابن مسعود، وكذلك الإمام مالك، نجد في كتابه الموطأ حضور آثار الصحابة وأقوال التابعين.

وتابع: «كذلك نجد أن الإمام الشافعي الذي صاغ القواعد الأصولية في كتابه الرسالة قد اعتمد بصورة كبيرة على سعيد بن المسيب لوثوقه في عدالته ومنهجه»، مشيرا إلى أن كبار العلماء الذين أتوا بعد أصحاب المذاهب بوقت كبير لم ينفصلوا ولم يتنصلوا من اتِّباع المذاهب المعروفة كالإمام القرافي وهو من علماء القرن السابع، فلم ينفصل عن اتِّباع المذهب برغم وصوله لدرجة الاجتهاد المطلق كما قال الإمام السيوطي عنه في كتابه «حسن المحاضرة».

ولفت المفتي النظر إلى أن كل هذا التسلسل من الأئمة والتابعين نقلًا عن الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما يؤكد مدى اتصال هذه المذاهب وتراثها الفقهي بالمنهج النبوي، وهذه الخلفية عن أئمة المذاهب الفقهية تؤكد لنا بما لا يدع للشك مجالًا كيف أن تقليد مذاهبهم ليس فيه مخالفة للكتاب والسنة، بل إنه الطريق الصحيح للسير على منهج الكتاب والسنة.

وختم المفتي حديثه بقوله: «لقد حظيت المذاهب الفقهية بعناية علمية شديدة، ساهمت في تأصيل وحفظ علم الفقه وإثرائه باجتهادات علماء هذه المذاهب على مر العصور، فلا يجوز بحال أن يدَّعِيَ مُدَّعٍ بأن تقليد هذه المذاهب يُعَدُّ خروجًا عن الطريق الصحيح لتلقي علوم الشرع الشريف».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية