حث وزير الخارجية الروسية سيرجى لافروف جميع التشكيلات الأجنبية العسكرية المنتشرة فى سوريا على ضرورة مغادرة منطفة خفض التصعيد جنوب غربى سوريا، داعياً إلى تنفيذ ذلك فى أقرب وقت ممكن، وقال إن بلاده تعمل على ذلك الآن مع الأردن والولايات المتحدة.
وقال «لافروف»، الأربعاء، «لدينا اتفاقات معروفة جيدًا حول خفض التصعيد جنوب غربى سوريا، وقد تم التوصل إليها بين روسيا والولايات المتحدة والأردن، وكانت إسرائيل على علم بها، وتعتبر أن منطقة خفض التصعيد يجب أن تعزز الاستقرار، ويجب سحب جميع القوات غير السورية من هذه المنطقة».
وتسيطر فصائل معارضة على مساحات من جنوب غربى سوريا فى المنطقة المتاخمة لهضبة الجولان المحتل، والحدود الأردنية، بينما تسيطر قوات النظام السورى وميليشيات مدعومة من إيران متحالفة معها على مناطق قريبة، وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن هناك ميليشيات وقوات غير نظامية عديدة تقاتل فى سوريا، من بينها حزب الله، الذين يقدر عددهم بنحو 10 آلاف ويتمركزون فى جنوب البلاد.
وقالت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية إن التحول الملحوظ فى الموقف الروسى، ومطالبته بسحب كل القوات غير السورية من البلاد، يأتى بعد الصدام العسكرى الذى حدث فى 10 مايو الجارى بين إيران وإسرائيل فى سوريا، وبسبب مخاوف موسكو من أن تؤدى التحركات العسكرية الإسرائيلية إلى تهديد استقرار نظام الرئيس السورى بشار الأسد، ولفتت إلى اتفاق أبرمته الولايات المتحدة وروسيا بالتنسيق مع الأردن بشأن احتمالات التصادم فى جنوب سوريا، بعد أن هزم نظام الأسد الجماعات المتمردة فى وسط البلاد، وسعت إسرائيل إلى إبقاء الإيرانييين والميليشيات الشيعية على مسافة لا تقل عن 60 كيلومترا من الحدود الإسرائيلية عند الجولان المحتل، ولم تمتثل إيران لطلب البقاء على بعد يتراوح بين 5-20 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل، وشوهد أفراد من الحرس الثورى وبعض الميليشيات الإيرانية بشكل دورى بالقرب من الحدود.
كانت روسيا خفضت تواجدها العسكرى فى سوريا منذ نوفمبر 2017، ولكنها لا تزال تحتفظ بوحدات عسكرية عدة، خصوصاً فى قاعدتى طرطوس البحرية وحميميم الجوية، ويقدر عدد العسكريين الروس فى سوريا بنحو 3 الاف جندى، بينما ينتشر الجيش الأمريكى فى نحو 10 مواقع عسكرية، تتمركز فى المناطق الكردية شمال سوريا، حيث يوجد 2000 جندى أمريكى، وتنتشر القوات الأمريكية من الشرق والشمال الشرقى لدعم الميليشيات الكردية الانفصالية التى تسعى للحصول على الحكم الذاتى من دمشق. فى المقابل أرسلت تركيا وحدات عسكرية إلى شمال سوريا، ويقدر خبراء أمنيون أن نحو 2500 جندى على الأقل يتمركزن فى شمال غرب البلاد، لمهاجمة وعرقلة تقدم المجموعات الكردية ذاتها، حيث أقامت منطقة عازلة بينما أعاد المسلحون المعارضون تجميع صفوفهم فى الشمال.