تحول مصنع «الدلتا» للأسمدة الكيماوية بطلخا، المعروف بـ«سماد طلخا»- والذى يعد صرحا عملاقا يتبع قطاع الأعمال العام، لإنتاج الأسمدة المدعمة للفلاح- لـ«قنبلة موقوتة» فى السنوات الأخيرة، بعد تكرار الأعطال به وانبعاث غاز الأمونيا الضار وتصاعد أبخرة صفراء بشكل مستمر، ما دعا المواطنين للمطالبة بنقله خارج الكتلة السكانية لإنقاذ أهالى مدينتى المنصورة وطلخا وقرية ميت عنتر.
وشهدت محافظة الدقهلية احتجاجات واسعة تطالب بنقل المصنع، خارج الكتلة السكنية حيث تقدم عدد كبير من نواب البرلمان بنفس الطلب، فيما رفضت وزارات البيئة والصناعة وقطاع الأعمال، مؤكدة زيادة تكلفة الإنتاج فى حال نقل المصنع ما سيؤثر على منتج مهم للفلاح.
وأعلن الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة، أن الانبعاثات تخطت المعدلات وأن هناك خطة طموحاً لتوفيق أوضاع المصنع فى سبتمبر الماضى، من قبل متخصصين بكلية الهندسة جامعة القاهرة، لإيجاد حل لانبعاثات الأمونيا التى تخرج من المصنع، موضحا أن الخطة بعيدة المدى لمصنعى طلخا 1 وطلخا 2، ووحدات النيتريك، تتضمن دراسة من كلية الهندسة بتكلفة تقديرية 120 مليون يورو، ما سيجعل المصنع متوافقا بيئيا بنسبة 100%، على مدى 3سنوات بحد أقصى 5 سنوات، بينما الوزارة واجهت صعوبات فى توفير الدعم المالى اللازم لتنفيذ الخطة، خاصة أن المصنع ينتج أسمدة مدعمة.
وقال وزير البيئة إن اجتماعه العاجل أمس، مع محافظ الدقهلية، تناول توفيق الأوضاع فى مصنع سماد طلخا بدون تهوين أو تهويل واستكشاف واستجلاء الموجود، مضيفا: «راجعنا بيانات الرصد بشكل شفاف، ولاحظنا تخطى المعدلات فى فترات زمنية مختلفة، لكن وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، أكد عدم وجود أثر مرصود من زيادة الانبعاثات على الصحة العامة، واتفقنا على إرسال جهاز قياس جديد، ورصد لحظى، وفى حالة أى تجاوز تتم دعوة اللجنة، كما شددنا على أن يكون هناك تبادل بيانات بين وزارتى الصحة والبيئة، من خلال لجنة تكون فى اجتماع دائم، وترسل تقريرها أسبوعيا للوزارة والمحافظ».
وشدد على أنه سيتم ربط المصنع بأجهزة الرصد اللحظى، بداية من شهر يوليو المقبل، على مدار 24 ساعة، وبكفاءة عالية، مما يعطى الفرصة للتدخل فى الوقت المناسب بالإضافة إلى تشغيل أجهزة الرصد فى المصنع نفسه، موضحا أننا سنتابع خطة توفيق الأوضاع زمنيا من خلال تقرير شهرى، ويهمنا أن نحافظ على قاعدة الصناعة الوطنية وفى نفس الوقت ليس هناك أغلى من صحة المواطنين، وهو ما اتفقنا عليه مع المحافظ والنواب.
ولفت إلى أن هناك حلا على المدى القريب لمواجهة الانبعاثات، بالاتفاق مع محافظ الدقهلية من خلال فريق عمل من الصحة والبيئة لمتابعة المصنع وعمل تقرير مستمر وإغلاق أى مصدر للتلوث حال ظهوره دون التأثير على أجور العاملين، حيث تم وضع 4 محطات للرصد البيئى لقياس الانبعاثات إحداها داخل المصنع وأخرى أمامه فى استراحة المحافظ، واثنتين أخريين فى مناطق محيطة وتتبع المعامل المعتمدة من وزارة البيئة.
وأصدر الدكتور أحمد الشعراوى، محافظ الدقهلية، قرارا فى 11 نوفمبر الماضى، بإغلاق إحدى وحدات المصنع بعد تكرار انبعاث غاز الأمونيا.
وأكدت تقارير الرصد للمعامل المتنقلة ووحدة البيئة تخطى الأمونيا للحدود المسموح بها وتكرار ذلك خلال 4 شهور من أغسطس إلى نوفمبر، وشكل محافظ الدقهلية لجنة متخصصة بعد شكاوى الأهالى والتى أكدت وجود تسريب للغاز بسبب عطل فى طلمبة حقن اليوريا «الأمونيا»، الأمر الذى يتسبب فى وجود تسريبات بالخطوط مما دفعه لإغلاق الوحدة وإلزام المصنع بالسير فى خطة التطوير التى وضعتها الوزارة.
من جانبه، أكد المهندس نبيل مكاوى، رئيس مجلس إدارة «الدلتا للأسمدة» أن الشركة أوقفت وحدة الأمونيا بناء على تعليمات المحافظ، حرصا على صحة المواطنين، وتمت إعادة تشغيلها بعد إصلاح الأعطال.