استقبل «المصرى اليوم» أول ضيوفه فى شهر الخير والبركة والقرآن، بترحاب وإفطار واحتفاء، الوزيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، التى سجلت قصب السبق، وجاءت إلينا ضيفة عزيزة مكرمة، وشاركتنا فطورنا وشاركناها هموم الوزارة.. حكت الوزيرة عن أحلامها.. وسألناها عن أحلام المصريين فى الخارج.. رسمت ملامح المستقبل.. وتوقفنا معها أمام آلام الحاضر.. كانت كريمة فى إجاباتها، وكنا محبين فى طرح أسئلتنا.. وإلى وقائع أول صالون رمضانى فى «المصرى اليوم»:
■ فى البداية نرحب بتشريفك لسفرة «المصرى اليوم».
- سعيدة جدا بتواجدى فى «المصرى اليوم»، وهى بالتأكيد جريدة حازت ثقة القراء سواء من المسؤولين أو الرأى العام، ويشرفنى التواجد بها وسعيدة أن أكون موجودة كأول الضيوف فى شهر رمضان الكريم، وربنا يعيده على مصر وأهلها بالخير والبركة.
■ ما استراتيجية وزارة الهجرة فى هذه المرحلة؟ وما الخطوط العريضة للوزارة؟
- وزارة الهجرة ملفاتها عميقة جدا، ولابد من التحرك فيها بسرعة، لأننا لا نتحدث عن ملفات اقتصادية أو اجتماعية، نحن نتحدث عن ملفات إنسانية، وإذا كانت ملفات الهجرة والمصريين بالخارج لا يتم التعامل معها بالسرعة أو المبادرة قبل حدوث الحدث فستصبح الوزارة بلا فائدة.
■ كيف؟
- عندما كُلفت بمهام الوزارة كانت هناك مجموعة من الحوادث المؤسفة للمصريين بالخارج، سواء انفجارا فى الأردن أو دهس مواطن بالكويت أو احتجاز طلبة بالسودان، وآخرها المواطن «وحيد» الذى تم ضربه بالكويت، وإذا لم يكن هناك تحرك بسرعة شديدة ليس بوكيل وزارة أو مدير مكتب بل بالوزير نفسه الذى يخرج من أجل الوقوف بجوار المواطن بنفسه، فإن الوضع سيكون صعباً، وعلى سبيل المثال المواطن «وحيد» الذى تم ضربه بالكويت أول شىء عملته كلمت السفير هناك لأن بعض المعلومات التى تصلنا أحياناً تكون غير صحيحة وتأكدت من صحة الواقعة.
وعلى الفور تواصلت مع رئيس الوزراء، وطلبت منه الموافقة على سفرى للكويت فى نفس اليوم، لكى لا يزيد الموضوع صعوبة وحصلت على الموافقة وسافرت الكويت وذهبت لوزيرة العمل الكويتية، وتحدثنا فى القضية وحقوق المواطن المصرى، وبعد ذلك ذهبت للأطباء ورأيت التقارير الطبية، وقابلت «وحيد» وكان يوجد مصريون أثناء زيارتى له، فقال لى: «مجيئك ليا رفع رأسى أمام الناس كلها». هذا هو معنى ملف الهجرة.
■ إذن معنى ملف الهجرة أن تكونى حاضرة فى حياة المصريين فى الخارج؟
- نعم حاضرة معهم فى كل شىء، وعندى أكثر من جروب عن المصريين العاملين بالخارج عشان الإجازات بدون مرتب، ولدىّ جروب آخر عن مشكلة الصيادلة، وجروب ثالث يتعلق بمشكلة المهندسين، وأرد على الجميع برسالة صوتية، حتى يتم تصديق أننى وزيرة الهجرة، وأتحدث معهم بكل صراحة وهدوء، ولأول مرة يتواصل المصريون بالخارج مع مسؤول حقيقى.
■ هل هذا يختلف عن الصورة الذهنية قبل مجيئك الوزارة؟
- الصورة الذهنية للوزير قديما كانت أن الوزير يجلس فى برج عال، لكن الصورة بعد 30 يونيو تغيرت تماما، لأنه يوجد نموذج الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يتحرك بنفسه وينزل ويتواصل مع الناس.. وهل سبق أن رأينا مؤتمرات شباب.. الشباب حاليا يقف أمام الرئيس ويتحاور ويتناقش، فإذا كان نموذج القيادة السياسية بهذا الشكل والأداء مع المواطن البسيط، فما بالك بالوزير، فأنت ترى رئيسك المباشر بيعمل إيه.
■ هل كنت متخيلة أن الوزارة بهذا الوضع قبل قدومك؟
- الموضوع مختلف عندى، لأنى جئت وزيرة على وزارة مش موجودة، فمكنتش فاهمة هاعمل إيه، جئت على وزارة من عدم، والموضوع كان مختلفا بالنسبة لى، لأن لدينا ملفات كثيرة كانت تحتاج إلى عمل متواصل وجهد شاق لإنجازها، خاصة فى ظل وجود وزارة الخارجية ووزارة القوى العاملة، اللتين تتعاملان مع المصريين بالخارج.. وكان من الطبيعى أن يسأل أحد «وزيرة الهجرة جايه تعمل إيه».. فقيام وزارة من العدم بكوادرها وعملها الدؤوب والتواصل مع الجميع والتعامل مع الملفات الشائكة لم تكن سهلة أبداً بل شاقة جداً.
■ كيف كان شكل التكليف الوزارى فى هذه الحالة؟
- كان مفاجأة وغير متوقع، وأنا كنت أعمل فى دبى، فى القنصلية العامة بدبى، ولم أتخيل فى يوم من الأيام أن أكون وزيرة، وجاءنى التكليف وأنا فى دبى، وكنت فاهمة إنى أنزل مرشحة فقط لكن مكنتش فاهمة إن الموضوع تكليف وحدث لقاء مع رئيس مجلس الوزراء، وبعد ذلك حلفت اليمين.
■ عندما حلفتِ اليمين كان هناك تكليف محدد من الرئيس لك.. هل هذا التكليف هو وضع هذه الاستراتيجية؟ وكيف كان شكل التكليف؟
- لقاء التكليف الذى كان مع الوزراء بعد حلف اليمين مباشرة، وجه خلاله الرئيس عبدالفتاح السيسى، الحديث لى بالتواصل مع المصريين فى الخارج وتلبية احتياجاتهم، وهذان التكليفان هما اللذان بدأت وضع الخطة على أساسهما، وكان التحدى هو كيفية التواصل وأزمة الثقة بين المصريين فى الخارج وكيف تعود، لأن الجميع قال إن وزارة الهجرة وزارة شرفية كما كانت من قبل أو (عشان تجيب الدولارات)، لذلك التواصل كان مهماً أولاً كى أثبت للقيادة السياسية أن رأيها كان صائباً فى عودة الوزارة، والشىء الثانى هو التواصل مع المصريين بالخارج وتلبية احتياجاتهم وبناء الوزارة من العدم.
■ كيف تم بناء جسر التواصل والعبور من مرحلة أزمة الثقة والشك إلى الثقة؟
- أولا أنا دبلوماسية فى الأساس وخبرتى بالقنصلية ساعدتنى فى هذا الملف، مثلا لما كنت فى إيطاليا كنت بانزل أجلس مع المهاجرين غير الشرعيين وأتكلم معهم، وبالتالى دورى هذا ساعدنى فى المجىء للوزارة جاهزة، وخلق لدىّ كسر الحاجز بين المواطن والمسؤول، لكن كى أبدأ كوزيرة وأتواصل بشأن الموضوع كان أمراً مختلفا، ولسوء الحظ حصلت سلسلة من الحوادث أول ما توليت، وعندما تحركت بدأ الحاجز يذوب وينكسر، والتحدى الأكبر كان عمل الوزارة على الأرض، وأول حادث حدث بعد أن توليت الوزارة، كان حادث وفاة عمال مصريين فى الأردن وذهبت للأردن وأخذت وزير العمل الأردنى، وذهبنا للمستشفى وكان هناك العاملون المصريون، من ذوى الضحايا، ورفض المستشفى فى البدء أن نتسلم الجثامين، فقلت لهم (أنا مش هامشى من الأردن إلا أما أنزل بالجثامين)، فأخذت لهم تصاريح نزول معى على نفس الطيارة، نموذج البطة الكبيرة التى تمشى وحولها البط الصغير- هذا كان المشهد فى مطار القاهرة.. أنا ماشية وخلفى عائلات المصابين كأننا عيلة واحدة وذهبنا لتسلم الجثامين هذا المشهد كان رسالة للعالم كله لأنهم شعروا بتغيير جديد من الدولة.
■ قمتِ بجرأة وانسجام بالتعامل مع المواطنين فى هذا الحادث.. كيف؟
- عندما خدمت فى إيطاليا فى شهر أكتوبر 2017.. كان فيه مركبان كبيران غرقا فى شواطئ صقلية، هى نفس الفكرة طلبت من السفير أن أذهب صقلية عشان الجثث، وأخذت موافقة السفير ونزلت صقلية وكنت لوحدى دبلوماسية، وحدها تماما بعد ذلك، صدمة حياتى إنه بعد شهر من وصولى إيطاليا حدث هذا الموضوع، السفير قرر يأتى لأنها كانت قضية رأى عام فى مصر، ففوجئ بكيفية تعاملى مع الموقف، خاصة أن المركبين فى مكانين مختلفين وكل منهما بعيد عن الآخر، فأريد أن أقول ما يفاجأ به الناس من طريقة تعاملى مع المواقف والأحداث أنا معتادة عليه.
■ تم على أساس هذا الملف ملفات أخرى مثل ملف الجيلين الثانى والثالث.. نريد الدخول على هذا الملف لأن لدينا غربة شديدة.. عندنا مشكلة مع الجيلين الأول والتانى والجيل الثالث شبه متصدع؟
- وجدت أن العمليات الإرهابية الموجودة فى أوروبا تتم بواسطة جيلين تانى وثالث فرنساوى من أصل مغربى وتونسى، فقلت إحنا بقى هيحصل فى شبابنا إيه من الأفكار المتطرفة والاتجاهات المعادية ضد الدولة، لذلك تواصلت مع وزير الدفاع، وبدأنا نعمل لهم محاضرات فى أكاديمية ناصر العسكرية، وخرجنا حتى الآن 5 دفعات من الأكاديمية من أبناء الجيلين الثانى والثالث، ونوزع عليهم استمارات استبيان فى اليوم الأول وبنقوله قول لنا إيه مصدر أخبارك عن مصر، وفى نهاية الدورة نجرى استمارات استبيان وبعد ذلك نأخذهم زيارات للكليات العسكرية.
■ ما هى آلية الاختيار؟
- التواصل مع السفارات والقنصليات والجاليات بأخذ كافة البيانات منها، وأنا الوزيرة الوحيدة التى ذهبت لأستراليا وفتحنا علاقات برلمانية وعلاقات بالبحرية، وفى يناير المقبل سيكون هناك أول فوج شبابى قادم من أستراليا، لذلك التواصل المباشر مهم مع الجاليات.
■ وماذا عن خطة الوزارة للجيلين الرابع والخامس من أبناء الجاليات؟
- لدينا اهتمام كبير بهم، خاصة الأطفال من سن 13 لـ15 سنة، ووقعنا بروتوكولا مع «وول سترينج»، وهى شركة متخصصة فى المعسكرات، يعطون القيمة الإنسانية، ونحن نعطى القيمة الوطنية عملنا أول معسكر فى شرم الشيخ، والمعسكر الثانى فى يوليو، يحضره 200 طفل، ولدينا قوائم انتظار، بانزل واتكلم معاهم وذهلت إن لديهم معلومات عن الوزارة ودورها.
■ هل الوزارة قامت بإجراء حصر للمصريين بالخارج؟
- لا توجد دولة لديها عدد محدد للجاليات بالخارج، لكن عندنا عدد متوقع طبقا للإحصائيات المسجلة 10 ملايين لأن عددا كبيرا لا يسجل بياناته فى القنصليات، فكيف تستطيع أن تجذب هؤلاء المواطنين.. لا بد أن تسعى لهم حتى يتوافر لك قائمة بيانات لذلك بدأت أعمل الشبابيك الواحدة للمصريين فى الخارج سواء فى وزارات الاستثمار والإسكان ومصلحة الأحوال المدنية، والتجنيد أهم شىء الآن بالنسبة للعقول المهاجرة وإعداد قاعدة بيانات لهم، واجتمعت مع وزيرة التضامن الاجتماعى، لكى نرى إجراءات إشهار هذه الجمعية، فنحن داخلون على مؤتمر مصر تستطيع 4، فانتهينا من 3 مؤتمرات بقاعدة بيانات لكل مؤتمر من العلماء والخبراء وبالتالى أصبح من الضرورى أن يكون لدينا جمعية تصب فى هذه البيانات.
■ ما أهداف هذه الجمعية وطبيعة القائمين عليها؟
- الجمعية تستهدف الاستفادة من خبرات العلماء فى المشروعات القومية التى تقوم بها الدولة المشاركة فى مؤتمرات مصر تستطيع الإعلامية، أساتذة كرسى فى الجامعات المصرية للإشراف على الدكتوراه، وبعثات للشباب المتفوق خارج البلاد.
■ هل ستضم الكيانات المصرية المشهورة التى كانت تعيش خارج مصر مثل مجدى يعقوب وفاروق الباز؟
- الجمعية سيكون بها مجلس إدارة وسأكون موجودة بها بصفتى المؤسس والوزير، وسيكون أعضاؤها من الموجودين بمصر من العلماء، سواء العائدين مثل محمد محمود الذى شارك فى «مصر تستطيع» أول من عمل أول كمبيوتر مصرى، فقد عاد ليكون ضمن المجموعة بيجيب مجموعة من كل الفئات من الشباب والسيدات، لكن أعضاء الجمعية لابد أن يكونوا بنفس تفكير المصريين فى الخارج، لأن هذا هو من يساعده فى توصيله للجهات المعنية.
■ كيف تحققين التواصل مع المصريين فى الخارج رغم صغر حجم الوزارة؟
- نحن بالفعل وزارة عددها محدود، لكن العمل الذى باشرته الوزارة والإنجازات التى تحققت كانت ضخمة خلال الفترة الماضية، التواصل مع الجيلين الثانى والثالث مع الشباب والسيدات والعقول المهاجرة والمشاركة فى المشروعات القومية وربط المواطن المصرى بالخارج بالوطن، سلسلة مؤتمرات مصر تستطيع وآخرها مؤتمر إحياء الجذور كل هذا بهذه الكتيبة وأنا فخورة بهم، حتى لو عددنا قليل لكن الإنجاز الذى تم رائع.
■ كم جولة خارجية قمت بها؟ وهل وصلت لأبعد عاصمة؟
- أنا وصلت لأبعد نقطة، وصلت نيوزيلندا، وزرت أستراليا أكثر من مرة، وكنت سعيدة إنى أتواصل معهم، كما زرت مؤخرا إثيوبيا وأيضا والسودان.
■ من خلال زياراتك المتعددة، ما هى القواسم المشتركة لمشاكل المصريين؟
- كل شريحة مختلفة عن الأخرى، لا يوجد قاسم مشترك بين المصريين فى الخارج لأن المصريين بالخليج غير المصريين بأوروبا غير المصريين بأستراليا غير المصريين بأمريكا الجنوبية غير المصريين بنيوزيلندا، فالمصريون بالخليج يتحدثون عن مشكلة الكفيل وعقود العمل والمظلة التأمينية وهى المشكلة القائمة التى نحاول حلها، وقرر رئيس مجلس الوزراء تشكيل لجنة من وزارات الهجرة والقوى العاملة والتنمية المحلية، لبحث حل للموضوع وفعلا تم تشكيل هذه اللجنة وخرجنا بتوصية توافقية تخدم المصرى فى الخارج وتحافظ على مصالح الدولة.
■ هل تخافين على مصلحة المصرى بالخارج؟
- طبعا هذا عملى.
■ هل هو عمل حقيقى أم شو إعلامى؟
- شو إعلامى! لو كان كذلك «مكنتش هستطيع الوصول للمصريين وأحل مشاكلهم».
■ هل بالفعل قمتِ بحل مشاكل؟
- طبعا أثناء تواجدى خلال الحوادث التى تعرضوا لها، على سبيل المثال مصابو حادث الأردن لم يكونوا تحت مظلة تأمينية، فتحدثت مع وزير العمل الأردنى، ليأخدوا التأمينات بأثر رجعى، ومشكلة الجثامين تم حلها، وعملت بروتوكولا مع مؤسسة «مصر الخير» التى تحملت نفقات تكاليف نقل الجثامين وألغينا شهادة الفقر، فالجثمان يعود لذويه بكل كرامة، أيضا أنهيت إجراءات المظلة التأمينية مع وزيرة التضامن، وأعددنا تغظية مع شركات تأمين مجمعة ويتم عرضها خلال أسبوعين على رئيس المجلس، وتنص على التعويض عند الإصابة بالعمل والوفاة، كمظلة تأمينية من خلال اشتراك سنوى يتم دفعه مع تجديد جواز السفر ويتم أخذه فى حالات الإصابة فى العمل، وراعينا بند المساعدة القانونية لأنه لما يتم القبض على أحد المواطنين فى قضية شيك دون رصيد يختلف الوضع عن القبض عليه فى قضية مخدرات، وأعددت مع وزارة العدل مشروع قانون لصندوق تكافلى للمساعدة القانونية، لأنه ليس شرطاً أن تكون مهاجراً فى الخارج، حيث من الممكن أن تكون فى إجازة ويقع حادث.. حينها من سيسدد التكلفة خاصة أن السفارات والقنصليات ليست لديها ميزانية كافية.
وعممنا شهادة «أمان» للمصريين بالخارج، وتواصلت مع محافظ البنك المركزى بتأكيد شهادة أمان للعمالة غير الموسمية، كشهادة تأمين على الحياة، سواء بحادث أو وفاة طبيعية، وتواصلت مع البنك المركزى والبنوك الوطنية، وعملنا شهادة أمان وعملناها للمصريين بالخارج، وعملنا شهادة «بلادى الدولارية».
■ من خلال جولاتك الخارجية.. هل المواطن المصرى بالخارج يعى حجم المخاطر على مصر؟
- المواطن المصرى بالخارج واعٍ جدا لحجم المخاطر على مصر، ولكن لم يكن لديه وعى بالحرب التى تخوضها مصر، لذلك كان معنا دوماً سيديهات تحوى فيلم «حكاية وطن».. لأننا أدركنا أن الكثيرين لا يدركون مدى الحرب التى تخوضها مصر، وقلت لهم (لو البلد وقعت مش هنلاقى بلد تانى)، وبالطبع كان فى دعاية سلبية وشكوى المصريين بالخارج أن الإخوان يعملوا مشاكل لدى السلطات المضيفة لذلك كنت أقول للمصريين بالخارج «نزولك الانتخابات هو ده أكبر رد عليهم».
■ من يشكل الصورة الذهنية للبلاد فى الخارج؟
- مواقع التواصل الاجتماعى، وبالطبع أعمل حاليا على الموقع الإلكترونى للوزارة وصفحة الوزارة على «فيس بوك»، ويجرى حاليا دراسة مشروع يستهدف المصريين بالخارج من أجل نقل الصورة الذهنية الصحيحة، وسيتم الاستعانة فى هذا المشروع بأبناء الجاليات من الجيلين التانى والثالث.
■ ما الذى يضمن استمرارية هذه الاستراتيجية فى الوزارة؟ هل لأنها مرتبطة بشخصية الوزيرة؟
- الوزير لن يجلس للأبد، هده سنة الحياة، لكن طالما يرسى قاعدة معينة ويوجد فريق عمل ما زال مستمرا واعتاد على نسق معين، فالقادم بعدى سيأتى على وزارة قائمة ومتحركة، ومن الصعب عليه جدا ألا يكمل الاستراتيجية، فهى لا تنتهى بشخص الوزير.
■ ملف أقباط المهجر كيف يمكن التعامل معه؟
- بداية هذا المصطلح مرفوض، فلا يوجد مصطلح اسمه أقباط المهجر، وهو مصطلح تم استخدامه فى مرحلة معينة بأهداف معينة، والقيادة السياسية نفسها قالت إنه لا فرق، نحن كلنا مصريون، وعندما أسافر وأقابل مصريين بالخارج بقول لهم المصطلح ده مش موجود لو حد عايز يقوله يقوله مع نفسه، لدينا اتجاه دولة عندنا رئيس يحضر الأعياد المسيحية فى الكنيسة، ولدينا قانون الكنائس.. والجميع شاهد حجم الإنجاز فى الكنائس التى تم تدميرها من جانب الإخوان، والتى بنتها القوات المسلحة خلال زمن قياسى، وأول ضربة جوية عسكرية ضد داعش ليبيا كانت للثأر للأقباط الذين تعرضوا لمذبحة وحشية.
■ وماذا عن قضية الهجرة غير الشرعية؟
- ملف كبير، الحقيقة إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه لا يوجد أى مركب هجرة غير شرعية نجاح باهر، والنجاح الباهر أيضا هو المزارع السمكية فى كفرالشيخ، لأن برج مغيزل بيخرج منها كل الصيادين اللى بيسوقوا المراكب، فعندما تفتح لهم فرص عمل بهذه الكثرة تفتح فرص عمل فى أقوى محافظة تصدر هجرة غير شرعية، الدولة ليست ضد الهجرة الشرعية، لكنها ضد الهجرة غير الشرعية.