رغم رحيله قبل سنوات وتقديم الإعلام العالمى له على أنه ديكتاتور استبد بشعبه فاستحق الإعدام على يد القوات الأمريكية بعد اغتيال ابنيه، فإن الرئيس العراقى الراحل صدام حسين لا يزال جاذبا لصناع السينما ومادة دسمة تقدم عنها الأعمال، فقد أعلنت شركة «Glitterati Entertainment Solutions» الهندية العاملة فى مدينة «بوليوود» عن تجهيزها لمشروع فيلم روائى عن صدام حسين، والمفاجأة أن الفيلم يحمل إنصافا للرئيس الراحل، حيث سيجرى تقديمه بطلا على حد وصف الشركة، وليس شخصية شريرة وديكتاتوراً سيئاً ومستبداً كما حدث فى أعمال عديدة تناولت العراق كان أشهرها المسلسل التليفزيونى البريطانى «بيت صدام» الحاصل على جائزة «إيمى» عام 2008، والفيلم الأمريكى «شبيه الشيطان» الذى تناول استخدام عدى ابن صدام حسين لشبيه له فى أوقات الحروب والاحتفالات العامة، وظهرت خلاله شخصية صدام سلبية وصامتة أمام رعونة الابن الجامح، إلى جانب ذلك أعلن الممثل البريطانى «ساشا بارون كوهين» قبل أشهر قليلة عن تقديمه شخصية صدام فى فيلم كوميدى ساخر.
يحمل الفيلم اسم «من الرئيس إلى السجين»، ومن المقرر البدء فى تصويره سبتمبر المقبل، فى عدد من البلدان منها العراق نفسه على حد تأكيد الشركة المنتجة.
يجسد شخصية صدام الممثل الهندى الشهير «أكبر خان»، والذى أكد تطلعه منذ فترة طويلة لتجسيد الشخصية واصفا ذلك بتحد كبير بالنسبة له، وقال «خان» فى تصريحات لجريدة «مومباى ميرور» الهندية: أعتبر صدام بطلا قومياً كبيراً، يكفى قوته وتصديه للسياسة الخارجية المزدوجة للإدارة الأمريكية، والتى استخدمته كأداة لتنفيذ أهدافها فى احتلال العراق، ومن الممتع تقديم عمل عنه.
ووصفت صحيفة «مومباى ميرور» مشروع الفيلم بأنه يضىء الجانب المشرق فى حياة صدام، ويأتى هذا العمل فى ظل ماعرف من روابط قوية على المستوى السياسى بين الحكومة الهندية والنظام العراقى السابق منذ فترة الحرب الباردة، والذى استمر إلى ما بعد الاحتلال الأمريكى للعراق وتحديدا حتى عام 2006، كما شهدت عدة أنحاء متفرقة فى الهند مظاهرات حاشدة احتجاجا على إعدام القوات الأمريكية لصدام حسين فجر يوم عيد الأضحى 30 ديسمبر 2006.
ينتج الفيلم ويخرجه «سوريش خولى»، وهو مخرج أفلام وثائقية، ويعد فيلم «من الرئيس إلى السجين» أول أعماله الروائية الطويلة، وأشار «خولى» إلى أن الفيلم يتناول نشأة صدام وجذوره فى مدينة «تكريت» مسقط رأسه، مرورا بدخوله القصر الرئاسى، وصولا إلى اعتقال القوات الأمريكية له، وقال «خولى»: الفيلم يركز أيضا على الإصلاحات التى أجراها صدام خلال فترة رئاسته ومنها دعم تعليم النساء، وتقوية الروابط مع دول وسط آسيا.
أضاف «خولى» أنه تحمس لتقديم عمل عن صدام بعد قراءة كتاب عنه كتبه الكاتب الهندى «عزيز بيرنى»، والذى تولى كتابة سيناريو الفيلم بالاشتراك مع «خولى»، وقال: اخترت «أكبر خان» لتجسيد الشخصية بعدما وضعت صورة له إلى جوار صورة لصدام فى شبابه، ووجدت تقارب ملامحهما بشكل كبير، وكنت و«خان» نعمل على مشروع آخر، أجلناه لتقديم الفيلم عن صدام حسين.
من ناحية أخرى يأتى تقديم مدينة السينما الهندية «بوليوود» لذلك الفيلم السياسى كسراً للاتجاه التجارى السائد فى تقديم أعمال رومانسية واستعراضية وفقا لما رآه عدد من المحللين.