قال شهود عيان إن العمل في إنشاء الجدار الفولاذي أسفل الحدود المصرية مع قطاع غزة يتواصل في ظل استنفار أمني كبير لقوات الأمن المصرية على الحدود خاصة بعد أن دعت حركة حماس أنصارها إلى التظاهر اليوم الاثنين أمام معبر رفح البري للاحتجاج على بناء الجدار .
وذكر شهود عيان من سكان المنطقة لوكالة الأنباء الألمانية أن العمل في إنشاء الجدار قائم ليلا ونهارا ولمدة 24 ساعة متصلة تقريبا لسرعة إنجاز وتشيد الجدار الفولاذي.
وأكد أحد سكان رفح المصرية انه شاهد أفرادا من الشرطة المصرية وهم يعتلون الأسطح والعمارات السكنية المرتفعة لكشف أي أشخاص يحاولون إطلاق الرصاص من رفح الفلسطينية .
وكان العاملون في منطقة إنشاء الجدار تعرضوا لإطلاق نار من الجانب الفلسطيني لثلاث مرات متتالية على مدار ثلاثة أيام متصلة.
وأكد شاهد عيان آخر على تواصل الأعمال من قبل الشرطة في المنطقة مع زيادة في رفع حالة التأهب القصوى في صفوف الشرطة مع استمرار عمليات المداهمة التي تقوم بها الشرطة في الحدود والمزارع والمنازل القريبة.
وفى نفس الوقت أدت دعوة حركة حماس لأنصارها في غزة عبر وسائل الإعلام الفلسطينية إلى التظاهر والخروج إلى الحدود مع مصر وخاصة منطقة بوابة صلاح الدين للاحتجاج على شروع مصر في بناء الجدار على طول الحدود مع غزة صباح اليوم إلى استنفار أمني مصري كبير على الحدود تحسبا لأي أعمال شغب أو اختراقات للأراضي المصرية .
وشوهدت المصفحات والمدرعات التابعة للأمن المركزي المصري وهى تتجه إلى الشريط الحدودي مع غزة حيث تمركزت في مناطق بوابة صلاح الدين ومعبر رفح والمنطقة التي تجري بها الإنشاءات الخاصة بالجدار الفولاذي عند العلامة الدولية رقم 5 في منطقة «الدهنية» تحسبا للمظاهرات الكبيرة المتوقعة من أنصار حركة حماس.
على جانب أخر تصاعدت لهجة الخلاف بين حركة حماس والسلطات المصرية، على خلفية بناء الجدار الحديدي وعمليات إطلاق النار المتكررة من جانب مسلحين فلسطينيين على الجنود المصريين والعاملين في بناء الجدار.
وأكد «فتحي حماد» وزير الداخلية في حكومة حماس المقالة في قطاع غزة، أن وزارته تحاول السيطرة على ما يقوم به بعض المواطنين من إطلاق النار على الحدود الفلسطينية المصرية، وقال إن أمن مصر واستقرارها من أمن الفلسطينيين واستقرارهم.
وأعرب «حماد» خلال اتصال مع المسؤولين المصريين مساء أمس الأحد، عن قلقه مما يجري على الحدود، مستفسرا في الوقت ذاته عما يتم من بناء جدار جديد على الحدود.
وطالب «حماد» الحكومة المصرية بخطوات نحو رفع الحصار ومساعدة الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الخطر الحقيقي هو الاحتلال، وأن غزة لم تكن ولن تكون خطرا في يوم من الأيام على أمن مصر القومي، وأن الشعب الفلسطيني المحاصر لم يعد يحتمل مزيدا من الضغط والحصار عليه.
إلى ذلك، قالت مصادر أمنية مصرية على الحدود مع قطاع غزة، إن مصر طالبت حكومة حماس بضرورة التحقيق في وقائع إطلاق الرصاص من مدينة رفح على الجنود المصريين، وملاحقة المسؤولين عنها في الجانب الفلسطيني.
وكانت تصريحات شديدة اللهجة قد صدرت عن حركة حماس في غزة، وقال المتحدث باسم الحركة «فوزي برهوم» إن الجدار الفولاذي الذي ينفذ على حدود مصر مع غزة بإشراف وتمويل أمريكي يأتي في إطار استمرار المخطط الأمريكي لخنق مليون ونصف مليون فلسطيني في غزة بعد فشل إسرائيل في كسر إرادتهم عبر القتل والحرق والتدمير والخنق والحصار.
وأضاف «برهوم» إن هذه الخطوة تأتي بعد الفشل الإسرائيلي والأمريكي في تدويل حدود القطاع.