عزيزى نيوتن..
تكمن أهمية مقالكم «الإنسان وفرصته» فى أن تقريباً كل أنظمة الحكم فى العالم شاغلها الأول يدور حول خلق فرص عمل جديدة تستوعب «الزيادة السكانية» (مشكلتنا الكبرى) والعاطلين عن العمل. لقد تحدثتم فى مقالين عن هذا الموضوع، وكيف وفرت هجرة مواطن فرصة لأولاده لم تكن ستُتاح لهم لو كانوا فى دول كثيرة أخرى. وهذا ينقلنا إلى النقطة الثانية، وهى: كيف ومَن يخلق فرص العمل؟.
هناك نظامان أساسيان لخلق فرص العمل:
الأول: تكون الدولة فيه مسؤولة عن ذلك، فتقوم بإنشاء الشركات والمصانع والمزارع ومنافذ التجارة والجامعات والمدارس والمعاهد الفنية وغيرها.
أما الثانى: فتقوم الدولة فيه بتوفير المناخ المناسب لكى يقوم المواطنون «الموهوبون» بهذه المهمة نيابة عنها، وتتفرغ الدولة لوظيفتها الأساسية، وهى التشريع والتنظيم والمراقبة وحماية المواطن والدولة.
النظام الأول ثبتت قلة كفاءته، وفى أحيان كثيرة فشله، وعيوبه تكمن فى إثقال الدولة بالديون والمخاطرة واحتكار الدولة. أما النظام الثانى فتكمن قوته فى إعطاء الفرصة «للموهوبين» للريادة فى مختلف المجالات. حدث هذا فى أمريكا وكوريا واليابان وألمانيا، فرأينا تطوراً وابتكارات غيّرت مصير البشرية.
إن أكبر نكسة تعرضت لها مصر مرتين بعد ثورة 1952 كانت القضاء على هذه المواهب، أمثال «سباهى» و«أبورجيلة» و«فرغلى» و«السجلابى» وغيرهم كثيرون، لفقت لهم الاتهامات، وصوّرتهم على أنهم أعداء للشعب وفاسدون. وكررنا نفس الخطأ بعد يناير 2011، فبدأنا بالوزراء الأفذاذ وبعدهم رجال الصناعة والزراعة الموهوبين وشجعنا الناس على كراهيتهم. ما الذى جنيناه من تلويث أو تحجيم الموهوبين من الساسة ورجال الأعمال أمثال «رشيد» و«عز» فى الصناعة وسامح فهمى وحسين سالم فى البترول و«جرانة» و«الشيتى» فى السياحة و«المغربى» وهشام طلعت مصطفى فى الإسكان و«نظيف» و«ساويرس» فى الاتصالات ويوسف والى و«دياب» فى الزراعة؟!. وأعتذر إن لم أذكر الجميع، ولكنهم معروفون ونادرون.
م. صلاح حافظ
نيوتن: نحن نبدد فرصاً كثيرة باتهامات مرسلة. وهذه أكبر خسارة لمصر. اضطهاد رجال الأعمال يحرمنا من فرص الاستثمار الأجنبى. هناك نموذج مثل الإمارات التى تعطى الإقامة للمستثمر 10 سنوات قابلة للتجديد. هذا هو التشجيع.