واصلت الصحف البريطانية الصادرة، الثلاثاء، اهتمامها ببدء فعاليات اليوم الثاني للانتخابات البرلمانية، التي تشهدها البلاد منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز»: «إن حشوداً كبيرة من الناخبين ذهبت للجان الاقتراع، في حين مكث عدد من معتصمي التحرير داخل خيامهم، مقاطعين العملية الانتخابية لأسباب مختلفة»، مشيرةً إلى وجود مجموعة من الرجال الملتحين مرتدين سترات رياضية وقبعات زرقاء مطابقة لشعار حزب «الحرية والعدالة» كانوا يقفون بانتظام أمام مدارس التصويت لتزويد المرشحين بالمعلومات.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن عدداً كبيراً من الناخبين يحاولون عرقلة ارتفاع النفوذ السياسي للتيارات الإسلامية فى مصر، استناداً إلى العدد الكبير من النساء غير المحجبات اللاتي وقفن أمام اللجان الانتخابية للتصويت، خاصة فى مناطق الزمالك والمعادي ومصر الجديدة، مضيفةً أن هؤلاء النساء اعتبرن مقاطعة الانتخابات أمر خطير، لأنه سيفسح المجال أمام الإسلاميين، حسب قولهم.
وأشادت الصحيفة بالإقبال غير المعتاد من المصريين على التصويت في الانتخابات واختيار ممثليهم في مجلس الشعب، لافتة إلى الأعداد الهائلة من الناخبين الذين توجهوا إلى مقار الانتخابات قبل بدء موعد التصويت بما يقرب من ساعة، على الرغم من صعوبة العملية الانتخابية فى ظل نظامي القائمة والفردي.
فيما ذكرت صحيفة «جارديان»، أن الشعب المصري تحدى الخوف من وقوع أعمال عنف وخرج للانتخاب بأعداد غير مسبوقة، دون أنباء عن وقوع أحداث أمنية، واصفة الإقبال القياسي على لجان الانتخابات بأنه «انتفاضة جديدة للمصريين».
وتابعت: «تدافع المصريين على المشاركة في الانتخابات البرلمانية بكثافة ألقى بظلاله على ميدان التحرير، حيث أصبح الميدان الذي كان يعج بمئات الآلاف من المتظاهرين شبه فارغاً إلا من بضعة آلاف»، مضيفة أنه رغم عدم وقوع أحداث عنف أو تجاوزات مذكورة في اليوم الأول، فقد اشتكى عدد من المرشحين من بعض الخلل في الإجراءات.
وأشارت الصحيفة إلى وجود طوابير طويلة في المقار الحكومية والمدراس، التي تحولت إلى مراكز اقتراع في العاصمة، مضيفةً أن طول الطوابير لم يمنع الكثير من المشاركة في هذا اليوم لاستخدام حقه في تحديد من يمثله في برلمان الثورة.
وأضافت الصحيفة أن الانتخابات، التى تعتبر أول انتخابات تاريخية تشهدها مصر منذ حوالى 80 عاما، مرت بسلاسة منقطعة النظير، مستشهدة بتقارير المجلس العسكري واللجنة العليا للانتخابات، التي تشرف على سير العملية الانتخابية، التي أفادت بعدم وقوع انتهاكات أو أحداث عنف أثناء «التصويت التاريخي».
وأشارت الصحيفة إلى السنوات السابقة التي قضاها المصريون في «انتخابات معدة ومفبركة سلفا»، وأضافت «لكنهم وجدوا أنفسهم يوم الانتخابات التي بدأت، الاثنين، أمام خيار ترشيح من يريدون من أكثر من 55 حزباً وتنظيماً سياسياً تتنافس على 498 مقعداً في مجلس الشعب».
ونقلت الصحيفة عن بعض الناخبين قولهم إنهم أدلوا بأصواتهم، لأنهم يشعرون هذه المرة أن «أصواتهم ستحدث فرقاً» بعد 11 شهراً من سقوط نظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك.