سعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحصول على مساعدة كوريا الجنوبية لتفسير التغير المفاجئ الذي اتخذته كوريا الشمالية مشددة موقفها الأسبوع الماضي تجاه الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، اليوم الأحد، إن ترامب تحدث هاتفيا في وقت متأخر من أمس السبت مع نظيره الكوري الجنوبي مون جاي إن وسط مخاوف متصاعدة في البيت الأبيض من عدم جدية كوريا الشمالية حول التوصل لاتفاق حول نزع السلاح النووي، ما من شأنه تعقيد القمة المرتقبة في سنغافورة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي بارز مطلع على المحادثة أنه خلال المكالمة الهاتفية التي استمرت أقل من 30 دقيقة، سعى ترامب لتفسير مون حول تغير بيونج يانج إلى موقف متشدد، وهو ما يناقض بشدة لهجتها الأكثر إيجابية وبناء بعد قمة مون والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون الشهر الماضي.
وقال مسؤولون في إدارة ترامب للصحيفة إن أفعال كوريا الشمالية خلال الأيام الأخيرة بما في ذلك إلغاء اجتماع عمل مع مسؤولين كوريين جنوبيين والتهديد بإلغاء قمة كيم وترامب في 12 يونيو المقبل، أثارت قلق إدارة ترامب وخلق تعقيدات في استعداداتها قبيل 3 اسابيع فقط من القمة، موضحين أن فريق أمريكي بالفعل في سنغافورة للعمل على تجهيزات اللقاء التاريخي.
وأشار مصدر آخر للصحيفة إلى أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون يقول لزملائه أنه لا يثق في أن القمة ستسير على ما يرام، كما كرر اعتقاده القائم منذ زمن طويل بأنه لا يثق في الكوريين الشماليين.
وقالت الصحيفة إن مساعدي ترامب شددوا على التزام ترامب باجتماعه مع كيم وأن التخطيط للقمة يتقدم بالفعل، لكن الوقت ينفذ فيما يخص وضع أجندة وإنهاء عدة قضايا قائمة مع كوريا الشمالية.
ولفت مسؤول أمريكي بارز إلى ما يبدو أنها محاولة من بيونج يانج لانتزاع تنازلات أكثر من الولايات المتحدة قبيل القمة، أو لبناء خطاب لإلقاء اللوم على ترامب إذا سارت الأمور بشكل سيء في سنغافورة، أو الانسحاب بالكامل من القمة.
وقال المسؤول نفسه -الذي تحدث شرط عدم ذكر اسمه- إن الناس يجب أن تعود للواقع بعد نشوة قمة السلام بين كيم ومون، مضيفا أن الكوريين الشماليين بالفعل أخفقوا في الوفاء ببعض التزاماتهم الناتجة عن «اتفاق بانجونجوم» الذي وقعه كيم ومون خلال لقائهما.
وأشار المسؤول إلى أن الكوريين الشماليين «يتملصون ويخترعون حكاية ثانوية للأحداث»، مضيفا أنهم «لم ينسحبوا بعد من التفاوض وكذلك ترامب.. لا يبدو أنهم يريدون نزع للسلاح النووي على الإطلاق».
ولفتت الصحيفة إلى أن العديد من خبراء الأمن النووي والسياسة الخارجية يقولون إنه من غير المرجح للغاية أن تكون كوريا الشمالية مستعدة للتخلي عن برنامجها النووي، مشيرين إلى أن هدف كيم هو ترسيخ نفسه على الساحة الدولية كزعيم قوي لدولة نووية.