x

أول مأذونة فى مصر: «أنا فى قمة سعادتى»

السبت 19-05-2018 06:19 | كتب: ريهام العراقي, رنا حمدي |
عقد زواج عقد زواج تصوير : اخبار

ربما لم تكن تعلم أمل سليمان عفيفى، السيدة الثلاثينية، أنها ستحرك المياه الراكدة داخل مدينتها الصغيرة، وتكسر حاجز العادات والتقاليد الموروثة، لتصبح أول مأذونة فى مصر والعالم العربى، بعدما اقتصرت وظيفة «المأذون» على الرجال فقط، وتكرمها الدولة بتخصيص فقرة لها داخل مادة الدراسات الاجتماعية فى المرحلة الابتدائية.

على بعد 90 كم من مدينة القاهرة، وداخل مدينة القنايات إحدى مدن محافظة الشرقية، لم يقف طموح «أمل» عند الحصول على شهادة جامعية والعمل بمهنة المحاماة مثل غيرها من فتيات جيلها، فحصلت على دبلومتى القانون العام والجنائى فى عام 2005، إلا أن ذلك لم يشفع لها للعمل فى وظيفة ترضيها.

لعبت الصدفة وحدها دورا كبيرا عندما أتيحت الفرصة أمامها، لتدخل مجال «المأذونية»، بعد وفاة مأذون المدينة وتتقدم بأوراقها أمام المحكمة المصرية ومنافسة الرجال، لتصبح مهمتها «توفيق راسين فى الحلال».

قالت أمل لـ«المصرى اليوم»: «حصلت على ليسانس الحقوق عام 1998 من جامعة الزقازيق، ودبلومتى القانون العام والجنائى العام 2005، وبعدها سعيت للعمل مدرسة لمادة الشريعة فى أحد المعاهد الأزهرية ولكنى فشلت فى الالتحاق بأى وظيفة لها علاقة بتخصصى، وتوفى عم زوجى الذى كان يشتغل مأذونا بمدينة القنايات، واستفسرت عن المؤهلات الواجبة فى عمل المأذون فعلمت بضرورة الحصول على ليسانس الحقوق أو الشريعة والقانون».

وأضافت: «توجهت لمحكمة الأسرة لتقديم أوراق الالتحاق بالوظيفة، معتقدة أنها لا تتعدى شهادة التخرج والميلاد وصورة البطاقة الشخصية، ولكنى اكتشفت شروطا أخرى مثل ضرورة تصديق 10 رجال على موافقتهم بالعمل باعتبارها شهادة حسن السير والسلوك، وبالفعل تمكنت من الحصول على الموافقة ولكن بصعوبة بسبب العادات والتقاليد التى ما زالت تتحكم فى مجتمعنا».

الروتين من أكثر الصعوبات التى واجهتها «أمل»، أثناء التقدم لشغل وظيفة «مأذونة»، عندما تعنت بعض الموظفين ورفضوا قبول أوراقها، فى حين أن أحدهم اتهمها بأنها تخالف شرع الله، مما دفعها لاستشارة أحد علماء الأزهر، قائلة: «من أهم الصعوبات التى واجهتها فى تقديم أوراقى تمثلت فى تعنت الموظفين ورفضهم قبول الأوراق، حيث قال بعضهم لى إننى أخالف شرع الله، مما دفعنى للتوجه لعلماء الأزهر الذين أكدوا لى أن عمل المرأة بمهنة المأذون لا غبار عليه شرعا، لأنها وظيفة إدارية من وظائف السجل المدنى».

وحول الأعذار الشرعية للمرأة التى تتصادف معها أثناء عقد القران أو إشهار الطلاق، أكدت أن التحريم هنا مقصور على لمس المصحف الشريف فى حالة الحيض، وأركان الزواج لا تقتضى الطهارة الكاملة.

وأشارت إلى ارتفاع حالات الطلاق خلال السنوات الأخيرة، خاصة الزيجات الحديثة، وأن أغرب حالة طلاق صادفتها، حينما طلبت إحدى الشابات التى لم يستمر زواجها عاما، الطلاق، وكانت هيئتها ليست على ما يرام، إلا أنها يوم الطلاق كانت ترتدى فستانا جذابا، حاملة شنطة ملابسها، ولم تفارقها الابتسامة، وأنها عزمت على السفر لشرم الشيخ للاستجمام بعد الطلاق.

وأبدت «أمل» سعادتها بالإشارة إليها فى مادة الدراسات الاجتماعية للمرحلة الابتدائية، لكونها أول مأذونة فى مصر والوطن العربى، مؤكدة أنه ليس تكريما لها فقط وإنما بمثابة تكريم لكل امرأة حاولت إثبات دورها فى المجتمع.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية