أنهت البعثة الأثرية للحفائر المشتركة بين وزارة الآثار وجامعة المنيا أعمالها للموسم الأول بمنطقة تونا الجبل الأثرية، وقد تضمن برنامج العمل القيام بأعمال المسح الأثري للمنطقة، وإجراء الحفائر الأثرية بالجزء الشمالي من الجبانة الأثرية.
وقال الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية، إن العمل تم من خلال ثلاثة قطاعات مختلفة، القطاع الأول تم العمل به خلال الفترة من ٦\٢\٢٠١٨م حتى ١٨\٣\٢٠١٨، وقد توصلت البعثة إلى بناء صغير الحجم بني من قوالب الطوب اللبن ارتفاعه يتراوح بين ٥٠ سم إلى ٢٠سم، وتم العثور على بئرين يؤديان إلى مقبرة تتكون من صالة طولية بها أربعة حجرات، عملت البعثة بثلاث حجرات فقط نظرا لخطورة العمل في الحجرة الرابعة.
ومن جانبه، أضاف د. وجدي رمضان، رئيس البعثة، أن البعثة توصلت في نفس القطاع إلى مقبرة تتكون من مدخل لسلم نحت في طبقة رملية شديدة التماسك ويؤدي إلى صالة بها ستة دفنات موزعة في أرجائها، وحجرتين، الأولى في الجدار الغربي وهي غالباً حجرة الدفن الرئيسية بالمقبرة حيث تم العثور بها على تابوت حجري وأربعة دفنات في الأرضية، ولم يتم العثور بداخل التابوت سوي على بقايا عظمية آدمية منبوشة وفي حالة سيئة، علماً بأن غطاء التابوت وجد ملقي على أرضية الحجرة، وأما عن الحجرة الثانية فهي تقع في الجدار الشمالي، وقد عثر بها على خمسة دفنات في الأرضية، وخمس نيشات منحوتة في جدارها الشمالي؛ الثلاثة الأولى منهم من جهة الشرق كان بهم توابيت حجرية غير منقوشة وغير جيدة الصنع، يبدو أنها قد استخدمت لإعادة دفن أفراد كان قد تم دفنهم في الأرض من قبل.
فيما أشار جمال السمسطاوي، مدير عام آثار مصر الوسطى، إلى أن البعثة عملت في القطاع الثاني خلال الفترة من ١٩\٣\٢٠١٨ وحتى ٢٩\٣\\٢٠١٨م، وتم العثور بداخله على بئر تم نحته في طبقة رملية متكلسه على عمق ٢ متر، ويؤدي إلى حجرة دفن غير منتظمة الأبعاد عثر بها على تابوت مغلق بالمونة بداخله هيكل عظمي، كما عثر بداخل الغرفة على دفنه بجوارها قطعة فخارية مزخرفة غالباً تصور موضوع أسطوري بعينه.
أما عن القاطع الثالث، قال د. الطيب سيد، نائب رئيس البعثة، أنه تم العمل به خلال الفترة من ٣١\٣\٢٠١٨م وحتى ٢٦\٤\٢٠١٨م، وتم العثور به على بئر يؤدي إلى مقبرة تتكون من خمس حجرات، الحجرة الأولى هي الصالة المركزية التي تصل إلى البئر وتم العثور بها على أربعة دفنات والعديد من العظام الأدمية المنبوشة والمبعثرة في جميع أنحاء الصالة والمقبرة بشكل عام، كما يوجد داخل الصالة ثلاث حجرات، الأولى تقع في الجدار الشمالي وعثر بها على العديد من العظام الآدمية المبعثرة، وقناع من الجص لسيدة وحليات جصية مزخرفة كانت غالباً تستخدم لعمل تاج فوق القناع في العصر البطلمي الروماني وتميمة صغيرة من الجص على شكل طائر، وتقع الحجرة الثانية في الجدار الجنوبي للصالة وتم العثور بها على عظام آدمية مبعثرة وجمجمتين لصغير قرد البابون، بينما الحجرة الثالثة فهي تقع في الجدار الغربي للصالة وعثر بها على دفنتين لم يتم العبث بهما، ومن خلال تلك الغرفة نصل إلى الحجرة الرابعة والتي تم العثور بها على تابوتين بدون أغطية منبوشين وهما في حالة سيئة جداً وغير منقوشين، عثر بداخلهما على بقايا عظمية آدمية، وآناء فخاري فارغ.
يشار إلى أن منطقة تونا الجبل الأثرية هي جبانة الإقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا خلال فترة العصر البطلمي والروماني، وقد تمت أول أعمال التنقيب المنظم بها من خلال المعهد الفرنسي للآثار الشرقية (١٩٠٢-١٩٠٣). وفي عام ١٩١٩ تم الكشف عن مقبرة بتوزيريس بواسطة جوستاف لوففر، وفي خلال عام ١٠٣١- ١٩٥٣م استطاعت حفائر جامعة القاهرة بواسطة د. سامي جبرة إلى الكشف عن أغلبية الجبانة وهي المنازل الجنائزية والسراديب والساقية الرومانية. وبداية من عام ١٩٧١م عملت بالموقع البعثة الألمانية المصرية المشتركة بين جامعة القاهرة وجامعة ميونخ ومازالت أعمالها مستمرة حتى الآن.