أكدت الهيئة الإسلامية العليا في القدس رفضها القاطع لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، داعية إلى تكثيف التواجد في المسجد الأقصى المبارك.
وذكرت الهيئة- في بيان، الأحد، أن «هذا القرار الظالم لن يخدم مسيرة ما يسمونه بالسلام بل يعقدها ويدعم موقف الظالم ضد المظلوم»، وتابعت قائلة: «نحن نعلن رفضنا للاحتفالات المزمع إقامتها بافتتاح السفارة، ونطالب كافة أبناء شعبنا الفلسطيني وكل اللاهثين وراء السياسة الأمريكية بوجوب مقاطعة هذه الاحتفالات، ونعتبر المشاركة فيها خيانة لقضيتنا العادلة».
ودعت أبناء الشعب الفلسطيني إلى أن يكثفوا من حضورهم وتواجدهم في المسجد الأقصى المبارك للعبادة والاعتكاف والرباط والمرابطة؛ تأكيدا على حقهم الثابت فيه، ليؤكدوا أنهم لا يمكن أن يقبلوا شراكة أحد أو مزاعم أحد حول المسجد الأقصى المبارك، إلى جانب تأكيدهم أيضا أن اقتحام المستوطنين اليهود لرحابه هو استفزاز لمشاعر الصائمين في رمضان، كما هو الحال في بقية أيام السنة، وأن هذه الاقتحامات لن تكسبهم أي حق في الأقصى المبارك.
وأشادت بجهود دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس إدارة وحراسا وسدنة، وقالت: «إنهم السد المنيع أمام كل المحاولات التي تستهدف النيل من حقنا في المسجد الأقصى المبارك».
وشددت على ضرورة مقاطعة انتخابات ما يسمى ببلدية القدس، وهذه المقاطعة تشمل التصويت أو الترشح أو الدعوة إلى دعم طرف دون طرف أو الدخول في ائتلاف هنا أو هناك باعتبار أنه لا توجد صفة قانونية لهذه الانتخابات، حيث أن المشاركة فيها إقرار بالاحتلال وتثبيت له.
وأكدت أن قرار وزارة العدل في حكومة الاحتلال حول قانون التسوية بشأن الأراضي والبيوت هو قرار مريب خطير ومرفوض، مضيفة: «أننا نطالب أبناء شعبنا العظيم بعدم التعاطي أو التفاعل معه لأنه قرار ظالم جائر يضاف إلى جملة القرارات الجائرة بحق شعبنا وقدسنا وأرضنا».
من جهة أخرى، أكدت الهيئة أن الإجراءات التي تقدم عليها حكومة الاحتلال بأذرعها المحتلة بحق مقبرة باب الرحمة المجاورة للسور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، من نبش للقبور ومنع المسلمين من دفن موتاهم فيها ومن قبلها مقبرة «مأمن الله» هي إجراءات باطلة ومرفوضة بكل المعايير الدينية والإنسانية والدولية.
وقالت: «يتوجب على حكومة الاحتلال التوقف فورا عن هذه الإجراءات الظالمة، وإن التغييرات المزمع إقامتها من قبل حكومة الاحتلال والتي من شأنها تغيير معالم مدينة القدس بشكل عام ومنطقة مقبرة باب الرحمة والقصور الأموية بشكل خاص، هي إجراءات تسعى لتغيير وجه المدينة الحضارية وطمس معالمها العربية والإسلامية وإعطائها الطابع اليهودي»..مشددة- في ختام بيانها- على أن القدس ستبقى هي القدس ماضيا وحاضرا ومستقبلا لأهلها الشرعيين.
وأضافت: «أننا على أبواب شهر رمضان المبارك، ونرى لزاما علينا أن نرفع أصواتنا عاليا للعالم أجمع بعامة وإلى عالمنا العربي والإسلامي بخاصة، حيث نرى مدينة القدس مدينة الخير والسلام يتوغل عليها المحتل الغاشم فيسعى جاهدا لتغيير معالمها الحضارية، التراثية والتاريخية دون احترام لقيم وحقوق شعب جبلت دماؤه ودماء أجداده بتراب هذا الوطن الغالي؛ دفاعا عن إرثه وتراثه وحضارته».