بعد غياب عن المشهد السياسى استمر لأكثر من أسبوع، ومقاطعة لاجتماعات رسمية عدة فيما اعتبره مراقبون «إضراباً عن العمل»..يترأس الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد خلال ساعات اجتماعاً لرئاسة الوزراء - حسبما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية - مؤكدة بذلك معلومات تحدثت عن قرار لنجاد باستئناف مهامه الرسمية، بعد 10 أيام من الضربة التى تلقاها من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئى الذى رفض إقالة الرئيس لوزير الاستخبارات حيدر مصلحى، داعياً لإعادته إلى منصبه بخلاف رغبة نجاد.
كان انسحاب نجاد من المشهد السياسى - حيث قاطع اجتماعات مجلس الوزراء واجتماعات رسمية عدة ولم يتوجه إلى مقر الرئاسة وألغى زيارة كانت مقررة لمدينة قم - «لافتاً للنظر» لرئيس تعوّد أن يكون حاضراً فى وسائل الإعلام، الأمر الذىأثار شائعات عن وجود أزمة سياسية على مستوى السلطة فى إيران.
كان موالون ومعارضون لنجاد أشاروا إلى معركة من أجل السيطرة على جهاز الاستخبارات، وذلك مع اقتراب الانتخابات التشريعية فى مارس 2012، الأمر الذى أدى إلى نشوب أزمة داخل القيادة الإيرانية، ما حدا بالرئيس الإيرانى إلى اللجوء إلى منزله والتزام الصمت، فيما ألمح عدد من المواقع الإلكترونية والمدونات المقربة من التيارات المحافظة إلى أن نجاد قرر على ما يبدو خوض «اختبار قوة» للدفاع عن صلاحياته من خلال اتباع «سياسة الكرسى الشاغر».
من جهته، قرر مجلس الشورى الإيرانى التحرك لحسم الأزمة، السبت، حيث طلب من نجاد قبول قرار المرشد الأعلى الرافض إقالة وزير الاستخبارات واستئناف مهماته، بينما حذر خامنئى من أى «بوادر خلاف» داخل النظام، دون أن يسمى نجاد ولا معارضيه، لكنه أشار بوضوح إلى الأزمة الحالية. كان نواب من الغالبية المحافظة فى البرلمان- التى ينتمى إليها نجاد- زاروا الرئيس الإيرانى فى منزله مساء السبت على مدى 3 ساعات، مؤكدين أن نجاد جدد ولاءه للمرشد الاعلى.
ورغم التزام نجاد الصمت، صدرت السبت مؤشرات تهدئة من أوساطه، حيث قال على أكبر جوانفكر، المستشار القريب من نجاد، إن الرئيس «كان حزينا وقلقا» لهذه القضية التى تعرض فيها اقرب مستشاريه إسفنديار رحيم مشائى لانتقادات خصومه المحافظين - حيث يقول مراسلون إن مصلحى أقيل بعد أن طرد مسؤولاً فى وزارته له صلات وثيقة مع مشائى - وتدارك جوانفكر قائلاً: «لكنه (الرئيس) سيضع حزنه جانباً ويمضى قدماً» بدعم من المرشد الأعلى، فيما قالت النائبة المحافظة فاطمة علية بعد لقائها نجاد إن «الرئيس سيواصل مهمته» و«سيوضح موقفه قريبا».
وألمح الموقع الإلكترونى للحكومة إلى أن الرئيس الإيرانى استأنف بالفعل عدداً من أنشطته، عبر إعلانه أنه أحال أمس الأول إلى البرلمان مشروع قانون حول التعاون بين إيران ودول مجاورة عدة.
ورغم ذلك، واصل المعسكر المحافظ المتشدد داخل النظام انتقاده لمشائى، محملاً إياه مسؤولية محاولة إقالة مصلحى.ويعتبر مشائى خصماً للمحافظين منذ أعوام، على خلفية اتهامه بالليبرالية وتأثيره على الرئيس.