تفاوتت ردود الفعل على مقتل سيف العرب، النجل الأصغر للعقيد الليبى معمر القذافى، و3 من أحفاده، ففى الوقت الذى احتفل الثوار فيه بمقتلهم بإطلاق النار فى الهواء، أعلن رئيس الوزراء البريطانى أن حلف شمال الأطلنطى (الناتو) لا يستهدف الأشخاص ولكن يستهدف «القيادة» و«التحكم».
ففى بنغازى، أُطلقت أعيرة نارية ابتهاجاً بعد إعلان الحكومة الليبية عن مقتل نجل القذافى خلال غارة جوية لحلف الأطلنطى، وانتشرت على طول ساحل بنغازى السيارات وهى تطلق العنان لأبواقها فى حين أضيئت السماء بالرصاص الخطاط والصواريخ من بطاريات مضادة للطائرات وبنادق هجومية.
وقال المتحدث العسكرى باسم المجلس الوطنى الانتقالى، العقيد أحمد عمر بانى، ومقره فى بنغازى «إنهم يعبرون عن فرحتهم لفقدان القذافى نجله فى غارة جوية وهم يطلقون النار فرحاً» بمقتله.
وأعلن حلف شمال الأطلنطى، الأحد، أنه شن ضربات جوية فى قطاع باب العزيزية فى طرابلس لكنه لم يؤكد مقتل سيف العرب القذافى.
فى هذا الإطار، قال رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون إن بلاده لا تستهدف أشخاصا بعينهم فى ليبيا وإنما تستهدف تدمير قوات القذافى بما يقوض قدرته على إلحاق الأذى بالمدنيين فى بلاده، مشيرا إلى أن القوات الغربية تلتزم تماما بقرار الأمم المتحدة بخصوص حماية أرواح المدنيين فى ليبيا.
ورفض كاميرون فى حديث لهيئة الإذاعة البريطانية (بى.بى.سى) التعليق على مقتل نجل القذافى، مشيرا إلى أنه لن يقوم بالتعليق على ما وصفها بـ«التقارير غير المؤكدة».
من جانبه، أكد «الناتو» فى بيان له أنه «واصل ضرباته الدقيقة ضد المنشآت العسكرية لنظام القذافى فى طرابلس هذه الليلة بما فيها ضربات على مبنى قيادة ومراقبة معروف فى قطاع باب العزيزية».
وقال الجنرال شارل بوشار، قائد عملية «الحامى الموحد» التى يقوم بها حلف الأطلنطى فى ليبيا: «أنا على علم بالمعلومات غير المؤكدة التى نقلتها وسائل الاعلام، ومفادها أن بعض أفراد عائلة القذافى قد يكونون قتلوا»، مضيفاً: «نأسف لخسارة أرواح خصوصاً أرواح مدنيين أبرياء».
وأكد بوشار أن «جميع أهداف الحلف طبيعتها عسكرية ومرتبطة بشكل واضح بالهجمات التى يشنها نظام القذافى على الشعب الليبى وعلى المناطق المأهولة بالسكان»، مشددا على أن الضربات التى وجهت إلى باب العزيزية «تندرج فى إطار استراتيجية متجانسة لحلف الأطلنطى لضرب وتدمير قيادة القوات التى هاجمت مدنيين ومراكز الإشراف عليها».
وكان المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم قد أعلن أن سيف العرب، النجل الأصغر للزعيم الليبى، قتل بالإضافة إلى ثلاثة من أحفاد معمر القذافى الذى نجا وزوجته من القصف الذى تعرض له منزله فى طرابلس.
وقال إبراهيم، خلال مؤتمر صحفى فى طرابلس، إن «منزل سيف العرب معمر القذافى، أصغر أبناء القائد (معمر القذافى) تعرض لهجوم من وسائل قوية» مضيفا أن «القائد وزوجته كانا فى المنزل مع أصدقاء ومقربين»، وقد «نجيا».
وميدانياً، خاضت كتائب القذافى قتالاً مع المعارضين المسلحين فى محيط بلدة وزان الليبية على الحدود مع تونس، وتم سماع إطلاق دوى القذائف والأسلحة الخفيفة على الجانب التونسى من الحدود، مما اضطر حرس الحدود التونسى لإغلاق معبر الذهبية - وزان الحدودى.