x

«المصرى اليوم» تفتح ملف «السلفيين»: جناة أم مجنى عليهم؟

تصوير : أحمد المصري

سياسيون: كانوا ممنوعين من ممارسة السياسة.. وأزهريون: عليهم الالتزام بأدب الحوار والدعوة

أرجع عدد من خبراء السياسة، وعلماء دين، ظهور السلفيين، إلى انتهاء القمع الذى تعرضوا له فى عهد النظام السابق، مقللين من خطورتهم «السياسية»، لانعدام خبرتهم فى هذا المجال. فيما اعتبر الدكتور أبوالبخارى، المنسق العام لائتلاف دعم المسلمين الجدد، أحد قيادات الحركة السلفية، أن عودة الحركة السلفية للعمل، بعد تعرضها للاضطهاد والتهميش منذ نشأتها، «رجوع للحق». وقال، «أبوالبخارى»: إن السلفيين موجودون فى المجتمع، ولكن أجهزة الأمن كانت تحاول بين الوقت والآخر فرض سيطرتها عليهم، ومنعهم من العمل ونشر الدعوة. مؤكداً أن ذلك لا يعنى أن الحركة السلفية كانت منزوية أو بعيدة عن العمل، ولكن عندما أتيح لها العمل فعلت ذلك. وأكد أن السلفيين شاركوا فى الثورة ولم ينفكوا عنها منذ أول يوم، بل كانوا موجودين فى مداخل ومخارج ميدان التحرير، لحماية الثورة والدفاع عنها بكل غال وثمين.


من جانبه، قال الدكتور عمرو الشوبكى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن السلفيين كانوا موجودين فى عهد النظام السابق، ولكن محصورون داخل أطر دينية، ولا يسمح لهم بالحديث عن السياسة والعمل بها، وكانوا يعتمدون على فكرة طاعة أولى الأمر، مؤكداً أن ظهورهم القوى الآن يأتى فى ظل غياب سلطة الدولة وضعفها.


وقال «الشوبكى»، إن السلفيين، لم يمارسوا السياسة، لأنهم كانوا ممنوعين من ممارستها، وهو ما أدى إلى انعدام خبرتهم فى هذا المجال، مشيراً إلى أن تحويلهم «الاستفتاء» إلى «غزوة للصناديق» دليل على انعدام الخبرة.


وأكد أنه لن يكون للسلفيين مستقبل سياسى، ولكن سيمثلون جماعة ضغط سياسية كبيرة وقوة تصويت لا يمكن الاستهانة بها، مستبعداً أن يكون لهم دور فى البرلمان.


وفيما يتعلق بطرق التعامل معهم، قال «الشوبكى»، إنه لابد أن يكون عن طريق القواعد السياسية والقانونية المعروفة، محذراً من تحولهم لممارسة العنف والإيذاء لمخالفيهم فى الرأى. وأرجع الدكتور عمر هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ظهورهم على الساحة بشكل كبير، إلى «زوال نظام مبارك الذى كان يقمعهم»، لافتاً إلى أن «السلفيين» كانوا أقرب لنفاق الرئيس السابق، وكان بعضهم مخبرون لأمن الدولة، وأغلبهم صامت خوفا من البطش- على حد قوله.


وأبدى «ربيع»، خوفه من تأثيرهم على دور الأزهر على المدى البعيد، «لأنهم ينشرون فكرهم بشكل سريع، وهى أفكار تحمل طابعاً دموياً»، مضيفاً، أنه لابد من التعامل معهم فى نطاق القانون. من جانبه، أرجع الدكتور عبدالمعطى بيومى، عميد كلية أصول الدين السابق، عضو مجمع البحوث الإسلامية، ظهور السلفيين، إلى جو الحرية التى سادت مصر مؤخراً، مطالباً بفتح المجال أمامهم لإبداء رأيهم «على أساس القاعدة الذهبية التى تقول رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب». وأكد «بيومى» انعدام قدرتهم على التأثير فى دور الأزهر، لأن الأزهر يحتوى، منذ أكثر من 1000 عام، جميع التيارات الفكرية، معتبراً أنه لا خوف على المجتمع منهم، إلا إذا أعطوا أنفسهم الحق فى مخالفة القانون، لأن الحرية لا تعنى البلطجة. وقال الشيخ سيد زايد، عضو لجنة الفتوى بالأزهر، إن السلفيين لا يعبرون عن الوسطية فى المجتمع، لأن دعوتهم لهدم القبور والأضرحة، وقطعهم أذن شاب مسيحى، ليست دعوات حكيمة، وإنما فوضى لابد من وقفها بسرعة، مضيفاً، أن «السلفيين الحقيقيين» ، لا يرفعون السلاح ولا يهدمون الأضرحة. ونصح «زايد»، السلفيين بــ«الالتزام بأدب الحوار والمناظرة والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة كما قال الله فى كتابه»، داعياً إياهم بأخذ حقهم، إن كان لهم حق، بالقضاء وليس بالقوة والبلطجة.


وطالب الشيخ فؤاد عبدالعظيم، وكيل الأوقاف الأسبق، السلفيين باحترام مؤسسة الأزهر، ومجمع البحوث الإسلامية، ووزارة الأوقاف، ودورها فى المجتمع، مؤكداً أن مصر دولة مدنية مرجعها الإسلام.

«جبرائيل»: الأقباط يخشون تكرار «حادث القديسين» و«عبدالمنعم»: «المجتمع الدولى لن يسكت علينا»

اتهم حقوقيون وناشطون فى مجال حقوق الإنسان «السلفيين» بمحاولة «جذب الأنظار بعيداً عن المطالب الديمقراطية»، بمظاهراتهم المطالبة بإعادة كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، محذرين من تأثير هذه المظاهرات على مسار الثورة، فيما طالب البعض المجلس العسكرى، بتقديم «السلفيين» الذين تظاهروا أمام الكاتدرائية المرقسية، أمس الأول، إلى المحاكمة.


واعتبر الدكتور فؤاد عبدالمنعم رياض، أستاذ القانون الدولى بجامعة القاهرة، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، أن تنظيم «السلفيين» مظاهرات فى القاهرة والإسكندرية، للمطالبة بـ«الإفراج عن المحتجزات بالكنيسة» يكمل ما حدث فى قنا، ويعنى ضياع هيبة الدولة، مطالباً الأجهزة المعنية بسرعة حسم هذا الأمر.


وقال «عبدالمنعم»، إن مصر على أبواب فتنة طائفية، تسعى إلى تقسيم وتفتيت المجتمع، محذراً من تدخل المجتمع الدولى «الذى لن يسكت علينا» - على حد قوله - ولفت إلى أهمية ألا يفقد القانون سيادته باللجوء إلى جلسات الصلح، بدلاً من ملاحقة المجرمين، مضيفاً «يجب ألا تحل أى سلطة دينية أو غير دينية محل الدولة».


وأكد حافظ أبوسعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أن مظاهرات «السلفيين» غير مقبولة، متهماً إياهم بمحاولة جذب الأنظار بعيداً عن المطالب الديمقراطية، مضيفاً أن التحرك فى هذا التوقيت غير مفهوم.


وقال إن قضية «كاميليا» مفتعلة، لأنه لا توجد أدلة تشير إلى تحولها عن دينها، مطالباً جميع أطياف الشعب المصرى، بالتكاتف معاً لتحقيق أهداف الثورة التى قامت من أجلها، وعدم تضييع جهودهم فى «الوقفات الاحتجاجية والمطالب الفئوية والطائفية، مما يؤدى إلى انحراف الثورة عن مسارها - على حد تعبيره.


من جانبه، أرسل نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، رسالة إلى المشير طنطاوى، أمس، أعرب فيها عن مخاوف الأقباط من تكرار مذبحة القديسين، متهماً «السلفيين» بمحاولة اقتحام الكاتدرائية والوصول إلى المقر البابوى. وقال إن هذه المحاولة «سابقة خطيرة لا يمكن السكوت عليها»، مطالباً المجلس العسكرى بتقديم «السلفيين» إلى محاكمة عاجلة وأكد «جبرائيل» أنه ليس من حق السلفيين المطالبة بعودة كاميليا شحاتة، لأن الأزهر قد حسم هذا الموضوع، بالإضافة إلى انعدام صفة المطالبين بهذا المطلب، الذى وصفه بـ«غير المشروع».

«شباب الثورة»: ممارسات «السلفيين» هى الخطر الحقيقى على ثورة 25 يناير



أثارت المظاهرات الاحتجاجية الأخيرة للسلفيين، التى طالبت بظهور كاميليا شحاتة، التى يتهمون الكنيسة باختطافها لمنعها من إشهار إسلامها، وإقالة الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، قلق ائتلافات شباب الثورة التى اعتبروها تهديداً صريحاً لمطالب ثورة 25 يناير، وتؤثر على استقرار المجتمع فى المرحلة الراهنة.


وقال ناصر عبدالحميد، عضو ائتلاف شباب الثورة، إن التحركات الدينية بشكل عام، خاصة السلفيين مقلقة وتسير عكس اتجاه تحقيق أهداف الثورة الآن، خاصة فيما يتعلق بالعودة للعمل والإنتاج. ولفت عبدالحميد إلى أن مطالب السلفيين الأخيرة ليست فى صميم القضية الوطنية وتؤخر مسيرة إعادة بناء مصر، وأشار إلى أن الائتلاف سيعقد اجتماعاً، اليوم، لمناقشة تأثير التحركات السلفية الأخيرة وكيفية مواجهتها أو على الأقل الحد من تأثيرها على المجتمع المصرى. وقال مصطفى النجار، أحد مؤسسى حزب العدل: إنه لابد من تفهم القمع والظلم الذى عانى منه السلفيون لسنوات طويلة خلال النظام السباق مثل باقى التيارات السياسية والدينية، لكن لا يمكن تفهم إصرارهم المستمر على زيادة التوتر الطائفى فى هذه المرحلة الحساسة من تاريخ مصر، وقال: لابد أن نقلق من السلفيين، خاصة أنهم فى مجموعات متفرقة ليس لها رأس أو قائد واحد فنحن أمام أفكار متنوعة فى إطار السلفية، بعضها مقبول وبعضها صادم للمجتمع بسبب تطرفها الشديد.


قال عمرو حامد، عضو اتحاد شباب الثورة: إن السلفيين صناعة للنظام السابق، وكان يساوم بهم الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية لضمان استمراره فى الحكم ومعهم التيارات الدينية الأخرى، ولفت حامد إلى أن التواجد السلفى على الساحة السياسية يهدد نجاح التجربة الديمقراطية نتيجة المرجعية المتشددة التى ينتمون إليها.


وقال عصام الشريف، المتحدث الرسمى للجبهة الحرة للتغيير السلمى، إن تنامى دور التيارات الدينية المتطرفة وعلى رأسها التيار السلفى يمثل الخطر الجديد على ثورة 25 يناير الآن، بعد أن خرجت ممارساتهم عن الإطار الشرعى بما يهدد معه مفهوم دولة القانون والحرية والديمقراطية التى نادت بها الثورة الشعبية.


وأضاف: «المرجعية الدينية للتيار السلفى ترفض قيام الدولة المدنية وتميز بين الأغلبية والأقلية فى المجتمع بما يهدد الأمن القومى ويصبح ذريعة للضغوط الدولية على البلاد بما يجهض تحقيق أهداف الثورة. 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية