نائب يحرج وزير المالية عن «أرقام لم يحققها في الموازنة».. و«الجارحي» يشكوه

شهد اجتماع لجنة الخطة الموازنة بمجلس النواب، السبت، بحضور وزيري المالية والتخطيط، خلافات بين النواب والوزراء وحالات شد وجذب بين الطرفين أثناء مناقشة المؤشرات العامة لمشروع الموازنة العامة للدولة للعام المالي 2018/19.

وكان أبرزها ما عرضه النائب محمد بدراوي عضو اللجنة الاقتصادية، عندما وصف الموازنة الجديدة بأنها الأصعب على المواطنين، موضحًا أن مؤشرات الموازنة السابقة لنفس الحكومة لم يتم تحقيقها، قائلًا: «فقد وضعت الحكومة معدل 10% للادخار ولم يتحقق، و9% للتضخم وتحققه، و10% خفض للبطالة ولم تحققه، وزيادة الموازنة 9% ولم تحققه، بجانب أن الدين العام ارتفح لـ2 تريليون جنيه، رغم أن عجز الموازنة كان أقل من هذا العام بكثير».

وطالب «بدراوي» وزير المالية بالكشف عن مديونيات الحكومة لهذا العام فقط، والذي وصل إلى 160 مليار جنيه، في الوقت الذي كان يحتاج فيه قطاع الصحة 140 مليار جنيه لعلاج كل المصريين مجاناً، ووجه حديثه للوزير قائلاً: «هل هذا حسن إدارة؟.. وإذا كانت الحكومة تسعى لتحسين الاقتصاد، فمتى سيتحسن اقتصاد المواطن».

وعندما جاءت كلمة الوزير للرد على استفسارات النواب، ظهر متجهماً، ورد على كلام النائب- دون ذكر أسمه- وقال إنه يختلف مع بعض الرؤى، التي تم طرحها، وأن الحديث عن السلبيات، وأن هذا لم يتحقق مجتزأ، لأنه لم يتحدث عما تم تحقيقه بالفعل، فالنظر إلى الجزء الفارغ من الكوب «كلام مش سليم».

وأضاف الوزير: «الحكومة لا تأخذ مديونيات عشان تخبيها، ولكن لصرفها، وأن هذه المديونيات تزيد حسب أوجه الصرف واحتياجات كل قطاع، فإن تحرير سعر الصرف كان له أثر كبير في زيادة هذه المديونيات»، وتابع: «مش بناخد ديون عشان نحتفظ بيها أو لدعم الاحتياطي النقدي، فقطاعات كثيرة بدأت تتحسن مثل قطاع الصناعة ويحب استمرارها»، مشيرًا إلى أن «مديونيات قطاع الطاقة اقتربت من التريليون جنيه، وأي دولة بتحترم نفسها لازم قطاع الطاقة فيها يكون منضبط».

وتابع «الجارحي»: «التحسن في حياة المواطنين تكون بتوفير فرص عمل جديد ولو بمرتبات ضعيفة، فالعدالة تتحقق بنمو مستمر، بجانب أن برنامج الحماية الاجتماعية سيصل العام المقبل إلى 600 مليار جنيه، لكن الإصلاحات تحتاج إلى وقت طويل وجهد أكبر، لكن الأداء طيب في ضوء المعطيات والاقتصاد أصبح يسير في خطى ثابتة للأمام».

وبعد انتهاء الاجتماع وقف الوزير وسط عدد من النواب بينهم «بدراوي» ودار الحديث حول الأرقام، التي طرحها «بدراوي» وقال الوزير إن «الحكومة حققت أرقام في الموازنة أكبر من المستهدف، وأرقام أخرى أقل من المستهدف»، وتدخل «بدراوي» قائلًا: «على الحكومة أن تعرض ذلك وتعلن أنها ستقوم بتعديل بعد الأرقام المستهدفة نتيجة المتغيرات، وإيه الغلط تقول عدلنا التقديرات«.

وشكا الوزير «بدراوي» للدكتور حسين عيسى، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، والذي أدار الاجتماع، وقال له «أنا زعلان منه عشان صاحبي»، وقال ضاحكاً: «نفسي محمد ييجي وزير مالية ونشوف«، ووجه حديثه لـ»بدراوي«: «لوم الحكومة بشكل مستمر مش هيجيب نتيجة».