«تصنيع مخلل ومربى وبصل مجفف وسجاد يدوى وأكلمة ومشغولات يدوية وتشغيل المئات من العاطلين الذين كانوا فقدوا الأمل فى الحصول على فرصة عمل».. حلم تحول إلى واقع فى محافظة بنى سويف، التى احتضنت أول قرية منتجة فى صعيد مصر، وأدت إلى تراجع عدد العاطلين، وساعدت عشرات الأسر فى الحصول على فرص عمل.
والحكاية تبدأ باعتماد عدد من سيدات القرية على أنفسهن، من خلال تنفيذ مشروعات متناهية الصغر، بالشراكة مع مديريتى الزراعة والتضامن الاجتماعى والهيئة العامة لتعليم الكبار والهيئة القبطية الإنجيلية ومؤسسة نهضة بنى سويف ومركز النيل للإعلام، حتى وصل عدد الفتيات والنساء المشاركات بالمشروعات إلى 60.
تضمنت المشروعات إعادة تدوير نبات ورد النيل وتصنيع منتجات يدوية إلى جانب عدة مشروعات فى مجال التصنيع الغذائى. وقال المهندس شريف حبيب، محافظ بنى سويف، إن الخطوات العملية لمشروع «قرية منتجة ومحافظة مصدرة» بدأنا تنفيذه فى قرية أبشنا مركز بنى سويف كأول قرية ينفذ فيها المشروع، مشيرا إلى أن المشروع يتضمن حزمة من المشروعات والأنشطة بكل قربة لتحسين مستوى معيشة المواطن والارتقاء بجوانب حياته الاجتماعية والاقتصادية، ومن خلال تأهيل القرى للإنتاج من خلال تنفيذ مشروع التصنيع الزراعى الغذائى بها، بالإضافة إلى التشجيع على عودة الأنشطة الحرفية وتدريب ودعم مهارات السيدات الريفيات والشباب فى هذه المجالات.
وأكد المحافظ أن لديه قناعة كبيرة عن طريق الدراسة والبحث أن القرية هى الأمل ونقطة بداية محورية نحو تنمية شاملة ومتكاملة ومستدامة يتولد عنها مستوى معيشى أفضل ودعم كبير للاقتصاد القومى، وأن المحافظة تسير بخطى سريعة ومدروسة لتنفيذ أكبر مشروع لتحويل القرى لمراكز ومواقع إنتاجية لتحسين الحياة فى الريف وتوفير مستوى معيشى لائق وتوفير آلاف من فرص العمل والحد من الهجرة من القرى للمدن.
ووقع المحافظ بروتوكول تعاون مع المؤسسة العالمية لأندية الليونز «منطقة 352 ليونز مصر»، لتنفيذ أنشطة ومشروعات تنموية فى عدد من القرى، تبدأ من قرية أبشنا وتوابعها بمركز بنى سويف، ضمن مشروع التنمية المستدامة الذى تتبناه المحافظة فى 222 قرية و860 تابعا بـ7 وحدات محلية، ضمن فعاليات مؤتمر كل العرب الذى نظمته الليونز بالقاهرة.
وأشار محافظ بنى سويف إلى مشروع التنمية المستدامة الذى تستهدفه بنى سويف بالقرى، والتى تمثل نقطة انطلاق التنمية فى الخطة التنموية، من خلال تنفيذ مشروعات متكاملة تشمل كافة مناحى الحياة وكل مكونات التنمية، ومن أهمها تحسين الحالة الاقتصادية للمواطن القروى من خلال تحويل القرى لمراكز إنتاجية تحت شعار «قرية منتجة.. ومحافظة مصدرة»، وتوفير آلاف فرص عمل، وخلق مصادر دخل متنوعة فى الريف، بالإضافة إلى رفع وعى المواطن مثل أنشطة محو الأمية والتثقيف الصحى وندوات التوعية فى مختلف المجالات، فضلاً عن مشروعات تحسين مستوى الخدمات والمرافق فى الصحة والتعليم ومياه الشرب والصرف الصحى وغيرها، والتى تصب فى النهاية فى صالح أن يكون الريف عامل جذب والحد من الهجرة إلى المدن.
وأضاف أن مشروع التنمية بالقرى يحمل العديد من الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية التى لها عائد إيجابى على جميع المستويات، والذى يجب أن تتضافر كل الجهود والإمكانات فى سبيل تحقيقه، ومن أجل ذلك نطالب دائماً بأهمية أن تجتمع كافة مؤسسات المجتمع المدنى على استراتيجية ورؤية موحدة يتحدد بخطواتها التنفيذية الأولويات التنموية التى يستلزم البدء فيها، وهو ما يحقق التكامل فيما بين كافة المشروعات والأنشطة المستهدفة من أجل الارتقاء بالمواطن فى كافة المناحى.
هناء محمود، إحدى سيدات القرية، قالت: «نقوم بتصنيع المفروشات والكليم اليدوى، وإنتاج منتجات تضاهى كبرى الماركات من خلال العمل داخل القرية بأقل الأسعار التى تنافس كبريات الشركات، وأسعار الكليم ما بين 100 و200 جنيه، والمفارش أسعارها مختلفة على حسب التطريز المستخدم بها، والمنتجات التى يتم تصنيعها تشهد إقبالاً من المواطنين الذين يجدون بها المادة الخام الجيدة بالإضافة إلى السعر المناسب». وقالت سمية الهادى، ربة منزل: «نعمل فى مجال تصنيع المخلل والمربى والبصل المجفف، والمشروع وفر فرص عمل كثيرة لسيدات القرية والمشروع يحتاج إلى دعم كبير لزيادة الإنتاج والتوسع فيه، وفكرت فى العمل للمساعدة فى توفير لقمة العيش»، وطالبت بضرورة توفير فرص لتسويق تلك المنتجات من خلال إقامة المعارض الدائمة وتسويق تلك المنتجات عالمياً، بالإضافة إلى مشاركة الحكومة ورجال الأعمال فى تحويل القرية إلى قرية منتجة وإقامة المصانع وتوفير المعدات اللازمة.
وأكدت نارمين محمود، مقرر فرع المجلس القومى للمرأة، أنه فى إطار مبادرة المجلس القومى للمرأة، فرع بنى سويف، لتحقيق التمكين الاقتصادى للمرأة بقرى المحافظة، شكل المحافظ لجنة التنمية المستدامة لتنمية القرى وتحقيق التمكين الاقتصادى للمرأة بالتطبيق على الوحدة المحلية لأبشنا بالشراكة مع مديرية الزراعة والمجلس القومى للمرأة ومديرية التضامن الاجتماعى والهيئة العامة لتعليم الكبار والهيئة القبطية الإنجيلية ومؤسسة نهضة بنى سويف وعدد من الجهات ببنى سويف. وأضافت مقرر فرع المجلس القومى للمرأة، أنه تم تدريب 60 سيدة على التصنيع الغذائى وإعادة تدوير نبات ورد النيل وتصنيع منتجات يدوية بمقر الجمعية الزراعية بأبشنا بالإضافة إلى تدريب الخياطة والاشغال اليدوية لمشغل جمعية تنمية المجتمع المحلى بأبشنا.