حذرت إسرائيل، الإدارة المصرية من الاهتمام بقطاع غزة على حساب الأمن القومي، وتأتى هذه الخطوة التصعيدية رداً على اتفاق المصالحة الفلسطيني الذي جرى توقيعه في القاهرة، بشكل مفاجئ ودون علم تل أبيب.
ونقلت إذاعة «صوت إسرائيل» عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى تحذيره للقاهرة من الاهتمام بقطاع غزة على حساب الأمن القومي الإسرائيلي، وقال إن: «القاهرة صارت تهتم بقطاع غزة وبتحسين علاقاتها مع حركة حماس على حساب إسرائيل وأمنها»، مؤكداً أن ما تقوم به القاهرة خلال الفترة الأخيرة تجاه الفلسطينيين، وتبنيها اتفاق المصالحة بينهم، قد يؤدي إلى تداعيات استراتيجية على أمن إسرائيل القومي.
كما أعرب المسؤول الإسرائيلي، عن قلقه البالغ إزاء قرار مصر بفتح معبر رفح أمام الفلسطينيين في قطاع غزة خلال الأيام القليلة القادمة لتخفيف الحصار على القطاع المحاصر، وانتقد ما قامت به الخارجية المصرية خلال الأيام الماضية، لموافقتها على إدخال مواد غذائية ومستلزمات طبية ومواد البناء للفلسطينيين في قطاع غزة.
ووجهت الإذاعة الإسرائيلية اتهامات مباشرة لوزير الخارجية المصري نبيل العربي، ببذل جهود دبلوماسية لانتزاع اعتراف الدول الغربية والإدارة الأمريكية بدولة فلسطينية يتم إعلانها والاعتراف بها عبر الأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، وأضافت الإذاعة في تحليلها الإخباري: «لهذا السبب، تحديدا، يحضر وزير الخارجية نبيل العربي لعقد مؤتمر دولي برعاية القاهرة وهيئة الأمم المتحدة، يهدف إلى رفض السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، ويعمل على انتزاع اعتراف الدول الغربية بدولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة».
في الإطار نفسه، اهتمت الصحف البريطانية الصادرة، السبت، بإعلان مصر فتح معبر رفح الواقع على الحدود مع غزة، وقالت صحيفة «ديلي تليجراف» البريطانية، إن القرار يعبر عن نهج جديد في مسار السياسة الخارجية المصرية عكس النهج الذي كانت يتبعه الرئيس السابق حسني مبارك بالحفاظ على «علاقة دافئة» مع أمريكا وإسرائيل، ورأت الصحيفة أن الموافقة على فتح معبر رفح «خطوة من شأنها تمكين الحركة الإسلامية المسلحة حماس التي تسيطر على القطاع من بناء آلة إرهابية».
ووصفت الصحيفة إعلان عقد اتفاق المصالحة بين فتح وحماس في 5 مايو المقبل بأنه سيكون «حارقاً لمصر»، فيما قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، إن تصريح مصر بفتح المعبر بهدف تسهيل الحصار على غزة أدى إلى تنامي القلق عند إسرائيل بشأن مستقبل السياسة الخارجية المستقبلية لمصر، مضيفةً أن مصر تسعى إلى «تليين موقفها» مع حماس عبر فتح المعابر إلى غزة.
وتابعت: «تزعم إسرائيل أنها غير قلقة بشأن عقد المصالحة بين فتح وحماس برعاية مصرية، لكنها أكثر قلقاً بشأن المناقشات السرية بين الطرفين».
بينما وصفت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، القرار بأنه «تحول سياسي» في مصر، يشير إلى ترتيب «أولويات جديدة» في سياستها الخارجية بعد الإطاحة بنظام مبارك، مضيفةً أن النظام السابق كان يبدو حليفاً لفتح وإسرائيل ضد حماس، التي اعتبرتها الإدارة المصرية السابقة، وإسرائيل «خصماً مشتركاً».
وأشارت الصحيفة إلى أن نظام مبارك كان يبذل جهداً قليلاً لإخفاء نفوره من «حماس»، كونها تعبر عن نفس المقومات الأيديولوجية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، قائلاً إنها كانت «عدواً رئيسياً» لمبارك.