أبرز مدونون من مختلف دول حوض البحر المتوسط دور الإنترنت، وخاصة الشبكات الاجتماعية، كأداة أو منصة أيديولوجية للثورات التي يشهدها العالم العربي.
وقال المدونون خلال مشاركتهم في الجلسة الافتتاحية لملتقى المدونين بالمتوسط أمس الجمعة والذي نظمه بيت المتوسط في مدينة أليكانتي الإسبانية، إن وقف التغييرات التي تشهدها مجتمعات الدول العربية يزداد صعوبة بالنسبة لأنظمتها التعسفية لأن الحشد عبر الشبكات الاجتماعية يتجاوزها بشدة.
وأوضح اللبناني «خضر سلامة»أن غياب حرية التعبير المنتشر في المجتمعات العربية «جعل من المدونات أداة سياسية»، مما يولد تيار رأي وفكر نظرا لسرعة انتقاله ومرونته الضخمة، يتجاوز الممارسات القسرية التي من الممكن أن يطبقها الحكام.وذكر سلامة «الكثير من الديكتاتوريين الذين لا يعلمون كيفية التعامل مع هذه الوسائل.. فرضوا رقابة على الصفحات وأغلقوا المدونات، وغيرها من الإجراءات، غير أن التجربة أثبتت أن الرقابة ليست فعالة في الأنشطة الإلكترونية»..كما أكد أن «الشبكات الاجتماعية لا تخلق الثورات، ولكن لديها القدرة على الجمع بين العناصر والأفكار في اتجاه معين ومشترك».وأشار المدون اللبناني إلى أن «الشبكات الاجتماعية تربط بين الشعوب المقهورة التي بإمكانها إحداث التغيير».
من جانبها، أفادت السورية «شيرين حايك»بأنه «عندما يبدأ شخص ما في عرض أفكاره والتعبير عنها بالكتابة لا يمكن الرجوع للوراء.. وذلك ما فعله الفيس بوك».وقالت المدونة التي تقيم حاليا في الولايات المتحدة: «إذا تشاركنا في الأفكار والمعلومات وطرق التفكير والآراء مع أشخاص آخرين، على الرغم من أننا لا نعرف أسماءهم الحقيقية، حينئذ نقوم بتوليد ثورة حقيقية».
ورأت حايك أن «الشبكات الاجتماعية هي أداة»في هذه الحالة تحديدا لنقل تيارا ضخما من الاستياء، مؤكدة أن «الشعوب متضايقة ووجدت في الشبكات الاجتماعية الأداة النموذجية للتعبير عن ذلك النفور والتعب».
بدورها، تعمقت المدونة المغربية «زينب الرازو»في هذه الفكرة بقولها إن «حرية التعبير بلا حدود على الإنترنت»، مشيرة إلى أن حركة 20 فبراير (المنظمة المدنية السياسية التي تزعمت الاحتجاجات في المغرب) «قد ولدت في الفيس بوك». وأضافت أن «الفيس بوك سمح بكشف النقاب عن استياء وتعب الشعب المغربي ونقله فيما بينهم»، معلقة أنه «من الطبيعي أن يكون للسلطة رد فعل أمام ذلك، والدليل هو الرقابة التي يخضع لها الكثير من نشطاء الإنترنت»..