توقع السفير عمرو عباس القنصل العام المصرى فى ميلانو وصول جثمان الشاب المصرى، أحمد ممدوح عبدالعزيز، إلى القاهرة اليوم على متن طائرة «مصر للطيران» كان أحمد لقى مصرعه السبت الماضى على يد بلطجى مهاجر من بيرو فى عاصمة إيطاليا الاقتصادية خلال مشاجرة نشبت بينهما، لكن السلطات الإيطالية لم تتمكن حتى الآن من إلقاء القبض على القاتل وشركائه الأربعة، رغم أنهم تعرفوا على صورته وهويته من كاميرات المراقبة وشهود العيان.
وقال السفير إن القنصلية نسقت مع أجهزة الأمن الإيطالية طوال الأيام الماضية لسرعة الانتهاء من إجراءات الإفراج عن الجثمان من المشرحة العمومية تمهيداً لترحيله إلى محافظته الشرقية على نفقة الدولة، موضحاً أنه والسفير المصرى فى روما أشرف راشد سيلتقيان الجالية المصرية فى ميلانو اليوم لبحث تداعيات أعمال العنف التى نشبت فى أعقاب الجريمة.
ورغم عودة الهدوء لشوارع ميلانو بعد 5 أيام على الجريمة، حذر محمود عثمان رئيس الجالية المصرية فى عاصمة إيطاليا الاقتصادية، من تفاقم المظاهرات المضادة للشغب المصرى فى شارع بادوا، التى نظمها ممثلو الأحزاب اليمينية المشاركة فى الحكومة الحالية قبل يومين بعد أعمال الشغب التى قام بها مصريون وعرب غاضبون عقب الجريمة. وأشار عثمان إلى أنه لحسن الحظ، لم تشارك ما تسمى برابطة الشمال «ليجا نورد» فى تلك المظاهرات الاحتجاجية، خاصة أنها أكثر عنصرية، وأكثر معادة للأجانب بجميع أطيافهم.
ولفت رئيس الجالية المصرية إلى أن القتيل المصرى دخل إيطاليا متسللاً، ضمن أفواج المهاجرين غير الشرعيين، وكانت سنه حوالى 14 عاماً فقط، لكنه نجح فى الحصول على الإقامة، مشيراً فى هذا الصدد إلى الخطأ الكبير الذى ترتكبه الأسر، عندما تسمح بهجرة أولادها القصر إلى مصير مجهول، وبوسائل غير قانونية.
وشرح عثمان أوضاع المصريين فى شارع بادوا، مسرح الحادث، قائلاً إن حوالى نصف قاطنيه من المصريين، ونصفه الثانى من الأجانب، أى حاملو جنسيات أخرى غير الإيطالية، ويؤكد رئيس الجالية فى ميلانو أن المصريين المقيمين هم أفضل جالية أجنبية فى التعايش مع الجاليات الأجنبية الأخرى، ومع الإيطاليين أيضاً، كما أنهم يشكلون أكبر جالية فى التزاوج من إيطاليات أو أجنبيات، سواء من مغربيات أو رومانيات أو بولنديات ومن إكوادور وإريتريا واليابان وحتى من بيرو، التى ينتمى إليها القاتل.
وأوضح عثمان أنه بالنسبة للمواطنين الإيطاليين، فلا يقيم منهم فى الشارع بادوا سوى نحو 10 أو 15٪ فقط، والباقون أجانب، مشبهاً وضع هذا الشارع التجارى الكبير بمنطقة «المربعة» فى العراق، التى كان يحتلها مصريون وأجانب فى شارع الرشيد ببغداد، ولم يكن يدخلها عراقيون. جاء ذلك فى وقت عاد فيه الهدوء إلى شارع الجريمة، حيث تمت إزالة السيارات المقلوبة، كما يجرى تصليح واجهات المحال التى تهشمت واجهتها وتضررت، وعاد المصريون إلى فتح متاجرهم من جديد.
وشدد عثمان على أنه لا توجد أى ضغائن بين المصريين وأى جالية أجنبية أخرى، وأن الحادث لم يترك أى ضغينة أو كراهية بين المصريين والأجانب، خاصة رعايا بيرو، «فالمصريون متسامحون بطبيعتهم، ويشكلون أكثر الجاليات الأجنبية مسالمة وهدوءاً والتزاماً فى إيطاليا».