استمراراً لجهود أجهزة وزارة الداخلية لمواجهة الجريمة بشتى صورها، وبالأخص جرائم المخدرات وضرب أوكارها وتشديد الرقابة على المنافذ لمنع تهريبها، تكثف أجهزة البحث الجنائى بالقليوبية جهودها للقبض على 3 أشقاء من عتاة الإجرام فى منطقة أبوالغيط بمركز القناطر الخيرية تبادلوا إطلاق الرصاص مع قوة أمنيه، مساء الإثنين، أثناء مداهمة القوة لدولاب المخدرات الذى يديره المتهمون الثلاثة بالمنطقة، ما أسفر عن استشهاد أمين الشرطة، خطاب الحسينى محمد خطاب، من قوة مركز شرطة القناطر الخيرية وأسرع الجناة بالهرب من المنطقة.
وتم نقل جثمان الشهيد إلى مستشفى النيل بشبرا الخيمة، ومنها إلى مستشفى بنها التعليمى للعرض على الطبيب الشرعى لفحص الجثة لمعرفة سبب الوفاة والتصريح بالدفن، قبل نقله إلى مسقط رأسه بالغربية لتشييعه فى جنازة عسكرية يحضرها العديد من القيادات الأمنية. وكشفت التحريات عن قيام 3 أشقاء وهم «محمد. ح» وشقيقيه «صبحى» و«سيد» باتخاذ منطقة أبوالغيط وكرا لترويج المواد المخدرة ويتخذون من أحد المنازل المهجورة وسط الزراعات دولابا لترويج السموم البيضاء على زبائنهم.
وتوصلت التحريات إلى أن المتهمين الثلاثة من عتاة الإجرام، وهم متهمون فى قضايا مخدرات، وصادر ضدهم أحكام غيابية، وعلى الفور تم تجهيز مأمورية من قوة مباحث مركز القناطر لمداهمة دولاب المخدرات وتمشيط المناطق المجاورة، وما إن وصلت القوات إلى مكان المتهمين وشعروا بمداهمتهم قاموا على الفور بإطلاق الرصاص على القوة، فأصابت إحدى الطلقات أمين الشرطة وسقط أرضا غارقا فى دمائه، وتم نقله إلى مستشفى النيل بشبرا الخيمة، فى محاولة لإسعافه، إلا أنه قد فارق الحياة، وطلبت القوة تدعيم من قوات الأمن ببنها، وتم إرسال قوات تدعيم لملاحقة الجناة، حيث قامت القوات بفرض كردون أمنى حول المنطقة ومداهمة وكر المتهمين الثلاثة، وتم العثور على كمية من أقراص الترامادول المخدر و40 طربة حشيش وخزنتى سلاح آلى وكمية كبيرة من الطلقات من العيار ذاته يستخدمها المتهمون لحماية تجارتهم الآثمة.
ومشطت القوات الزراعات فى مناطق أبوالغيط وعزبة الأربعين بمركز القناطر الخيرية لضبط الجناة.
وليس سراً أن منطقة «أبوالغيط» ارتبط اسمها بالمخدرات والبلطجة لوقوعها فى موقع متميز فى القليوبية بين الطريق الدائرى ونهر النيل، ومن هنا يسهل على تجار المخدرات واللصوص وتجار السلاح الهرب من المطاردات الأمنية.
وفى «أبوالغيط» أجمع السكان أن القرية لم تشهد أى حملات أمنية منذ عام 2016 عقب حملة وزارة الداخلية على قرى المثلث الذهبى فى شبين القناطر والتى نجحت فى تطهيره، وبعدها مباشرة توجهت الوزارة إلى قرية أبوالغيط وشنت حمله مكبرة عليها فى نفس العام ونجحت خلالها فى ضبط تشكيلات عصابية وتجار سلاح ومخدرات كثيرين، ومنذ ذلك الوقت لم يتم توجيه أى ضربات أمنيه للمنطقة، ما أدى إلى ظهور دواليب وتجار مخدرات جدد بها.
وكشفت واقعة استشهاد أمين الشرطة عن مدى انتشار تجارة السموم البيضاء فى القرية والقرى المجاورة.
وقال اللواء نصر همام، ضابط شرطة بالمعاش، من أهالى القرية، إن «أبوالغيط» ليست كما كانت من قبل فى تجارة المخدرات ويرجع ذلك إلى الحملات الأمنية المستمرة على دواليب الاتجار فى السموم البيضاء، ولكن ما حدث خلال السنوات القليلة الماضية هو ظهور بعض التجار الصغار على السطح وهم أشخاص أحيانا لا تكون لدى الأجهزة الأمنية معلومات جنائية عنهم، مشيرا إلى أنهم لم يتمركزوا فى أماكن محددة فى أبوالغيط حتى لا يتم القبض عليهم من قبل الأجهزة الأمنية.