من يطالع الاستغاثات التى يطلقها مشتركو «فيس بوك» و«تويتر»، تدفعه الحماسة إلى التوجه نحو مستشفيات وزارة الصحة، وتحديداً التى تقع فى محيط ميدان التحرير، بهدف التبرع بالدم، لكن الحماسة تقل بمجرد دخول المستشفى، وتحديداً «قصر العينى والمنيرة»، حيث يستقبلهم الأطباء بعبارة «استكفينا.. مش محتاجين».
«أروى»، أحد هؤلاء الشباب، انفعلت باستغاثة وصلتها عبر حسابها على «تويتر»، وسارعت لجمع أصدقائها والتوجه إلى مستشفى قصر العينى بعد تأكدها من حاجة هذا المستشفى بالذات للدماء، لكنهم فوجئوا بمنعهم من الدخول، وبعدد من أفراد الأمن والتمريض يردون على استفسارهم قبل أن ينطقوا به: «النهارده مفيش تبرعات فى القصر العينى، والتبرعات كلها فى مستشفى المنيرة».
الدهشة التى اعتلت وجوههم لم تمنعهم من التوجه إلى مستشفى المنيرة، لكنهم فوجئوا بالرد نفسه فى انتظارهم: «عندنا اكتفاء من الدم ومش محتاجينه، فيه ناس كتير من الأزهر اتبرعوا، ومش محتاجين من حد تانى».. وتكرر النصح، لكن هذه المرة بالتوجه إلى مستشفى أحمد ماهر التعليمى. لم يكذّب الشباب الخبر - حسب تأكيد أروى - وتوجهوا رغم الحسرة التى انتابتهم إلى مستشفى أحمد ماهر، وعلى طريقة سعيد صالح فى مدرسة المشاغبين، تكرر الرد: «لا قلم زيادة ولا قلم ناقص».
لم ينف د. معتز أبوالعزم، رئيس قسم الطوارئ فى قصر العينى الموقف، بل أكد قائلاً: «فعلاً مش محتاجين تبرع بالدم، ولدينا اكتفاء ذاتى منه»، وأضاف لـ«المصرى اليوم»: «نحترم حماسة الشباب ورغبتهم فى التبرع، لكن الـ(فيس بوك وتويتر) يطلقان شائعات بحاجة المستشفى لأكياس دم، وهذا غير صحيح، وهى شائعات ليست فى صالح أى مستشفى، لأننا نفاجأ بأعداد كبيرة جداً من المتبرعين يصرون على التبرع حتى لو كان بنك الدم مستكفياً، وأن جميع الفصائل متواجدة، ونواجه فى النهاية أزمة الرد على المتبرعين وتوجيههم إلى المستشفيات التى ربما تكون فى حاجة إلى متبرعين».
«أبوالعزم» أكد أن المستشفى جاهز حالياً ولا يحتاج لدم أو أدوية، وقال: «أنصح المواطنين بعدم الاستماع إلى الشائعات التى دفعت البعض إلى التبرع بأدوية إسهال للمستشفى، فهل يعقل أن أبطال التحرير يحتاجون إلى أدوية للإسهال».