x

ويليام وكايت يضعان تاج «الزواج الملكي» في «حفل أسطوري»

الجمعة 29-04-2011 18:10 | كتب: شريف سمير, منير مطاوع, وكالات |
تصوير : أ.ف.ب

«الفايد» بين الحضور وآلاف البريطانيين يحتشدون على الطريق بين «ويستمنستر» و«باكنجهام» لتحية العروسين

اتجهت أنظار العالم، الجمعة، إلى الزواج الملكى الأسطورى فى بريطانيا، ومثلما أطلق البعض على حفل زفاف ولى عهد بريطانيا الأمير تشارلز وديانا سبنسر «زفاف القرن العشرين»، فى الحفل الذى عقد فى 29 يونيو 1981، أطلق على حفل زفاف الأمير ويليام وكايت ميدلتون «زفاف القرن الحادى والعشرين».

ووسط حضور أعضاء العائلة المالكة البريطانية، بمن فيهن الملكة إليزابيث وزوجها فيليب، والأمير تشارلز، والد العريس، وزوجته كاميلا وحشد غفير من الحضور، أصدر قصر «باكنجهام» أمراً ملكياً يقضى بمنح العروسين، لقب دوق ودوقة كامبريدج، فيما رأى مراقبون أن العائلة المالكة تجنبت بشكل واضح منح لقب الأميرة لكايت، وذلك كى لا يصار لاحقاً إلى مقارنتها بوالدة زوجها الراحلة، ديانا، أميرة ويلز. وبدلاً من الزى الرمادى الأزرق «الباهت» الخاص بالقوات الجوية الملكية، ارتدى الأمير ويليام الزى العسكرى للحرس الإيرلندى، بعد أن كان من المتوقع أن يرتدى الزى الرسمى للقوات الجوية باعتبار أنه ضابط برتبة ملازم أول (لفتنانت) فى القوات الجوية وطيار على مروحية بحث وإنقاذ، لكن لأنه يحمل رتبة «كولونيل» شرفيا فى الحرس الإيرلندى، فإنه ارتدى الزى الأحمر القرمزى أثناء زفافه، فيما ارتدت كايت ثوب زفاف أبيض مع ذيل طويل وتاج على رأسها بدلا من الزهور، منهية بذلك فترة طويلة من التخمينات فى أوساط المتابعين الذين تشوقوا لمعرفة الفستان الذى ستظهر به، أما تسريحتها فكانت بسيطة، وتركت شعرها منسدلاً على كتفيها.

واستغرقت وقائع حفل الزفاف 5 ساعات وربع، وأعد برنامجه قصر «كلارنس هاوس» بشكل دقيق ومنظم، وتم احتساب فقراته بالدقائق.

ووضع ويليام خاتم الزفاف، الذى كانت ترتديه والدته الأميرة الراحلة ديانا، فى يد كايت، ثم أعلن كبير أساقفة كانتربرى، بموجب السلطة المخولة إليه، ويليام وكايت زوجاً وزوجة. وألقى جيمس، شقيق كايت، بكلمة أمام الحضور، فيما نشدت الفرقة الموسيقية فى الكاتدرائية أغنية بلحن وتوزيع خاص للعروسين.

ثم غادر العروسان الكنيسة سوياً فى عربة تعرف باسم «ستيت لاندو»، صنعت للملك إدوارد السابع عام 1902 وتستخدم فى استقبالات الملكة للضيوف الأجانب، تجرها 5 خيول، باتجاه قصر «باكنجهام» وسط ركب من الخيالة الملكية، وآلاف البريطانيين المنتشرين فى الطرقات من «ويستمينستر» إلى «باكنجهام» لتحية العروسين.

وحضر مراسم الزواج فى «ويستمنستر آبى» نحو 1900 مدعو تقدمهم السياسيون والضيوف من العائلات المالكة من أنحاء العالم إضافة إلى المشاهير من نجوم السينما والغناء الرياضة. وكان أبرز الحضور الملياردير الشهير محمد الفايد، ولاعب كرة القدم ديفيد بيكهام وزوجته فيكتوريا.

ومن بين ضيوف حفل الزفاف، تمت دعوة 650 شخصا لتناول الغداء فى القصر استمر حتى العصر، فى حين تقلص هذا العدد إلى 300 شخص ظلوا لتناول عشاء رسمى على أصوات موسيقى استمرت حتى منتصف الليل. كانت تقارير صحفية فى بريطانيا ذكرت أن ويليام وكايت يعتزمان الابتعاد لعامين على الأقل عن أضواء الحياة العامة بعد زواجهما.وذكرت صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية، استنادا إلى مصادر بالقصر الملكى، أن ويليام يريد بذلك اقتفاء أثر جدته الملكة إليزابيث الثانية، التى قضت سنوات بعد زواجها من الأمير فيليب فى 1947 فى مالطا، عاشت فيها كزوجة ضابط إلى حين تولت العرش فى 1952. أضافت الصحيفة أن الملكة تعتبر هذه السنوات «أسعد سنوات حياتها». وقال متحدث باسم القصر الملكى إن ويليام وكايت يعتزمان السير على خطى زواج الملكة والأمير فيليب «حيث يسعى ويليام إلى ترسيخ أسس زواجه قبل الاضطلاع بدوره فى الحياة العامة».

يذكر أن ويليام وعروسه كايت سيجعلان أول رحلة رسمية يقومان بها خارج بريطانيا كزوجين، إلى كندا فى فصل الصيف ولمدة 9 أيام اعتباراً من يوم 30 يونيو المقبل وحتى 8 يوليو المقبل تلبية لدعوة من الحكومة الكندية

 «المصري اليوم»بين الحشود أمام القصر الملكى

حدث زواج الأمير ويليام ابن أميرة ويلز الراحلة ديانا لا يخص العائلة المالكة وحدها وإنما يهم قطاعاً كبيراً من الشعب الذى يستغل المناسبة ليتذكر الأيام الخوالى عندما كانت ديانا «محبوبة الجماهير» فى الموقف نفسه منذ 3 عقود، وكانت «تشارلوت» البالغة من العمر ما يزيد على الـ50 عاما حضرت بصحبة 2 من بناتها ومعهن خيمة لكل منهن، للفوز بمكان «استراتيجى»- كما قالت «سو» الابنة الأصغر، يمكنهن من مشاهدة أهم مراحل الزفاف الملكى، وقالت الأم إنها صممت على الحضور لترى ابن الأميرة ديانا وهو يتزوج، بعد أن شهدت من المكان نفسه زفاف أمه منذ نحو 30 عاما. وقالت الابنة الكبرى «شيرى»: «ديانا هى وردة إنجلترا.. كلنا نحبها، والمؤكد أنها ستطل على ابنها وليام من السماء وتمنحه بركاتها، فهى قديسة فى قلوبنا»، وأضافت أن والدتها طالما حكت لهم عن مغامرتها للحضور من «ويلز»، حيث يعيشون إلى لندن لتشهد الزفاف الأسطورى للأمير تشارلز ولى العهد وعروسه ديانا. وعلى مسافة قريبة كان أحد رجال الشرطة «ستيفن» يتبادل الحديث مع سائحة حول الزفاف الملكى، وقال: «كل يوم يكون المكان مزدحما بالسياح الذين يأتون لمشاهدة تغيير الحرس الملكى، لكن زحام اليوم لم يسبق له مثيل ربما منذ زفاف ولى العهد».

وفى أقرب ركن من الحديقة المطلة على قصر باكنجهام، وقبل أن يظهر الأمير وعروسه بعد إتمام مراسم الزواج فى كنيسة «ويستمنستر آبى» احتلت عائلة بأكملها موقعاً متميزاً وجاءت بخيامها الصغيرة ومقاعد الشاطئ وأعلام بريطانيا صنعت خصيصا للمناسبة تتوسطها صورة العروسين «ويل وكايت»، وقال الأب التاجر ويدعى «كولين»: «نحن هنا منذ 3 أيام فى إجازة، وأغلقت دكانى وجمعت كل العائلة، وقررنا أن نشترك فى احتفال كل بريطانيا بهذا اليوم التاريخى، لأننا سعداء ولانجد فى البقاء فى الشارع مشقة، وحتى النوم فى حديقة داخل خيام ليس إلا تعبيرا عن حبنا لهذه العائلة ولهذه العروس التى جاءت من طبقة الشعب.. إنها جميلة وذكية ومرحة، وستدخل السعادة الى قلوب الناس، نتمنى أن تكون مثل الأميرة ديانا».

ورغم أن الجو يتقلب ما بين الشمس الساطعة والغيوم الخفيفة فإن المرح والسعادة والغناء وإطلاق النكات والتقاط الصور التذكارية والتحدث مع الغرباء هو النشاط السائد هنا، على غير طبيعة البريطانيين.

أما «روز» فأظهرت لهجتها وهى تتحدث مع صديقاتها أنها تنحدر من أسكتلندا، التى جاءت منها خصيصا لحضور الزفاف الملكى، وبسؤالها: «لماذا لم تكتف بمشاهدته عبر التليفزيون»، أجابت ضاحكة: «لأن العروس كانت زميلتى فى الدراسة.. لسنا أصدقاء مقربين، لكننى أحبها، وأتمنى لها كل السعادة».

10 سنوات ربطت «الفتى الذهبى» بـ«ابنة الطبقة الوسطى»

عندما تصل فترة الارتباط العاطفى بين عاشقين إلى 10 سنوات، فإننا أمام نموذج فريد من حالة الحب وبالتالى فالأبطال ليسوا أفرادا عاديين وتستحق التجربة الرصد لمعرفة كيف توجت العلاقة بعد هذا الفاصل الطويل بـ«خاتم الزواج».. والبطل هنا هو «الأمير ويليام» من العائلة المالكة.. والبطلة كايت ولقبها «ميدلتون»، واللقاء الأول شهدته قاعة المحاضرات بجامعة «سانت أندروز» فى أسكتلندا فى خريف 2001، وكان الطالبان يدرسان تاريخ الفن ثم خرجت العلاقة من نطاق الزمالة داخل أسوار الجامعة إلى غرفتين متجاورتين بالمساكن الجامعية للطلاب مما وفر مساحة أكبر للتقارب بين الطرفين.. وكلما كان «الأمير ويليام» يجد صعوبة فى التكيف مع دراسته الجامعية تظهر «كايت» لتقنعه بالبقاء فى الجامعة.

وبدأ توهج العلاقة العاطفية فى صيف 2002، والمناسبة عندما دفع «الأمير ويليام» 200 جنيه إسترلينى (322 دولارا) لشراء تذكرة من أجل حضور عرض أزياء خيرى، وفى هذه المناسبة وقعت عيناه على «كايت» بفستان شفاف صممته إحدى الطالبات بتكلفة 30 جنيها إسترلينيا، علما بأن الفستان الشهير تم بيعه فى مزاد علنى فى مارس الماضى مقابل 78 ألف جنيه إسترلينى.

وتجاوزت العلاقة مرحلة التعارف والمصارحة ودخل «الأمير ويليام» و«كايت» فى رحلة للبحث عن مسكن وعثرا على منزل فى العام الثانى من دراستهما الجامعية وانتقل الاثنان بعد ذلك إلى مسكن للطلاب مع صديقين آخرين لهما فى سبتمبر 2002، وفى طريق العلاقة انشغلت «كايت» بطالب آخر وبدأت تواعده، إلا أن هذا «المطب الصناعى» لم يمنع العاشقين من ظهورهما معا فى مايو 2003 وهما منهمكان فى الحديث أثناء مشاهدة إحدى مباريات الرجبى، وبعدها بأيام قليلة شاركت «كايت» «أميرها» حفل عيد ميلاده الـ21 والذى أقيم بقلعة وندسور.. ولم يمر وقت طويل إلا وقد انتقل «الأمير ويليام» و«كايت» إلى منزل صغير فى العام الدراسى الثالث لهما بالجامعة حتى مارس 2004 لتأخذ العلاقة الشكل العلنى بعد نشر صور رسمية لهما فوق منحدرات كلوسترز السويسرية للتزلج... ثم جاءت لحظة التخرج وحصول العاشقين على شهادتيهما الجامعية فى نفس حفل التخرج بجامعة «سانت أندروز» فى يونيو 2005 وحضرا معا غداء احتفاليا شاركهما فيه أفراد أسرتيهما.

وشهدت محمية ليوا داونز الطبيعية فى كينيا لحظة مهمة فى تاريخ العلاقة بين العاشقين عندما خرج «الأمير» وصديقته فى عطلة رومانسية وفى هذا اليوم قدم «الأمير» لـ«كايت» خاتم زفاف والدته الراحلة الأميرة ديانا المصنوع من الياقوت الأزرق والمرصع بالألماس، وقال: «هذا خاتم زواج والدتى.. ولذلك فإنه بالطبع خاص جدا بالنسبة لى.. وكايت الآن غالية جدا بالنسبة لى.. ولا يوجد أفضل من ربط الاثنين معا».. وتم التقاط صورة لأول قبلة من «الأمير ويليام» لـ«كايت» على الملأ فى يناير 2006 خلال عطلة للتزلج فى كلوسترز قبل أن يبدأ «الأمير» مسيرته العسكرية بأكاديمية «ساندهرست» العسكرية الملكية.

وعلى ضوء تكرار ظهور «الأمير وكايت» معا فى مناسبات مختلفة لم تغفل عيون الصحافة والإعلام عن تفاصيل العلاقة حتى جاءت لحظة الحديث عن «شبح الانفصال» بعد انتقال «الأمير» إلى معسكر الجيش، إلا أن القبلات بين العاشقين والرقص معا فى حفل للجيش يونيو 2007، ومشاركة «كايت» مع «الأمير ويليام» فى حفل موسيقى إحياء لذكرى والدته الأميرة الراحلةديانا ثم قضائها عطلة أسبوعية خاصة مع «الأمير» ووالده الأمير تشارلز وقرينته كاميلا بقلعة بالمورال بأسكتلندا، كلها كانت أدلة كافية وقاطعة على أن العلاقة جدية وراسخة.

وبظهور «كايت» بجانب «الأمير ويليام» فى حفل تخرجه من سلاح الجو الملكى، أصبحت العلاقة بين العاشقين دائمة ونجحت «كايت» فى الفوز بقلب «الأمير» والأهم قبول الكبار داخل الأسرة الملكية الأمر الذى سنح لها فى يونيو 2008 فرصة حضور مراسم تسليم وسام «ربطة الساق» فى قلعة وندسور، لتكون المرة الأولى التى تظهر فيها «كايت» فى مناسبة ملكية رسمية عامة.

وفى ظل نجاح «كايت» فى كسب ثقة العائلة المالكة انهالت تحذيرات محاميى إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا للصحف فى ديسمبر 2009 من نشر الصور التى يلتقطها مصورو الفضائح والمشاهير لأفراد قصر باكنجهام، مما دعم التكهنات بأن «الأمير ويليام» و«كايت» مقبلان على الزواج، وسرعان ما تم إعلان موعد خطبة «الأمير ويليام» و«كايت» فى نوفمبر 2010.. وبعد أسبوع واحد - وليس 10 سنوات أخرى – جرى تحديد موعد حفل زفاف العروسين فى 29 أبريل 2011.. وهكذا انتهت قصة علاقة «العشق والهوى»، وقد يكون هذا التاريخ مجرد «فاصل ونعود» لنلتقى مع جزء ثان أكثر إثارة ومتعة مع دخول «الأميرة المنتظرة كايت» قلعة باكنجهام من بوابة «كيوبيد»!!

كايت .. مواطنة بدرجة «أميرة القلوب

عاشت كايت ميدلتون قصة حب تغذى الروايات الخيالية عن «الفتاة العادية البسيطة التى أحبت الأمير وستصبح ملكة»، كثيراً ما شبهت كايت بأنها «زهرة إنجليزية»، ووصفت بأنها «شابة عادية جميلة من دون بهرجة بشعرها البنى الطويل، متعقلة غير متكلفة وأنيقة، رياضية وواثقة من نفسها».

يعتقد أنه ليس لـ«كايت» جذور أرستقراطية، ولكنها الآن تحولت إلى العروس الملكى، التى تشير تكهنات كثيرة إلى أنها ستصبح «أميرة القلوب» الجديدة فى بريطانيا، وهو اللقب الذى كانت تحمله الأميرة ديانا.

وخطت كايت ـ التى بات يطلق عليها اسم «كاثرين» ـ خطواتها الرسمية الأولى بارتياح لافت، لترسيخ صورة شابة متعقلة وبسيطة ورغماً عن أن كايت تبدو دائماً غير متكلفة فى ملابسها، فإنها دائما ما تظهر أنيقة، مما جعلها تصبح أيقونة فى عالم الموضة فى بريطانيا، ففستانها الأبيض الذى ارتدته فى إحدى الصور الرسمية تكلف أقل من 200 يورو، فيما لقيت الفساتين التى ارتدتها فى مناسبات عامة شهرة، وأقبلت الفتيات على شرائها.

وغالباً ما يرضى البريطانيون، الذين يعانون من إجراءات التقشف التى فرضتها الحكومة البريطانية، عن أسلوب كايت، كما ترضى أيضاً الملكة إليزابيث التى أجهدت كثيراً لتحسين صورة العائلة المالكة بعدما عانت كثيراً من الزواج الفاشل بين تشارلز وديانا وتصرفات ابنها أندرو وفضائح زوجته السابقة، سارة فيرجسون.

عاشت كايت مع ويليام، الذى التقته قبل 10 سنوات فى الجامعة، قبل أن تتزوجه، مثلما يفعل الكثيرون فى أوروبا. وتحمل كايت شهادة فى تاريخ الفن، إلا أنها لم تنخرط بعد دراستها فى سوق العمل سوى لفترة قصيرة لدى شركة للملابس، ثم عادت بعدها للإقامة مع أهلها بانتظار أن يطلب الأمير يدها.

وأثار ذلك تهكم المعلقين والمتابعين الذين أشاروا إلى أن «شغل كايت الشاغل كان فى السنوات الأخيرة السعى للزواج من ويليام».

ويشكل انتماؤها إلى «الطبقة المتوسطة» نقطة إيجابية لصالحها، فوالدتها كانت مضيفة طيران، ووالدها موظف فى شركة طيران قبل أن يجمعا ثروة من خلال تأسيس شركة لمستلزمات الحفلات.

ولدت كاثرين إليزابيث ميدلتون فى ريدنج، قرب لندن، يوم 9 يناير 1982. وفى مايو 1984، انتقل والداها إلى العاصمة الأردنية عمان، حيث عمل الأب هناك نحو 3 سنوات، التحقت خلالها كايت بدار حضانة.

وتشمل هوايات كايت، التى تكبر ويليام بـ5 أشهر، المشى والتنس وبعض الفنون، بينها التصوير والرسم. تلقت كايت تعليمها فى بريطانيا، بكلية «مالبورو» فى ويلتشير، حيث درست الكيمياء والأحياء والفن، ويقول مدرسوها السابقون: «إن كايت كانت متميزة فى كل العلوم التى درستها».

وفى عام 2001، التحقت كايت بجامعة «سانت أندروز» فى أسكتلندا، حيث التقت ويليام بعد عام، وتخرجت بنفس تقديره فى تاريخ الفن عام 2005. ومنذ نالت شهادتها، وهى فى انتظار أميرها، حتى إنها لقبت بـ«كايت المنتظرة».

ويليام.. أمير يقترب من «العامة

قدرة الأمير ويليام، نجل ولى العهد البريطانى، على اتباع التقاليد الملكية بـ«لمسة من العامة» ورثها من والدته الراحلة الأميرة ديانا، جعلت منه نموذجاً مثيراً للإعجاب للعديد من البريطانيين الذين وجدت استطلاعات الرأى أن غالبيتهم تتمنى أن يكون ويليام خلفا للملكة إليزابيث الثانية بدلا من والده تشارلز.

كان ويليام يقول دائما «ولدت أميرا، وصاحب سمو ملكى، لكننى أريد أن يدعونى الناس ويليام، لا أريد كل تلك الرسميات فلا داعى لها، أريد فقط أن أكون أنا، وآمل أن يحدث هذا»، غير أنه فى الوقت نفسه يدرك الشاب الأشقر دوره جيدا، حيث يعتبر أن الملكية «ليست مسألة إرادة أو رغبة، إنه أمر ولدت به، إنه واجبى». ويؤكد ويليام أن «المهم هو أن يشعر الناس أن الأسرة الملكية يمكنها البقاء على قدر تصوراتهم، ومرتبطة بحياتهم». ويصف ويليام جدته ملكة البلاد بأنها «رائعة» ويرى فيها «قامة هائلة يحتذى بها».

وخلافا لوالده الأمير تشارلز المحاط دائما بالموظفين والمتمسك بالتقاليد، يحاول الأمير ويليام أن يعيش حياة طبيعية نسبيا بمقاييس العائلة الملكية، وتقول بينى جونور التى وضعت سيرة الأمير تشارلز وتحضر كتابا عن حياة ويليام إنه «يحضر طعامه بنفسه ويرتب سريره.. يتصرف كإنسان عادى». وترى جونور أنه «من طينة جيدة إنه إنسان بسيط جدا، يفضل مناداته وليام وليس سمو الأمير ولا أظن أن ذلك عائد إلى كونه شابا، فالأمير تشارلز كان يحبذ ذلك حتى عندما كان شابا».

ولد الأمير وليام فى 21 يونيو 1982 بعد سنة على زواج والديه تشارلز وديانا ونشأ مع أخيه الأصغر هارى فى أجواء دافئة حرصت والدتهما على توفيرها لهما، كما حرصت على أن تطلعهما على أمور «الحياة الفعلية» مصطحبة إياهما إلى ملاعب الترفيه، أو حتى إلى مراكز إيواء المشردين التى كانت ترعاها، وتقول جونور إن ويليام «تربى بصورة طبيعية أكثر من والده، فوالدته كانت تعرف معنى الذهاب إلى السينما وإلى حفلة شعبية أو إلى المطعم».

درس ويليام تاريخ الفنون فى جامعة سانت أندروز العريقة فى أسكتلندا قبل أن يغير مسار دراسته إلى الجغرافيا ليحصل على شهادته الجامعية فى عام 2005، ويقول أساتذته فى الجامعة إن ويليام الفتى الذهبى للعائلة الملكية كان «واحدا من عامة الطلاب» خلال سنوات دراسته.

وواصل وليام التقليد الملكى وانضم إلى كلية ساندهرست العسكرية وبدأ بعدها تدريبات ليصبح طيار بحث وإنقاذ فى سلاح الجو الملكى وهى الوظيفة التى يقول إنه يحبها وسيستمر فى أدائها بعد زواجه، واستعدادا لاعتلائه العرش فى يوم من الأيام، يكثف الأمير نشاطاته الرسمية بنجاح فقد استقبل استقبالا حارا خلال زيارته مؤخرا إلى نيوزيلندا وأستراليا حيث تفقد منكوبى الزلزال.

ديانا.. الحاضر الغائب فى حفل الزفاف.. ومقياس نجاح «كايت»

«إذا وجدت فتاة تحبها فى الحياة، فيجب أن تتمسك بها وتعتنى بها، وإذا كنت محظوظا بما فيه الكفاية للعثور على فتاة تحبك فيجب عليك حمايتها»، كانت هذه نصيحة «أميرة القلوب» الأميرة الراحلة ديانا لابنها الأمير ويليام الذى دائماً ما ظهر حريصاً على إبقاء ذكراها حية منذ خطبته وحتى يوم زفافه.

ويقول ويليام: «كانت هذه طريقتى لضمها إلينا.. قدمت خاتم خطوبتها المرصع بالياقوت والماس إلى كايت، كما اصطحبت كايت إلى قبرها فى مقاطعة (الثورب)، التى تعيش بها أسرة والدتى بوسط انجلترا، ووضعنا أكاليل الزهور على قبرها»، وقال ويليام: هذه طريقتى للتأكد من أن والدتى لم يفتها هذا اليوم ولا هذا الحدث.

ورغماً عن أن ويليام حاول جاهداً قطع المجال أمام الذين يعمدون إلى المقارنة بين كايت وديانا، قائلاً: «عند الإعلان عن خطوبته على كايت: «ما من أحد ينوى أن يحل مكان والدتى»، لكن ذلك لم يمنع الإعلام من مضاعفة المقارنات.

واعتبرت العديد من وسائل الإعلام أن كايت سعت لجذب ويليام بظهورها شبيهة لأمه وحاولت تقمص شخصيتها، وأكدت أن كايت تسير على خطوات «أميرة القلوب»، بحذف كلمة «الطاعة» من عهد زواجها واستبدالها بـ«حب وراحة واحترام والحفاظ على الأمير»، مثلما فعلت ديانا من قبل.

وذكرت صحيفة «هيرالد صن»، أمس الأول، أن كايت شاءت أم أبت ستجد نفسها فى مقارنة طوال الوقت فى كل تحركاتها وخطواتها مع الأميرة الراحلة، كما أن المصورين والصحفيين قد بدأوا بالفعل فى لعب نفس الدور الذى قاموا به مع ديانا من قبل.

بينما قال ويليام، الذى يعتقد أن والدته قتلت بسبب «مطاردة» وسائل الإعلام، أكثر من مرة «لقد تعلمنا دروسا» من الماضى وأن زوجته ستحظى بحماية مشددة من أى تطفل مماثل.

وقالت محررة مجلة «ذا ليدى»، راشيل جونسون،: «لقد أيقظت كايت المشاعر التى انتابت العامة تجاه ديانا عام 1981، لكن على خلاف ديانا التى انحدرت من أسرة أرستقراطية معروفة، جاءت ميدلتون فتاة من الطبقة المتوسطة، نشأت بصورة جيدة» و«أذكى بكثير» من أن تسمح للإعلام بأن يلاحقها، كما فعلت ديانا. وأظهرت دراسة نشرتها «جلوبال لانجويج مونيتور» أن كايت ستفوق شهرة ديانا، كأكثر امرأة شغلت وسائل الإعلام فى العالم. وأكدت الدراسة أن كايت تخطت بالفعل أرقام ديانا فيما يتعلق بأهمية الأخبار وحجم الشهرة فى مواقع الإعلام العالمية الكبرى. وقال بول جيج جيه باياك، رئيس «جلوبال لانجويج مونيتور»: من المنتظر أن يسطع نجم كايت فى وسائل الإعلام، ويحجب نجم ديانا فى العائلة المالكة. وجاء انطباع الأسرة الملكية عن كايت خلال مرات ظهورها العلنى القليلة قبيل الزفاف، إيجابيا إلى حد بعيد، إذ اثنوا على «عدم تكلفها» ومظهرها «غير المبالغ فيه»، وعلق مراسل «بى. بى. سى» فى القصر الملكى عليها بقوله «إنها تتفاعل جيدا مع الجماهير».

بينما ألمح آخرون أيضاً إلى أن كايت، على النقيض من ديانا، خرجت من أسرة آمنة وسعيدة، فهى الثالثة بين أبناء أسرةلأبوين لايزالان يعيشان معاً، بعد زواج مستمر لأكثر من 30 عاماً، وربط العديد من المتفرجين يوم زفاف ويليام وكايت بذكريات الأميرة ديانا، التى كانت ستبلغ 50 عاما فى يوليو المقبل.

وتوفيت الزوجة السابقة للأمير تشارلز، والدة الأمير ويليام وهارى، فى حادث سيارة فى باريس عام 1997 عن عمر يناهز36 عاما.وقال كريس وايلد، رئيس رابطة الصحافة الأجنبية فى لندن، وهو المسؤول عن تدفق نحو 8000 صحفى من مختلف أنحاء العالم إن «ديانا حاضرة فى قلب الزفاف.. إنها مسلسل عاطفى.. قصة خيالية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية