أعرب الأمير طلال بن عبدالعزيز، رئيس المجلس العربى للطفولة والتنمية، عن انزعاجه من تصريحات بعض المسؤولين فى مصر منذ فترة بعودة العلاقات بين مصر وإيران، قائلاً إنه «لا يوجد داع لهذه العجلة، فإيران دولة إسلامية. ولكن هناك بعض الفلتات التى تحدث هنا وهناك، ولا أفهم لماذا هذا التسرع». مشيراً إلى اطمئنانه الشخصى بعد تصريح الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، بأن العلاقات (خط أحمر) بالنسبة للأمن القومى الخليجى.
وقال «طلال»، فى حواره مع برنامج «الحياة اليوم»، مساء الخميس، الذى يقدمه الإعلامى شريف عامر على تليفزيون الحياة: «لم أتوقع ثورة فى مصر، ولكن كان هناك الكثير من الأحداث التى تنبئ بحدوث أمور كبيرة فى العالم العربى وفى مقدمتها مصر، وكنا نتوقع شيئاً، ولكن ليس بهذا التفصيل».
وطالب الشباب بأن يدركوا أن قيام الثورة وحده لا يكفى، وأن الأهم ما يتبعه وهو الاستقرار وقيام دولة المؤسسات بحريتها وديمقراطيتها، لكى نسميها ثورة.
وعن ملف توشكى، ذكر «طلال» أنه نصح الوليد بن طلال مراراً وباستمرار بأن مصر أهم مليون مرة من توشكى، مضيفاً أن الوليد أدرك ذلك أخيراً واتخذ إجراءات جيدة مع الحكومة المصرية، وأصبحنا سعداء من هذه الخطوة تجاه الشعب المصرى. وعن اليمن، قال الأمير «طلال» إن ما يحدث فى اليمن «شىء مؤسف»، فذلك البلد الفقير يوجد به شعب يحتاج إلى التنمية ومع ذلك تنطلق مسيرات فى صنعاء ومحافظات أخرى، مطالبة بشىء واحد وهو أن يتنحى الرئيس عن الحكم، وهذا الأمر لا يمكن أن يدركه العقل»، مضيفاً أن اجتماع مجلس التعاون الخليجى يريد أن يتوسط لأن اليمن «جارة المملكة».
ورأى «طلال» أن المطلوب فى اليمن أن يعى الرئيس أن حل المشكلة هو التخلى على الحكم ومن حقه طلب الضمانات، ومطالبه يجب أن يستجاب لها.
وعن السعودية من الداخل، أكد «طلال» أن الحصانة الأساسية الوحيدة للمملكة هى شخصية الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأنه محبوب فى السعودية، ليس لسواد عيونه، ولكن لأنه مصلح وقام بأعمال كثيرة، على حد وصفه.
ورداً على سؤال مقدم البرنامج، شريف عامر، عن وجود «حركات تحت الرماد» فى المملكة العربية السعودية، أجاب الأمير طلال بأن «النيران فى كل مكان»، مضيفاً أن السعودية بوجود الملك عبدالله لديها ضمان ضد الاضطرابات، بشرط تحرك الملك بسرعة لإصلاح الأمور الجوهرية فى حياته، وأوضح الأمير طلال أنه لا يجوز أن يحكم سوريا حزب واحد وهو «البعث»، لأنه المرجعية الأساسية فوق كل المؤسسات الدستورية والبرلمانية فى دمشق، قائلاً إنه إذا أسرع النظام السورى فى الاستجابة لتلك المطالب، فمن المحتمل أن يبقى فى الحكم وإلا فسيكون مصيره مثل غيره.
ورأى «طلال» أنه لو كان النظام البحرينى «جمهورياً» كانت المملكة العربية السعودية ستحميه، مضيفاً أن هناك دول مجاورة للبحرين لديها أطماع فى تلك الجزيرة، ولا يجب أن نقف مكتوفى الأيدى.
وعن العلاقات المصرية السعودية، قال الأمير طلال إن العلاقات الثنائية بين البلدين اعتادت على سياسة «التقارب والتباعد»، التى تتوقف على السياسات المتبعة بينهما.
واعتبر الأمير «طلال» أن محاكمة مبارك «مشكلة مصرية وليست سعودية»، ولكن الجدل ينحصر فى أمرين أولهما: هل من المصلحة أن يحاكم رمز كان موجوداً على القمة ونزل نزول الصاعقة ويذهب كأى مواطن عادى ويجرجر بالكلابشات، والرأى الآخر يقول إنه مواطن عادى يجب أن يحاكم لارتكابه جرائم سياسية أو حتى أخلاقية، فالأمر فى النهاية راجع كله للشعب المصرى، وأوضح «طلال» أنه رغم ما لقاه من سوء معاملة من الرئيس السابق ومن جماعته شخصياً، إلا أنه لايكن أى ضغينة له لأنه أصبح شخصاً عادياً، وأعرب عن أمله فى النظر إلى أعماله بميزان دقيق وعادل، «ولكنها فى الأول والآخر هى مسألة إنسانية بالنسة لى أريد أن أبعد عنها».
وتمنى «طلال» أن يسبق الخليج العربى أحداث المد الثورى فى المنطقة عن طريق القيام بالإصلاحات، مشدداً على أن المملكة السعودية العربية تحتاج إلى خطوات كثيرة، وأصبحت هناك أمور كثيرة ملقاة على عاتق الملك.