مع اقتراب نادي ليفربول الإنجليزي من الوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا، ومع موسم غير مسبوق تهديفيًا بقيادة المدرب الألماني يورجن كلوب وتألق النجم المصري محمد صلاح، الذي حطم الكثير من الأرقام القياسية سواء على مستوى النادي أو المسابقات المختلفة، تلقى النادي ضربة موجعة قبل أكبر مواجهة له هذا الموسم، مساء الأربعاء القادم، في العاصمة الإيطالية روما.
ليفربول سيواجه روما في إياب نصف نهائي دوري الأبطال، وهي المباراة التي سيدخلها العملاق الإنجليزي بأفضلية نتيجة مباراة الذهاب التي شهدت فوزه بنتيجة «5-2»، وهي النتيجة التي تجعل الفريق الإنجليزي يبدو الأقرب للتأهل إلى نهائي دوري الأبطال ولأول مرة منذ عام 2007، ليكون الفريق على أعتاب تتويج سادس تاريخي بالمسابقة التي لم يتوج بها أي فريق إنجليزي أخر أكثر من ليفربول.
وبينما يستعد الفريق لهذه المواجهة، خرجت صحيفة «ميرور» البريطانية الشهيرة بأنباء أزعجت كل محبي وعشاق «الريدز»، وهي رحيل المساعد الأول للمدرب يورجن كلوب والشخص الأكثر ثقة من المدرب الألماني، وهو المدرب البوسني زيليكو بوفاتش، الذي دائمًا ما لازم «كلوب» خلال مشواره التدريبي في ماينز، بوروسيا دورتموند وأخيرًا ليفربول.
وأوضحت التقارير أن «بوفاتش» قرر الرحيل من الطاقم الفني لليفربول، لكن نادي ليفربول أصدر بيانًا رسميًا، اليوم الإثنين، يوضح فيه أن المدرب البوسني حصل على أجازة حتى نهاية الموسم لأسباب شخصية، وهو البيان الذي يدعم فكرة رحيله عن الفريق، وخصوصًا في هذا التوقيت المهم والحاسم لموسم الفريق مع مباراة يوم الأربعاء المرتقبة، بالإضافة لعدم حسم ليفربول لمسألة البقاء ضمن رباعي القمة في جدول ترتيب «البريميرليج»، مع تبقي جولتين على نهاية الموسم، وهو ما سيضمن للفريق التأهل لدوري الأبطال الموسم القادم.
رحيل «بوفاتش» عن ليفربول أعاد للذاكرة موقفين مشابهين، عندما رحل عضو هام من الجهاز التدريبي لـ«الريدز»، بعد موسم مميز قدمه الفريق على الصعيد الأوروبي.
الأول كان في 2001، وعندما توج الفريق بـ3 ألقاب، من بينها لقب كأس الإتحاد الأوروبي «المسمى القديم لبطولة الدوري الأوروبي»، وحينها قرر المساعد الأول للمدرب الفرنسي جيرارد هولييه، باتريس بيرجويس، الرحيل عن الطاقم الفني لليفربول والعودة لبلده، فرنسا.
«بيرجويس» كان عنصرًا فعالًا في الطاقم التدريبي لـ«هولييه»، وكان له دور كبير في تطور مستوى «الريدز»، وتحقيقهم لواحد من أفضل مواسمهم على الإطلاق في القرن الحالي، لكن رحيله تسبب في الكثير من المتاعب للفريق في المواسم التالية، وهو الأمر الذي أدى لمحاولة «هولييه» إعادته مجددًا للفريق، لكن مساعيه فشلت ما أدى لرحيله شخصيًا عن تدريب الفريق في نهاية موسم «2003-2004»، مع تراجع نتائج «الريدز».
الموقف الثاني المشابه كان في عام 2007، ووقتها أنهى ليفربول الموسم بشكل جيد، بإحتلاله مركز ضمن رباعي القمة في الدوري ووصوله لنهائي دوري الأبطال «خسر ضد ميلان في النهائي»، حيث شكل المدرب الإسباني رفاييل بنيتيز طاقم فني قوي ساعده على النهوض بـ«الريدز» مجددًا والعودة للمنافسة بل والفوز بلقب دوري الأبطال في عام 2005، لكن في صيف 2007 قرر باكو آيستيرين، مساعد «بنيتيز»، الرحيل في قرار صادم لنادي ليفربول، وخصوصًا بسبب علاقة «آيستيرين» القوية باللاعبين، ودوره التدريبي والنفسي القوي مع الفريق.
رحل «آيستيرين» ولم يستطع «بنيتيز» تعويض رحيله بمساعد أفضل، قبل أن يرحل بنفسه عن تدريب ليفربول بعدها بعامين.
وبالتالي فإن غياب أو رحيل «بوفاتش» في مثل هذا التوقيت المهم من الموسم قد يلعب دورًا كبيرًا، وخصوصًا أن موسم «الريدز» يتأرجح ما بين النجاح الباهر أو الفشل الكبير.