x

الحنطور بـ«call center» فى الأقصر

الإثنين 30-04-2018 02:29 | كتب: محمد السمكوري |
الحنطور فى الأقصر الحنطور فى الأقصر تصوير : رضوان أبوالمجد

على غرار أوبر وكريم، تعتزم محافظة الأقصر تطبيق التجربة على الحنطور فى الموسم السياحى الذى يبدأ فى نوفمبر المقبل، لتسهيل التواصل بين شركات السياحة والحنطور الذى يميز محافظة الأقصر باعتباره إحدى وسائل المواصلات التراثية.

ولبحث استغلال الحنطور ومساهمته فى تنشيط السياحة بمدينة الأقصر، عقد العميد أيمن الشريف، رئيس مدينة الأقصر، اجتماعاً موسعاً، بمقر غرفة الشركات السياحية بحضور مسؤولى الغرفة وأصحاب الشركات السياحية لمناقشة أهم المقترحات لإيجاد حلول مناسبة للضغط على سائقى عربات الحنطور بالالتزام بالاشتراطات التى يفرضها مجلس المدينة عليهم، عن طريق التعاون المستمر مع غرفة الشركات السياحية.

الحنطور فى الأقصر

وقال الشريف، خلال الاجتماع، إن عربات الحنطور أزمة وصداع كبير فى رأس أى مسؤول بالأقصر، بوصفها المدينة السياحية الأولى فى العالم، والتى تستعد خلال الأيام المقبلة لاستقبال أفواج من السائحين فى موسم الصيف، حيث تعد سياحة الحنطور هدفًا لكل سائح وضيف مصرى وعربى وأجنبى، للاستمتاع بها وبالجولات بمختلف أنحاء المدينة، مشيرًا إلى أنه لمواجهة هذه الأزمة تم تطبيق فكرة إنشاء إدارة للنقل البطىء تابعة لمجلس المدينة، مهمتها الوحيدة «الحنطور»، لافتاً إلى أن وظيفتها تطوير عربات الحنطور، ووضع معايير وضوابط مناسبة لفرض تطبيق النظام على العربات داخل المدينة.

الحنطور فى الأقصر

وأضاف أن أهم تلك الضوابط لمواجهة أزمات نشاط الحنطور والخطوات التى سننتهجها للخروج بمشهد مميز للحنطور مع انطلاق الموسم الصيفى الجديد، تتمثل فى الاهتمام بحفاضات الخيول وتطبيق نموذج مبتكر جديد سيتم تعميمه على العربات المرخصة فقط، وتم عرض هذا النموذج خلال الاجتماع وشرح طريقة استعماله، وإنشاء فكرة تطبيق الـ«call center» يتضمن كيفية التواصل مع أصحاب الحناطير ووضع تقييم للرحلة.

ولفت إلى ضرورة عدم انتشار الحنطور فى كل شوارع وميادين الأقصر بصورة عشوائية، ما يضر بالحركة المرورية، ودراسة إمكانية نقل موقف «مرحبا» إلى مكان آخر مناسب بديل، ودراسة إمكانية شراء روث الخيول من أصحاب الحناطير بأسعار مناسبة، للحفاظ على النظافة العامة، وضرورة التزام قائد عربة الحنطور بالاشتراطات البيئية والصحية، مع ضرورة إلزام الحنطور باشتراطات الترخيص ووضع لوحة بيانات العربة وقائدها وتسعيرة الرحلات وعدم مضايقة الجمهور والسائحين بالتنسيق مع إدارة المرور والمرافق وشرطة السياحة.

وقال محمد عثمان، رئيس لجنة التسويق السياحى بالأقصر وأسوان: «إن تطبيق الـ«call center» بدأت منذ فترة لكنها دخلت حيز الدراسة منذ شهر تقريباً وهى جزء من مشروع الهوية البصرية للأقصر، والذى يضع معالم المحافظة وخدماتها عبر العالم الافتراضى».

الحنطور فى الأقصر

ويعد «الحنطور» أحد معالم الأقصر السياحية، ومقصدا أساسيا للسائحين وزوار الأقصر للتنزه على كورنيش النيل وبين معبدى الكرنك والأقصر وأمام المتحف، وتنظيم مسيرة وقت العصارى تسير فى الشوارع بالسياح فى مشهد اعتاده المواطن الأقصرى، ويدل على أن مدينته يتوافد عليها السياح لزيارة المقاصد والمناطق السياحية وعودة الحياة إليها بعد سنوات عجاف، ورغم معاناة أصحاب الحنطور بعد قيام ثورة 25 يناير والركود السياحى، ما ساهم فى خفض العربات المرخصة، والشكوى من «الدخلاء» غير الملتزمين بمبادئ المهنة التى وضعها شيوخ المهنة منذ عشرات السنين ويلتزم بها الجميع على مر السنوات، فيما طالب العاملون بالقطاع السياحى بضرورة تدشين مبادرة لاستغلال الحنطور تكنولوجيا لزيادة التنافسية بين العربات والمساهمة فى دعم المحافظة بالبرامج الحديثة فى التسويق السياحى. وأبدى عدد كبير من أصحاب الحنطور سعادتهم من القرارات التى اتخذتها سلطات الأقصر لتنظيم العمل داخل المدينة والالتزام بالنظافة العامة وجمال عربات الحنطور، وذلك من أجل الحصول على التراخيص اللازمة لقيادة هذا النوع من المركبات.

وقال الأسطى على ردف الله، 43 سنة، سائق حنطور، إنه يعمل يوميًا بين محيط معبد الأقصر والكرنك، ملتزم بخط السير الذى تم تحديده له مع عدد كبير من أصحاب العربات المرخصة، مؤكدا أن أكثر غير الملتزمين بالقرارات هم الدخلاء على المهنة الذين يسيرون بصورة عشوائية فى جميع المناطق، والذين انتشروا فى الفترة الأخيرة لعدم وجود نظام أو رقابة على مهنتهم، مطالبًا المسؤولين بوضع حد للعربات غير المرخصة حتى يلتزموا وتصبح المدينة ذات شكل جمالى فى جميع النواحى.

ويرى الأسطى خالد السيد أن قرار المحافظ بتنظيم سير العربات ووضع الحفاضات للخيول للحفاظ على المنظر الجمالى للمدينة أمام السائحين، معربا عن أسفه من السائقين الذين يقومون بالسير ومعهم ركاب أجانب ويقوم الحصان بالتبول فى الشارع فى مشهد غير حضارى بالمرة.

وتابع أنه يعمل بالمهنة منذ أكثر من 14 سنة بعد أن كان يساعد والده فى تحضير العربة وإحضار الطعام لها وتعلم من والده آداب مهنته وأهمها الحفاظ على البيئة بوضع الحفاضة للحصان والسير بأمان طوال فترة العمل وتنظيفها ووضعها فى الأماكن المخصصة.

اشتكى عدد آخر من أصحاب الحنطور من ضعف الإقبال على استخدام العربات نتيجة احتكار بعض أصحاب الشركات لتنظيم مسيرة بالحنطور التى تقل السائحين فى الفترة من العصر وحتى المغرب، واعتمادهم على عدد معين دون ترك الفرصة لباقى السائقين فى الاشتراك فيها والحصول على المقابل المادى.

وقال احمد حسين، صاحب حنطور، «أحوالنا يعلمها الله»، فكثير من أصحاب الحنطور وضعها أمام المنزل ليعمل فى مجالات أخرى للحصول على أجر ليستطيع أن يوفر أكل الحصان الذى يحتاج إلى 40 جنيها فى اليوم من علف وبرسيم، ليستطيع الخروج بها فى اليوم التالى، مؤكداً أن أصحاب الحناطير يحتاجون إلى وقفة لتحسين أحوالهم المعيشية، مؤكدا أن تنظيم خطوط السير والالتزام بالمواقف التى حددتها المحافظة ساعد قليلا فى عودة نشاط الحنطور مطالبًا بزيادة الرقابة فى الميادين والشوارع وضبط العربات المخالفة التى تهدد عمل الحنطور المرخص.

وأشار بركات على، صاحب حنطور، إلى أنه يعمل ليل نهار ومنذ قدوم الموسم السياحى الحالى وعادت الحركة من جديد وأصبح هناك سائح أجنبى يبحث عن الحنطور ورغم ذلك مازلنا متأثرين فى الشغل نتيجة قلة الطلب على الحنطور، لافتاً إلى أن المسيرة التى تخرج بالحنطور وقت العصارى وقبل المغرب ينظمها أصحاب الشركات ويقومون بتأجير العربات والحصول على المقابل المالى وإعطاء صاحب الحنطور 30 جنيها فى الطلعة، مشيرا إلى أن أغلب أصحاب الحنطور يوافقون للحصول على أى مقابل يساعد فى زيادة دخله اليومى والحصول على غذاء للحصان ويوفر الباقى لأسرته.

وأكد أيمن أبوزيد، رئيس جمعية التنمية السياحية بالمحافظة، أنه بالرغم من امتلاك الأقصر أسطولا من عربات الحنطور المرخصة والتى تصل إلى 340 عربة مع وجود أكثر من 210 عربات أخرى تبحث عن الترخيص، إلا أنه آن الأوان لعمل تنافسية بين عربات الحنطور لتهتم بمنظرها وتطور شكلها وتضع لمسات جمالية عليها وذلك من خلال تدشين تطبيق إلكترونى عبر الهواتف المحمولة يساعد السائحين الوافدين للأقصر للوصول لعربة حنطور متميزة للقيام برحلة سهلة داخل معالم المدينة السياحية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية