كشفت مصادر فلسطينية أن فريقاً طبياً فرنسياً أجرى فحوصات طبية للجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة «جلعاد شاليط»، يأتي ذلك في الوقت الذي هدد فيه الوسيط الألماني بسحب وساطته بسبب تعنت الموقف الإسرائيلي من صفقة تبادل الأسرى، وتطالب مصر التي تقوم بدور الوسيط في المفاوضات غير المباشرة، إسرائيل بالتجاوب مع المطالب الفلسطينية.
فيما توقع «دانييل بن سيمون» نائب إسرائيلي ينتمي إلى حزب العمل، أن تتم صفقة شاليط، خلال الأسبوعين المقبلين، وأكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» قرر التوصل إلى اتفاق سريع، وقال خلال تظاهرة ثقافية في بئر السبع، إن "الاتفاق سيعلن أمام الرأي العام في موعد أقصاه أسبوع أو اثنان".
لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفى هذه المعلومات، وقال إن "رئيس الوزراء لم يقل أبدا هذا الأمر، لا لشخصية سياسية ولا لأي شخص آخر"، ولكن وسائل الإعلام الإسرائيلية تعتبر أن النائب «بن سيمون» حصل على معلوماته من نتنياهو.
ونقلت صحيفة «الحياة» اللندنية في عددها اليوم الأحد عن المصادر التي وصفتها بأنها "موثوق بها" القول إن أربعة أطباء فرنسيين في تخصصات مختلفة وصلوا إلى قطاع غزة الأحد الماضي برفقة الوسيط الألماني «آرنست أورلاو» عبر معبر رفح الحدودي قادمين من القاهرة.
وأضافت أن الفريق الطبي الفرنسي أجرى فحوصاً طبية لشاليط في قطاع غزة حيث يِحتجز في مكان سري لدى مقاتلين من حركة حماس و لجان المقاومة الشعبية اللتين أسرتاه قبل أكثر من ثلاث سنوات.
وأضافت الصحيفة ، أن الفريق الطبي وصل إلى القطاع في ظل إجراءات أمنية غير مسبوقة من جانب حماس التي تسيطر على القطاع وفي ظل تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي يطلق عليها الفلسطينيون "الزنانة" في سماء القطاع ، وتابعت أن حماس التي لم يغب عن بالها تعقب طائرات الاحتلال للفريق من الجو حصلت على ضمانات من «أورلاو» بعدم مهاجمة إسرائيل لمكان احتجاز شاليط أو محاولة تحريره.
ويعتقد أن حماس تحتجز شاليط في مكان ملغم بالمتفجرات، وأن احتمال خروجه حياً في حال مهاجمة المكان تبدو ضئيلة جداً، كما يِعتقد أن إجراء الفحوص الطبية له يندرج في إطار خطوات بناء الثقة في المفاوضات غير المباشرة بين الحركة وإسرائيل التي يقودها «أورلاو» برعاية مصرية ، على غرار تسليمها إسرائيل شريط فيديو يظهره حياً ، في مقابل إطلاق 20 أسيرة فلسطينية.
وأقرت حماس بأن «أورلاو» وصل إلى القطاع في ظل حراسة أمنية مشددة ، في وقت نفى مصدر مقرب من الحركة التوصل إلى اتفاق نهائي مع «أورلاو» خلال زيارته القطاع في شأن صفقة التبادل مع إسرائيل.
وتتكتم إسرائيل وحماس على المفاوضات التي تجري للإفراج عن شاليط الذي أسرته في 25 يونيو 2006.
من ناحيته، أعلن وزير الخارجية المصري «أحمد أبو الغيط» مساء السبت أنه طالب إسرائيل بمزيد من المرونة.
وقال لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، "قلنا للإسرائيليين إنهم إذا كانوا يريدون استعادة جنديهم فعليهم أن يدفعوا الثمن الذي يطلبه الفلسطينيون"، وأضاف "على إسرائيل أن لا تبالغ في مطالبها".
وتشترط حماس مبادلة شاليط بمئات المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، من بينهم القيادي في حركة فتح «مروان البرغوثي»، وقد أكد النائب الإسرائيلي أن البرغوثي على القائمة، لكن المشكلة تتعلق بمعرفة ما إذا كان سينفى إلى الخارج أو سيتمتع بحرية التحرك في الضفة الغربية.
وأضاف، "ثمة مفاوضات (لتحديد) ما إذا كان سيفرج عنه في رام الله، أو سيتم إرساله إلى الخارج لوقت معين".
ويتناقض هذا الموقف تماما مع ما أعلنه وزير الخارجية الإسرائيلي «افيجدور ليبرمان» الذي رفض بشكل قاطع، أن يكون البرغوثي ضمن قائمة المعتقلين الفلسطينيين المفرج عنهم مقابل شاليط.