عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون الثلاثاء عن رغبتهما في التوصل إلى اتفاق «جديد» مع إيران، يحل مكان الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
ولم يفصح الرئيس الأمريكي ونظيره الفرنسي عن معالم ونطاق هذه المفاوضات الجديدة التي يرغبان فيها، والتي من المؤكد أنها ستواجه بمعارضة شديدة من قبل طهران.
وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك مع ترامب في البيت الأبيض «يمكنني أن أقول إننا عقدنا محادثات صريحة جدا حول هذا (الموضوع)، فقط نحن الاثنين».
وأضاف «نأمل اعتبارا من الآن العمل على اتفاق جديد مع إيران»، مشيرا إلى احتمال ان يقوم ترامب بتنفيذ وعده الانتخابي ب«تمزيق» الاتفاق الهادف إلى منع ايران من امتلاك القنبلة الذرية.
وتابع ماكرون «لا يمكن تمزيق اتفاقية من دون تحديد أي أفق لما بعد ذلك، سنعمل على اتفاق جديد اوسع» مؤكداً استعداده لمعالجة «جميع المسائل في المنطقة» بما في ذلك سوريا والأنشطة البالستية لطهران.
وحدد ترامب تاريخ 12 مايو موعدا نهائيا لاتخاذ قرار بشأن الاتفاق، بعد ان دعا الدول الأوروبية إلى العمل على تشديد القيود الواردة فيه.
وقال «أعتقد أنه ستكون لدينا فرصة عظيمة للعمل على اتفاق اكبر، ربما»، مشددا على أن أي اتفاق جديد يجب أن يكون مبنيا على «أسس متينة».
واعتبر الرئيس الأمريكي ايضا أن «هذا الاتفاق (يستند) إلى أسس متضعضعة. انه اتفاق سيء»، مضيفا «سنرى ماذا سيحصل في 12» مايو.
وردا على سؤال عما اذا كان يدفع من أجل ابرام اتفاق جديد أو اضافة اتفاق، قال ماكرون «أنا لا أقول اننا ننتقل من اتفاق إلى آخر».
وأوضح الرئيس الفرنسي أن اتفاقا جديدا يجب أن يتضمن ثلاثة عناصر اضافية هي برنامج طهران الصاروخي البالستي، النفوذ الايراني في الشرق الاوسط، وما سيحصل بعد عام 2025 المحدد في الاتفاق الحالي الذي ستتمكن بعده ايران من استئناف جزء من برنامجها النووي بشكل تدريجي.
واعتبر ماكرون أن الاتفاق الذي أبرم عام 2015 هو «الركيزة الأولى» لاتفاق أوسع محتمل.
-احتضان ومصافحات- وخلال الايام الاخيرة، دافعت روسيا والصين وبريطانيا عن الاتفاق ما يشكل دعما قويا لماكرون، الذي جدد التاكيد الاحد أنه «لا توجد خطة بديلة» لمنع إيران من صنع القنبلة.
وبذل ماكرون، اول رئيس اجنبي يقوم بزيارة دولة إلى الولايات المتحدة في ظل رئاسة ترامب، اقصى ما في وسعه لإقامة علاقات وثيقة مع نظيره الذي تعارض رؤيته للعالم تماما رؤيته الشخصية.
وضاعف الرجلان، والفارق بينهما اكثر من 30 عاما، المصافحات ومؤشرات الصداقة منذ وصول ماكرون الاثنين إلى واشنطن.
واعلن الاليزيه ان الرجلين تحدثا خلال العشاء الاثنين عن الوضع الاقتصادي الامريكي و«استطلاعات الراي حول رئاسة ترامب والتحضير لانتخابات منتصف الولاية» في تشرين الثاني/وفمبر. كما شمل النقاش نقاطا أخرى مثل تنظيم الإنترنت ومكافحة التطرف والارهاب.
لكنهما تطرقا ايضا إلى نقاط الاحتكاك مثل الرسوم الجمركية التي يريد ترامب فرضها على شركائه وتتعلق بالفولاذ والالمنيوم.
وامام نظيره الفرنسي، اعرب الرئيس الامريكي عن اسفه لوجود الاتحاد الاوروبي كمحاور حول القضايا الاقتصادية.
وقال في هذا الصدد ان «مسألة التجارة مع فرنسا معقدة بسبب وجود الاتحاد الأوروبي، افضل التفاوض فقط مع فرنسا».
وأضاف ان «الاتحاد الأوروبي يعاملنا بقساوة شديدة. لديهم حواجز جمركية غير مقبولة».
وقال ترامب الثلاثاء ان ماكرون «سيكون رئيسا عظيما لفرنسا وهذا ما توقعته».
-مشهد مفاجئ في المكتب البيضوي- وبعد المؤتمر الصحافي المشترك توجه ماكرون وزوجته لتناول الغداء مع نائب الرئيس مايك بنس وجون سوليفان، القائم بأعمال وزير الخارجية، على ان يحضرا بعد ذلك حفلا في مقبرة أرلينغتون العسكرية.
وفي المساء، ستجمع وليمة فخمة على شرف ماكرون الكثير من المدعوين إلى البيت الابيض الذي تم تزيينه لهذه المناسبة بغابة من فروع ازهار شجر الكرز.
ويتم التركيز اعلاميا بشكل واسع النطاق على قائمة الطعام والاطباق المتنوعة.
وتخلل اليوم الثاني من الزيارة الرئاسية الفرنسية مشهد غريب عندما اقدم ترامب امام الصحافيين الحاضرين في المكتب البيضوي على ازالة قشرة الراس من على كتف ضيفه.
وقال ترامب بينما كان يزيل اثار قشرة الرأس عن سترة ماكرون السوداء اللون «لدينا علاقة مميزة للغاية فضلا عن انني سأزيل هذه القشرة القليلة».
وأضاف مبتسما «يجب أن تكون خالية من العيوب» في ما بدا الاحراج على ماكرون واضح