x

«نيويورك تايمز»: الحكام العرب يفضلون القتال على التنحي.. ومصير «مبارك» يرعبهم

الخميس 28-04-2011 20:49 | كتب: ملكة بدر |

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، الخميس، إن الحكام العرب الذين يواجهون الآن ثورات شعبية ويعيشون في ورطة منذ فترة أثبتوا أنهم يفضلون الرصاص والقتل، أو على الأقل الحبس والاعتقالات، على التنازل عن عروشهم والفرار بجلودهم.

وتوصل تحليل الصحيفة الذي كتبه مدير مكتبها في القاهرة مايكل سلاكمان مع مساعدته منى النجار إلى هذه النتيجة بعد سلسلة الثورات العربية التي بدأت مؤخراً، وضرب مثلا بالرئيس السابق حسني مبارك، الذي تنحى عن السلطة والآن «يواجه ذل التحقيق الجنائي، والمحاكمة، بل ربما السجن في النهاية».

مرحلة التنحي انتهت

ونقلت الصحيفة عن محللين إقليميين قولهم إن الحكام الذين قرروا البقاء في السلطة واستخدام العنف حتى النهاية، كالرئيس اليمني علي عبد الله صالح مثلا، استطاعوا استعادة بعض من قوتهم للتفاوض حول حصانتهم إذا تنحوا عن مناصبهم.

ورجح مصطفى علاني، المحلل بمركز الخليج للدراسات بدبي، ألا تتكرر حالة مبارك الذي تخلى عن الحكم، موضحاً «لقد انتهت هذه المرحلة، فالحكام العرب لن يهربوا أو يتنحوا، بل سيحاولون المقاومة حتى النهاية».

وأضاف أن موجة الاحتجاجات التي غزت العالم العربي، كانت في البداية احتجاجات شعبية ثم تحولت إلى مواجهات دامية خاصة في ليبيا وسوريا واليمن، وأصبح لها قادة مستعدون بالأسلحة، وهم على أتم قناعة بأن الصمود هو الطريق الوحيد للنصر، مشيراً إلى أن الوضع أصبح اختبارا لقوة الإرادة، لكنه خلف آلاف القتلى وفتح صفحة مظلمة فيما كان يسمى سابقا «الربيع العربي».

سيناريوهات الثورات

وتحاول كل الأطراف الاستفادة من الدروس السابقة لأولى الاحتجاجات العربية المطالبة بالتغيير. فقد توصل الحكام لمعادلة تتكون من ثلاثة عناصر: تقديم تنازلات قليلة، اختراع سيناريو يلقي باللوم على طرف ثالث كدولة معادية أو تنظيم القاعدة مثلا، وأخيرا استخدام قوات الأمن التي لا تتورع عن اتخاذ أي إجراءات ضرورية، حتى لو كان ذلك معناه إطلاق الرصاص وقتل الناس لإخلاء الشوارع.

وتشير الصحيفة إلى حالة البحرين كمثال، موضحة كيف حاول المسؤولون استخدام كل الوسائل السابقة، وأكدوا أن المحتجين هم من بدأوا بالعنف أولا، في الوقت الذي تفرض فيه الحكومة الكثير من الأحكام العرفية على معظم السكان.

وتساءلت «هل يمكن أن تستمر حملات القمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يستمر استخدام العنف في قمع الاحتجاجات؟»، مضيفة أن إجابة هذه الأسئلة غير معروفة، لكن بعض المحللين يؤكدون أنه ليس بالضرورة أن يفوز الحاكم في النهاية بعد أن يحول بلاده إلى حمام دم.

وأضافت أن بعض أساليب القمع والعنف يمكن أن تنجح، كما حدث في البحرين التي قسمت فيها المملكة ظهر الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت، بسبب أن عدد السكان قليل جدا مما يسهل التحكم فيه، كما أن الولايات المتحدة لم تساند المحتجين وأدارت ظهرها لهم، من أجل مصالحها مع السلطات البحرينية، حيث يوجد الأسطول الأمريكي البحري الخامس في البحرين. ومن جانبها، ساعدت المملكة السعودية على قمع الاحتجاجات، بعد أن أرسلت إلى البحرين دباباتها.

ونقلت عن عبد الرحمن بارمان، المحامي الحقوقي، أن الرئيس اليمني كان على وشك التنحي، لكنه الآن عاد للقتال من أجل منصبه، وسيفعل أي شيء كي لا ينتهي به المصير كما انتهى بمبارك، مشيرا إلى أن ما حدث في مصر من وضع الرئيس السابق ورجال نظامه السياسي خلف القضبان منح الأمل والعزيمة للكثير من الشعوب العربية، على الأقل أصبح اليمنيون يطالبون بمحاكمة رئيسهم بتهم الفساد وجرائمه ضد اليمنيين، بدلا من مجرد تنحيه.

من ناحية أخرى، يضيف تحليل سلاكمان ومنى، أنه لولا الضغط الشعبي على المجلس العسكري في مصر، ما كان مبارك سيحاكم هو أو رجاله، بينما شدد مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة على أنه إذا كان المصريون قد أسقطوا «الفرعون» وسيحاكمونه، فإن أي حاكم آخر عرضة لنفس المصير.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية