تصدرت الأحداث الأخيرة خطب الجمعة بمعظم مساجد المحافظات، واختلف الخطباء فى الدعوة إلى تأييد المتظاهرين بميدان التحرير، أو إلى الحفاظ على وحدة الصف وتأييد المجلس العسكرى، واتفقوا جميعاً على الدعوة لحقن دماء المصريين.
ففى قنا، حذر خطيب الجمعة بمسجد خيرى، من الفتنة التى تشق الصفوف وتهدد الاستقرار وتؤثر على الأمن العام، وطالب بوحدة الصف وتوحيد الأفكار والتعاون بين كل فئات المجتمع، حتى نجتاز هذا التحول التاريخى فى حياة مصر لبناء مستقبل جديد بعيداً عن التنافر الذى يؤدى إلى تشتيت الأمة، وطالب الجميع بأن يتعلموا من دروس حادث الهجرة التى أرست قواعد الدولة من خلال الصبر والمثابرة وإنكار الذات.
وفى بنى سويف، سيطر دعاء خطبة الجمعة بمساجد المحافظة على عودة الهدوء إلى مصر وحقن الدماء التى تسيل بين شهداء وجرحى، وسادت حالة موحدة داخل المحافظة بعنوان «مساجد بنى سويف تقنط من أجل سلامة مصر وعودة الهدوء للبلاد».
وتحدث الشيخ سيد عبود، وكيل وزارة الأوقاف، خلال خطبة الجمعة، عن ضرورة حقن الدماء بين المسلمين كما علمنا النبى صلى الله عليه وسلم فى خطبة الوداع «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام»، وما يحدث فى التحرير يهدد البلاد بالدخول فى خطر لأن الفترة الحالية تحتاج إلى الهدوء وضبط النفس ونبذ أى خلاف.
وقال «عبود» لـ«المصرى اليوم» إن المديرية حريصة على أن يكون الأئمة مواكبين لما يدور حولهم، وأن تكون الخطبة مسايرة للأحداث حتى يبينوا للناس الطريق الصحيح من الخطأ فى ظل تعدد المنابر التى تشتت عقول الناس عندما تتضارب الآراء فيما بينهم وتدخل المصالح الشخصية فى هذا الوقت فإن على إمام المسجد أن يبين للناس الحقيقة، وخطبة الجمعة هى أنسب وقت يجتمع فيه المسلمون لتوصيل الرسالة لأكبر عدد منهم.
وفى جنوب سيناء، طالب خطباء الجمعة بالوحدة والتوحد على قلب رجل واحد وقتل أى فتن من شأنها إثارة الشغب والرعب فى البلاد، وانتقدوا ما فعلته قوات الشرطة مع المتظاهرين، مؤكدين أن ما حدث تصفية حسابات وانتقام وليس دفاعاً عن ممتلكات وكان الأحرى بالشرطة أن تقف لحماية الثوار والثورة من المخربين والبلطجية الذين يقذفون المولوتوف.
وفى نهاية خطبته، بمسجد المنشية بطور سيناء، دعيا الخطيب المصلين لأداء ركعتين صلاة الحاجة والدعاء لمصر بتثبيتها والحفاظ على الأمن والأمان بها وأن يجعلها بلد أمن ورخاء، وعقب الصلاة خرج العشرات من أبناء المدينة لأول مرة فى مظاهرة سلمية أمام ديوان عام المحافظة للتضامن مع ثوار التحرير ومطالبهم، وعلقوا لافتات تدين قتل المتظاهرين وتطالب المجلس العسكرى بتسليم السلطة.
وتكرر نفس المشهد فى مسجد المصطفى بشرم الشيخ الذى يضم آلاف المصلين وتجمع المئات وهتفوا ضد العمليات الوحشية ضد الثوار وطالبوا العسكرى بالتنحى، على أن يتولى قضية الأمن الداخلى والخارجى وتظاهر العشرات أمام مجلس المدينة من حركة 6 أبريل وائتلاف الثورة وبعض الأحزاب ورددوا هتافات «يا مشير بينا وبينك دم وتار».