x

«المصري اليوم» تنشر خطة «داخلية العادلي» لمواجهة مظاهرات «25 يناير»

الخميس 28-04-2011 17:09 | كتب: أحمد شلبي |

كشفت تحقيقات النيابة العامة فى قضية قتل المتظاهرين بالقليوبية عن تفاصيل مثيرة، تضمنت الخطة التى أعدتها وزارة الداخلية آنذاك، لفض ما وصفته بالمظاهرات وأعمال الشغب، التى اندلعت خلال ثورة 25 يناير، وتنشر «المصرى اليوم» نصها فيما يلى:

تستمد الشرطة سلطاتها فى المدخل لفض الشغب من وظيفتها التى تقوم أساساً على حماية الأمن العام، حيث تقوم الشرطة بمواجهة الشغب من خلال تنفيذها المواد القانونية والقرارات التى تجرم الشغب.

وقد حصر القانون 102 لسنة 1971 حق الشرطة فى استعمال السلاح على الأحوال التى أوردها على سبيل الحصر فى المادة الخامسة منه، وذلك بعد إنذار المتجمهرين بالتفرق، حيث يصدر أمر استعمال السلاح فى هذه الحالة من رئيس يجب طاعته، ويراعى فى جميع الأحوال أن يكون إطلاق النيران هو الوسيلة الوحيدة للتعامل مع الموقف، حيث يبدأ رجال الشرطة بتوجيه الإنذار باستعمال النيران.

وقد نظم القرار الوزارى رقم 56 لسنة 1964 الصادر بشأن تنظيم استعمال الأسلحة النارية كيفية توجيه الإنذار والخطوات التى يجب الالتزام بها، وهى أن يوجه رئيس القوة الإنذار للمتجمهرين أو المتظاهرين، ويأمرهم فيه بالانصراف خلال مدة مناسبة مبيناً لهم الطرق التى ينبغى عليهم سلوكها أثناء تحركهم ويراعى أن يكون الإنذار بصوت مسموع وبوسيلة تكفل وصولها إلى أسماعهم وأن ييسر للمتظاهرين وسائل التفرقة خلال المدة المحددة لذلك. وإذا امتنع المتجمهرون أو المتظاهرون عن التفرق رغم إنذارهم، وعند انقضاء المدة المحددة لهم فى الإنذار، يتم تفريقهم باستخدام العصى أو الغازات المسيلة للدموع كلما كان ذلك ممكناً.

وإذا لم تجد العصى والغازات المسيلة للدموع لتفريق المتجمهرين أو المتظاهرين يوجه إليهم الإنذار بإطلاق الخرطوش عليهم بشرط الالتزام بالقواعد الآتية: أن يصدر الأمر بإطلاق الرش من الضابط المسؤول، وأن يكون إطلاق الرش متقطعاً لإتاحة الفرصة للمتظاهرين بالتفرق مع مراعاة الحيطة التامة عند إطلاق الرش حتى لا يصاب أحد من الأبرياء، ويكون التصويب على الساقين كلما أمكن ذلك، وفى الأراضى الهشة يكون الضرب مباشراً على الساقين، وفى الأراضى الصلبة يكون الضرب قبل المتظاهرين بمسافة 5 أمتار تقريباً «الضرب بالسكترمة».

وإذا لم يجد استخدام الخرطوش تستخدم الأسلحة النارية ذات الرصاص ثم الأسلحة النارية سريعة الطلقات، وذلك فى الحالات التى حددها القانون على سبيل الحصر.

ونظراً لخطورة الشغب على الدولة فى جميع مرافقها وآثاره الاجتماعية والمادية، فقد كان لزاماً على الشرطة أن تعد القوات المدربة والمجهزة لفض الشغب لمواجهة احتمالاته.

ولمواجهة فض الشغب مواجهة ناجحة وللقضاء عليه، سواء كان مظاهرات أو اعتصامات، يجب أن تتوافر مجموعة من البيانات اللازمة لعمل خطة المواجهة والردع، وحتى يمكن لقوات الشرطة أن تصل لنتائج إيجابية فى أقل وقت، ولما كانت خطط مواجهة الشغب تختلف باختلاف الظروف إذ لا يمكن أن يصلح تطبيق خطة معينة على جميع المواقف فى جميع الظروف وكل الأوقات.

لذلك فإننا سنقوم بسرد بعض النقاط المهمة التى يجب مراعاتها عند وضع الخطة اللازمة لمواجهة الشغب، ومنها ضرورة إجراء دراسة ميدانية لكل الأماكن والمواقع التى تمثل أهمية خاصة من حيث التجمعات الطلابية أو العمالية، التى يحتمل حدوث الشغب فيها، ومعرفة جغرافية المكان وطبيعة المنطقة المحيطة بمكان حدوث الشغب، ومعرفة كيفية الوصول إلى مكان الشغب والمداخل الرئيسية والفرعية مع ضرورة عمل الخرائط والرسوم التوضيحية للاستعانة بها عند الضرورة، وجمع المعلومات الكافية عن حجم المظاهرة وأعداد المشتركين فيها ونوعيتهم، ومعرفة الأسباب التى أدت إلى قيام المظاهرة والهدف منها، ومعرفة طبيعة الشغب وهل هو يقتصر على الهتافات المعادية أم تطور إلى التخريب والسلب والنهب.

وتحديد مدى حساسية الأماكن المحيطة بمكان التظاهر، وتحديد انسب الطرق لوصول القوات إلى مسرح العمليات وأنسب الأماكن لإنزال القوات وتمركزها والأماكن البديلة.

وتقسيم القوات وتحديد مهامها مع الأخذ فى الاعتبار أن أقل قوة للمواجهة هى السرية «تشكيل» وليست الفصيلة وتحديد القيادات المشرفة على القوات. وتضمنت الخطة كيفية تكوين عناصر قوات فض الشغب، حيث يجب أن تقسم القوات وتحدد مهامها، وعادة ما تقسم القوات إلى ثلاثة عناصر واجبها الأساسى مواجهة أحداث الشغب داخل نطاق محدد جغرافيا، ويشترط فى مواقع التمركز الابتدائى: أن تتيح السيطرة ويسهل التحرك منها إلى موقع الأحداث وأن تحقق مرونة التحرك فى جميع الاتجاهات، وأن تحقق الأمن والسرية والاتصال الجيد.

أما بشأن «قوات العزل» فيقصد بها القوات التى تشكل الخط الثانى للمواجهة حيث تتولى عزل جموع المتظاهرين ومنعهم من الخروج من منطقتهم إلى منطقة أخرى، وقد تستدعى ظروف المظاهرة ضرورة تصدى هذه القوات لها لدفعها إلى داخل نطاق محدد.

أما قوات الاحتياطى الاستراتيجى، وهى القوات التى تتمركز بمكان محدد قريب من مسرح العمليات، فمهمتها تعزيز قوات المواجهة أو العزل بناء على ما تسفر عنه المعلومات عند التعامل الفعلى.

وفيما يتعلق بالقواعد الواجب مراعاتها عند تدريب قوات فض الشغب يراعى الاختيار الجيد لمجندى قوات فض الشغب من حيث السلامة البدنية واللياقة الصحية واستبعاد غير اللائقين منهم.

ويراعى تدريب مجندى قوات فض الشغب على اللياقة البدنية والاشتباك والدفاع عن النفس والوصول بهم إلى مرحلة متقدمة من التدريب.

ويراعى تثبيت المجندين بفصائل فض الشغب حتى يتاح وجود جو من الألفة والحب بين الأفراد بالفصيلة، حتى يتعرف كل فرد على الآخر.

ومراعاة التدريب الفنى والفنى التكتيكى الجيد على أسلحة فض الشغب.. والتدريب على إشارات أوامر التعامل واستخدام الأسلحة المختلفة. ومراعاة مداومة الكشف السياسى والجنائى على الأفراد العاملين بفصائل فض الشغب وذلك بصفة دورية.

ومحاولة إيجاد رابطة من الحب والتآلف بين قادة الفصائل وقوات الفض عن طريق التعايش المستمر بينهم ومحاولة تثبيت هؤلاء القادة.

ويكون التدريب دائماً بالخطوة السريعة عند أدائه على تشكيلات فض الشغب، وذلك لاكتساب أكبر قدر ممكن من اللياقة البدنية وقوة التحمل المطلوبة فى العمليات.

والتنبيه بعدم تفتيت تشكيلات قمع الشغب، والعمل بصفة دائمة على وحدة التشكيل وتشغيله فى الغرض المخصص له، وأن يكون من «دفع تجنيدى واحد»، وعمل كشف للتشكيل مثبت فيه أسماء مجندى كل تشكيل، خاصة أطقم التسليح والأطقم الاحتياطية.

والعمل بقدر الإمكان على تثبيت قيادات التشكيل مع تشكيلاتهم (ضباط- أمناء) حتى يكون هناك تآلف بين القوات وقادتها أثناء العمليات.

والتركيز على عمل البيانات العملية بإدارات قوات الأمن على أعمال قمع الشغب (فض مظاهرات- فض اعتصام)، وذلك لنقل الواقع العملى لأرض الطابور. والارتقاء بالأداء التدريبى للمجندين، وذلك بالاهتمام بالتدريب التنشيطى على أعمال قمع الشغب، خاصة التدريب الفنى والفنى التكتيكى على أسلحة فض الشغب والتدريب على إشارات وأوامر التعامل واستخدام الأسلحة المختلفة، وأن يكون أقصى مدة لتعمير وتجهيز أسلحة الرش والغاز 5 ثوان. وأن يكون أقصى مدة لخروج التشكيلات من الثكنات هى 10 دقائق من لحظة وصول الاستدعاء.

وهناك اعتبارات واجب مراعاتها عند الوصول لمكان التعامل والمواجهة، حيث إنه بمجرد وصول القوات إلى مكان التظاهر ينبغى أن يتم تأمين السيارات بوضعها فى مكان مأمون بعيد عن المتظاهرين.

وتأمين جميع الأماكن الحساسة الموجودة بمسرح العمليات من سفارات ومصالح حكومية ومحال تجارية، وذلك بوضع السدادات أو الحواجز أو بعمل كردونات من القوات.

وعلى القوات أن تحتل مواقعها الابتدائية على مسافات غير قريبة من المتظاهرين وألا تظهر فى تشكيلات التعامل إلا عندما تكون على وشك التعامل حتى لا تفقد هيبتها فى نفس الوقت الذى يتم فيه مخاطبة المتظاهرين ومحاولة إقناعهم بالانصراف لخطورة الموقف وتأثيره على الأمن العام.

ويراعى أن يتم المحافظة على المسافة على ألا تقل عن 50 متراً بين القوات والمتظاهرين بصفة دائمة، وذلك حتى لا تكون القوات فى متناول المتظاهرين، وإذا اضطرت الظروف وقلت المسافة عن ذلك يتم استخدام قنابل الغاز المزودة بجهاز إشعال أو استخدام طلقات الفيدرال (البودرة- النفاثة) ويراعى حساب اتجاه الريح.

وإذا لم يستجب المتظاهرون لمحاولات صرفهم يتم توجيه الإنذار لهم شاملاً الشروط السابق ذكرها مع إعداد القوات بالتشكيل المناسب للمواجهة بحزم وضرورة تأمين الاتصالات للربط بين القوات وغرفة العمليات الرئيسية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية