ساعات قليلة تفصلنا عن معرفة هوية الفائز بجائزة اللاعب الأفضل في الدوري الإنجليزي الممتاز «بريميرليج» لموسم 2017/2018، وهي الجائزة التي تمنح من رابطة اللاعبين المحترفين، ومرشح لها 6 لاعبين على رأسهم النجم المصري محمد صلاح، جناح نادي ليفربول.
ويتنافس مع «صلاح»، كل من صانع ألعاب مانشستر سيتي، كيفن دي بروين، كذلك هداف توتنهام، هاري كين، وحارس مرمى مانشستر يونايتد، ديفيد دي خيا، بالإضافة لثنائي مانشستر سيتي ديفيد سيلفا وليروي ساني.
وتتجه المؤشرات إلى انحصار هوية الفائز بهذه الجائزة بين صلاح ودي بروين، وهي المنافسة بين هداف الدوري الحالي وأفضل صانع ألعاب في الدوري، وإن كانت الكفة تميل بعض الشيء لصالح محمد صلاح، لعدة أسباب نستعرضها في السياق التالي..
1- معدل تهديفي غير مسبوق
براعة صلاح هذا الموسم تتجلى في سجله التهديفي المُذهل. بعدما وصل إلى 31 هدفًا في البريميرليج هذا الموسم، ومع تبقي 3 جولات على النهاية، وهو سجل لم يتحقق في عهد المسابقة في نظام الـ20 فريق (بداية من موسم 1995/1996)، سوى في 3 مناسبات سابقة، أولها كان في موسم 1996/1997 عن طريق المهاجم الإنجليزي الأسطوري ألان شيرر، ثم في موسم 2007/2008 عن طريق البرتغالي كريستيانو رونالدو، وأخيرًا في موسم 2013/2014 عن طريق مهاجم ليفربول لويس سواريز، ومتبقي أمام صلاح 3 مباريات لصنع رقم قياسي تهديفي باسمه، ليضمه إلى أرقامه القياسية العديدة هذا الموسم، وأبرزها كونه أفضل هداف أفريقي في موسم واحد، محطمًا رقم دروجبا السابق في موسم 2009/2010 بـ29 هدفًا، وأفضل هداف أعسر في تاريخ المسابقة برصيد 24 هدف بالقدم اليسرى، محطمًا رقم روبي فاولر السابق في موسم 1994/1995 بـ19 هدفًا.
وتقسمت أهداف صلاح على 23 مباراة مختلفة في البطولة، وهو أمر يعكس مدى ثبات مستوى النجم المصري، الذي لم يعاني من جفاف تهديفي لأبعد من مباراتين متتاليتين فقط في الدوري هذا الموسم.
صلاح حطم الرقم القياسي للتسجيل في عدد مختلف من المباريات، بوصوله إلى التسجيل في 23 مباراة مختلفة، وهو رقم غير مسبوق في المسابقة، وحطم به الرقم السابق المدون باسم البرتغالي كريستيانو رونالدو في موسم 2007/2008 (سجل في 21 مباراة مختلفة)، مع العلم أن أمام صلاح 3 مباريات لزيادة هذا الرقم.
2- قدرات تهديفية تتفوق على فريق بأكمله
من اللافت في سجل صلاح الكبير هذا الموسم هو أنه يتفوق على السجل التهديفي لبعض الفرق هذا الموسم، فهناك 3 فرق سجلت أقل من صلاح هذا الموسم حتى اللحظة (سوانزي سيتي «27» – هيدرسفيلد تاون «27» – ويست بروميتش ألبيون «29»)، بينما يتساوى رصيد أهداف النجم المصري مع فريق ستوك سيتي «31 هدفًا»، ويبعد صلاح عن فريق برايتون بأكمله بهدف واحد فقط. ليكون أمام النجم المصري فرصة تحقيق رقم قياسي لم يتحقق في تاريخ الدرجة العليا من الكرة الإنجليزية بالتفوق تهديفيًا على أكثر من فريق.
3- مساهمات تهديفية
لم يكتفي صلاح بتسجيل 31 هدفًا فقط مع ليفربول في البريميرليج هذا الموسم، بل نجح كذلك في صناعة 9 أهداف لزملائه ليكون ساهم في تسجيل 40 هدفًا في الدوري حتى الآن، وهو رقم لم يحققه أي لاعب أخر في المسابقة هذا الموسم سوى النجم المصري.
ويعكس هذا الرقم مدى أهمية صلاح لليفربول، لأنه يمثل 50% من إجمالي أهداف ليفربول في الدوري هذا الموسم (80)، ويتضح دور صلاح الكبير للفريق الذي لا يتوقف على التسجيل فقط، ولكن مساندة زملائه ومساعدتهم على التسجيل أيضًا.
وبالمقارنة بمطارديه على لقب الهداف، فإن صلاح يتفوق بفارق كبير عن مطارديه من ناحية صناعة الأهداف، فهاري كين (أقرب ملاحقيه – 26 هدف) صنع هدفين فقط هذا الموسم، سيرجيو أجويرو (21 هدف) صنع 6 أهداف، وجيمي فاردي (هداف ليستر سيتي بـ17 هدف) صنع هدف وحيد فقط.
4- التفوق على أساطير المسابقة
أن تفوز بجائزة لاعب الشهر في مناسبة واحدة فهذا أمر جيد. أو مناسبتين، فذلك أمر رائع، لكن أن تنالها 3 مرات، فهذا غير مسبوق، وهو ما حققه نجمنا المصري، بعدما قام بشئ عجز عنه أساطير المسابقة مثل ألان شيرر، تييري هنري، فرانك لامبارد، ستيفن جيرارد وكريستيانو رونالدو وغيرهم، عندما توج صلاح هذا الموسم بجائزة لاعب الشهر في 3 مناسبات مختلفة، وهو سجل غير مسبوق للاعب في موسم واحد من البريميرليج، وهي كذلك جائزة لا تعتمد على التصويت لتوضح أن أداء وتألق النجم المصري هو من أدى إلى وصوله لهذا الشرف الرفيع في تاريخ واحدة من أكبر المسابقات الأوروبية.