x

غنائم سوريا

الأربعاء 18-04-2018 02:31 | كتب: اخبار |
خدمة شكاوى المواطنين  - صورة أرشيفية خدمة شكاوى المواطنين - صورة أرشيفية تصوير : بوابة الاخبار

أكثر من مائة صاروخ قصفت سوريا فجر السبت الماضى، من التحالف الثلاثى الأمريكى البريطانى والفرنسى، استهدفت مبانىَ خالية من البشر والمُعدات دون سقوط قتيل واحد. فى عرض عسكرى دعائى خلا من المفاجئة. وكانت خسائر الجانب السورى أقل كثيراً من تكلفة هذه الصواريخ (الجميلة والذكية الجديدة).

والحقيقة أن قوات التحالف، التى أعلنت عن إنجاز المهمة بنجاح كبير، قد أقرت بوضوح ضمنياً، بقبول فكرة بقاء الرئيس السورى بشار الأسد فى الحكم، بعد أن خرجت القصور الرئاسية، وعناصر قوة النظام العسكرية والمراكز الاستخباراتية من إحداثيات الضرب فى هذه العملية ذات الأهداف السياسية والإعلامية، المتمثلة فى إعادة ترتيب الأدوار من جديد، رداً على الاستيلاء الروسى الطويل على البطولة منفرداً، وبعد ظهور الغاز الكثيف المخزن على شواطئ سوريا.

أما الرئيس الروسى، فقد أصبح فى حرج بالغ، وفى احتياج شديد لاستعادة هيبتة، بعد توعده بأى هجوم ينال من حليفة السورى (ولو كان رمزياً). لكنة حتى الآن يقف مكتوف الأيدى، لم يستطع إلا طلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، كأى خصم ضعيف بعد أن وصف الهجوم بأنه انتهاك للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة. وحتى المواجهة الدبلوماسية هذه خسرها، بعد رفض إدانة هذه الضربات، التى أصابت كبرياء بوتين وأهانته شخصيا حسب تعبير السفير الروسى بواشنطن. وأخيرا لا يجب اعتبار ضربات التحالف الثلاثى ثأراً للأطفال السوريين، فهم يُقتلون من جميع الأطراف بالبراميل المتفجرة والرصاص والجوع حتى الموت. فهل تحرك الكبار خلافاً على طريقة القتل فقط؟ وهل يقدم المجتمع الدولى للسوريين الدعم والغذاء ورعاية اللاجئين، أم أنه لا يمكن تقديم شىء غير صواريخ نراها، تهدف لإطالة أمد الحرب فى سوريا، لحين اقتسام غنائم الغاز.

أحمد صالح- موظف بوزارة السياحة

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية