أعلن التليفزيون السورى، أمس، أن خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية دخلوا مدينة دوما، للتحقيق فى هجوم مزعوم بالسلاح الكيماوى اتهمت دول الغرب سوريا بتنفيذه، وهو ما نفته كل من دمشق وموسكو، وكان سببا فى تعرض عدة مواقع عسكرية سورية ومراكز أبحاث لعدوان ثلاثى بالصواريخ شنته بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا، فى الوقت الذى يتأهب فيه الجيش السورى لتحرير مخيم اليرموك قرب العاصمة دمشق من مسلحى «داعش».
وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» دخول لجنة تقصى الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مدينة دوما للتحقيق فى هجوم مفترض بالسلاح الكيماوى، ويأتى ذلك بينما أعربت باريس وواشنطن عن خشيتهما من العبث بالأدلة فى المدينة حيث تنتشر شرطة عسكرية روسية وسورية، وأبدت وزارة الخارجية الفرنسية تخوفها وقالت إنه «من المحتمل للغاية أن تختفى أدلة وعناصر أساسية» من مكان الحادث، بعد ساعات من تحذير مندوب الولايات المتحدة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية من أن يكون الروس قد «عبثوا» بالموقع، فيما نفت موسكو تلك الاتهامات، وأكدت أنه يتم تمهيد الطريق لبعثة التحقيق لممارسة عملها فى دوما، ويهدف عمل البعثة إلى تحديد ما إذا كان تم استخدام مواد كيميائية، ولا يقع على عاتقها تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم.
وفى الوقت نفسه، أعلن الإعلام الرسمى السورى التوصل إلى اتفاق جديد لإخراج مقاتلين معارضين من مدينة الضمير التى كانت تُعد منطقة «مصالحة» تحت سيطرة فصيل جيش الإسلام قرب دمشق، وقالت «سانا» إنه تم التوصل إلى اتفاق بين الحكومة السورية وفصيل جيش الإسلام فى مدينة الضمير فى القلمون الشرقى ينص على «خروج حوالى 1000 إرهابى» إلى منطقة جرابلس الواقعة تحت سيطرة فصائل موالية لأنقرة فى شمال البلاد. وبدأ جيش الإسلام تسليم السلاح الثقيل والمتوسط بموجب الاتفاق، ويأتى الإعلان عن هذا الاتفاق بعد أيام من سيطرة الجيش السورى بالكامل على الغوطة الشرقية، إثر إجلاء آلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين منها إلى مناطق الشمال السورى، وآخرهم مقاتلو جيش الإسلام من دوما.
وقال مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان رامى عبدالرحمن إن «قوات النظام، وبعد سيطرتها على كامل الغوطة الشرقية، تريد التخلص من كل المقاتلين المعارضين فى محيط العاصمة لضمان أمنها، وتسقط بذلك المصالحات لتحل مكانها اتفاقات إجلاء».
وتدور مفاوضات حالياً- وفق المرصد- حول بلدات أخرى مجاورة فى القلمون الشرقى، بينها الناصرية وجيرود، وأخرى فى جنوب دمشق هى يلدا وبيت سحم وببيلا، وتسعى القوات الحكومية لضمان أمن دمشق عبر إخراج المقاتلين المعارضين من مناطق «المصالحات»، كما تستعد لشن هجوم وشيك على الأحياء التى لا تزال تحت سيطرة تنظيم «داعش» فى مخيم «اليرموك» للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة، واستهدفت قوات النظام السورى المخيم بعشرات القذائف والصواريخ، كما قصفت حى الحجر الأسود المحاذى له، ورد «داعش» بإطلاق قذائف على مناطق بدمشق أسفرت عن مقتل طفل.
وتعهد رئيسا تركيا وإيران بالمضى قدماً فى تحالفهما بجانب روسيا فى سوريا، وقال مصدر فى الرئاسة التركية بعد اتصال هاتفى بين الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ونظيره الإيرانى حسن روحانى إن «الرئيسين شددا على أهمية مواصلة الجهود المشتركة التى تبذلها تركيا وإيران وروسيا لحماية وحدة أراضى سوريا والتوصل إلى حل سلمى دائم للأزمة»، كما أعربت روسيا وألمانيا عن استعدادهما لدعم استئناف الجهود الدبلوماسية لتحقيق التسوية السورية.
فى الوقت الذى تواصلت فيه الاحتجاجات فى بريطانيا وعدة مدن وعواصم تندد بالعدوان الثلاثى على سوريا، تظاهر مئات من الدروز السوريين فى بلدة عين قينيا، أمس، فى الجولان السورى المحتل فى ذكرى جلاء الجيش الفرنسى عن سوريا رافعين الأعلام السورية وصور الأسد، ورددوا هتافات مناهضة لإسرائيل ومؤيدة للأسد، من بينها «يسقط الاحتلال»، و«الله يحمى سوريا»،
وسحبت دمشق، أمس، تقارير حول اعتداء صاروخى على أراضيها بعد ساعات من تأكيد الإعلام الرسمى أن الدفاعات الجوية السورية تصدت لـ«عدوان» خارجى وأسقطت عددًا من الصواريخ على قاعدتين عسكريتين فى حمص، وفى منطقة القلمون الشرقى قرب دمشق. وقال مصدر سورى إن «إنذاراً خاطئاً باختراق الأجواء أدى إلى إطلاق صافرات الدفاع الجوى وعدد من الصواريخ، ولم يكن هناك أى اعتداء خارجى على سوريا، وسارعت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إلى تأكيد أن قواتها لا تقوم بأى عمليات عسكرية فى حمص.