قالت عبير بسيوني، سفيرة مصر لدى بوجومبورا، إن زيارة وزير الخارجية، سامح شكري، إلى بوروندي مخطط لها منذ فترة، نظراً للعلاقات المتميزة والتاريخية بين البلدين، وعلاقة مصر الجيدة بدول حوض النيل، فأول سفارة «أفريقية – عربية» يتم افتتاحها في بوروندي كانت سفارة مصرية، في الثامن من ديسمبر عام 1963، موضحة أن شكري وصل برفقة وفد دبلوماسي رفيع المستوى، وناقش سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والأوضاع في القارة الإفريقية وعلى رأس تلك المباحثات «ملف مياه النيل»، خاصة أن «بوروندي» أول دولة في المنبع الجنوبي لنهر النيل.
وأضافت بسيوني في تصريحات لـ «المصري اليوم»، أن دولة بوروندي تقدم لمصر كافة سبل الدعم في ملف سد النهضة، وموقفها متوافق تماماً مع مصر في هذا الملف، فنحن لسنا ضد مشروعات التنمية في دول حوض النيل، ولكن بشرط ألا تضرر حصة مصر المائية، من حيث «نوعيه المياه، كميتها، وتدفقها» أيضاً، مشيرة إلى أن بوروندي لا تريد إضرار مصر، ولم تقدم على أي خطوة في هذا الاتجاه.
وأكدت سفيرة مصر لدى بوجومبورا، أن بوروندي وقعت على الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل، والشهيرة باسم «اتفاقية عنتيبي»، عام 2011 ولكنها لم يصدق عليها البرلمان البوروندي رسمياً حتى الآن، ومصر ودول حوض النيل ينتظرون استقرار الأوضاع مع «إثيوبيا والسودان»، حتى يتم مراجعة تلك الاتفاقية بحيث تجمع شمل دول المنبع والمصب.
وأشارت إلى أن شكري سوف يفتتح مركزين لعلاج مرضى الكلى في العاصمة «بوجومبورا»، تضم 6 وحدات غسيل كلوي شاملة جميع مستلزماتهم الطبية بتكلفة مالية قدرها 2 مليون جنيه، وذلك في إطار برامج ومشاريع الدعم التي تقدمها «الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية» التابعة لوزارة الخارجية، كما سيتم تدريب العديد من الأطباء بدولة المقر لمدة شهرين متتاليين، بتكلفة نصف مليون جنيه، خاصة أن منظمة الصحة العالمية أعلنتها دولة وباء، نظراً لانتشار وباء «الملاريا»، وتوفى على إثر ذلك المرض الذي سبب الفشل الكلوي، أكثر من 8000 مواطن من أصل 11 مليون مواطن.
وأوضحت بسيوني، أن الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، لديها العديد من المشاريع الصحية في بوروندي، فمصر تقدم أكبر معونة صحية، تتمثل في مستشفى «مصر – بوروندي» تم افتتاحها عام 2007، وتعمل حتى الآن كانت تعمل بكفاءة 20 طبيب مصري، ولكن نظراً لضعف الإمكانيات الاقتصادية، تم تخفيض العدد إلى ثلاثة أطباء فقط يعملون في عدة تخصصات طبية، فضلاً عن قوافل طبية تزور البلد بشكل دوري من الكنيسة المصرية والوكالة أيضاً.
وفي مجال مكافحة الإرهاب، أشارت السفيرة المصرية أن مصر تنسق مع بوروندي في مجال مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الأمنية، نظراً لكفاءة مصر في هذا المجال، ولمشاركة بوروندي بشكل كبير في بعثة منظمة الاتحاد الإفريقي في الصومال، لمكافحة نشاط جماعة شباب المجاهدين بالصومال، وبكل الأسف «مصر تتحمل ضريبة الإرهاب وحدها»، وأشارت إلى أنه أثناء عضوية مصر المؤقتة في مجلس الأمن العام الماضي، ساندت وبشدة دولة بوروندي، ومن ثم الأخيرة تقدر وتثمن مساندة مصر الإقليمية لها.
وعن مجال الاستثمار، قالت بسيوني أن دولة المقر بها شركتين من القطاع الخاص يعملان في مجال الاستيراد والتصدير، كما هناك شركة النصر الحكومية تعمل بنفس المجال أيضاً، ومن ثم المنتجات المصرية متوفرة في السوق البوروندي، وبالرغم من أنه سوق صغير إلا إنه واعد وأي إضافة به تحدث فارق حقيقي، هذا بجانب مشاريع يتم الاتفاق عليها حالياً لشركة المقاولون العرب في الفترة المقبلة، مضيفة أن بوروندي تمر بظروف اقتصادية صعبة، وفي احتياج شديد لتنمية القدرات والكفاءات لديها، كما تتمتع بأنها دولة زراعية بالدرجة الأولى، حيث تمثل 92 % من اقتصادها، وبالرغم من توافر الموارد الطبيعية إلا إنها تحتاج إلى نهضة صناعية وسياحية ضخمة.
الجدير بالذكر أن سامح شكري، وزير الخارجية المصري، بدأ أمس، الثلاثاء، زيارة إلى دولة بوروندي، لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، وقضايا القارة الإفريقية، وفي مقدمتها ملف مياه النيل، وذلك في الوقت الذي تنتظر فيه مصر رداً من دولتي «السودان وإثيوبيا» على دعوتها لعقد جلسة مباحثات جديدة في القاهرة حول ملف سد النهضة.