x

سوء تفاهم بين فرنسا والولايات المتحدة بعد الضربة العسكرية ضد سوريا

الإثنين 16-04-2018 15:48 | كتب: مروان ماهر |
ترامب وماكرون - صورة أرشيفية ترامب وماكرون - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

سوء تفاهم طال فرنسا وأمريكا، حول الضربة العسكرية في فرنسا وبقاء القوات العسكرية الأمريكية، في سوريا من عدمه، وفق ما ذكرت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية.

وأضافت الصحيفة ان مراسلها في سوريا تواصل مع مسؤولين عسكريين أمريكيين وأكدوا له، أن هناك هناك سوء فهم بين باريس وواشنطن، على موضوع الخلاف بين اقناع الرئيس الأرنسي، إيمانويل ماكرون، نطيره الأمريكي، دونالد ترامب، بضرورة بقاء قواته لأطول فترة ممكنة، وبين رد الأخير بأن قراره بالانسحاب سينفذ في أقرب وقت.

وقال ماكرون، مساء أمس، في مقابلة تلفزيونية، مع قناة «بي اف ام تي في» ومجلة «ميديا بارت»،إنه أقنع نظيره الأمريكي بـالبقاء لمدة طويلة في سوريا، بعد أن أعلن ترامب سابقا نيته سحب قوات بلاده من هناك. وأضاف ماكرون أن باريس لم تعلن الحرب على نظام الأسد، برغم مشاركتها في الضربات التي شنت السبت ضد دمشق بل الحرب على المقدرات العسكرية الكيميائية التي اخفتها سوريا عام 2013.

الأمر الذي جعل واشنطن تخرج بتصريح بعدها بعدة ساعات، لتقول ان مهمة أمريكا في سوريا لم تتبدل وان القوات ستعود للوطن في أقرب وقت من سوريا.

ولكن ماكرون خرج اليوم، اثر لقاءه برئيسة الوزراء النيوزلندية، جاسيندا اردرن، وأوضح أن موقف باريس متطابق مع واشنطن، تجاه عملهما العسكري في سوريا، موضحا ان العلم العسكري سينتهي في اليوم الذي يتم فيه انجاز الحرب ضد داعش.

وأوضح ان البيت الأبيض محق حين يذكر بان الالتزام العسكري هو ضد داعش وسينتهي في اليوم الذي يتم فيه انجاز الحرب على داعش. ولفرنسا الموقف نفسه«.

وشنت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا فجر السبت الماضي، ضربات عسكرية مشتركة استهدفت مواقع لانتاج وتخزين الاسلحة الكيميائية تابعة للنظام السوري.

واضاف ماكرون لا اخطىء حين اقول ان الولايات المتحدة، كونها قررت هذا التدخل معنا، ادركت تماما ان مسؤوليتنا تتجاوز مكافحة داعش وانها ايضا مسؤولية انسانية على الارض ومسؤولية تمتد فترة طويلة لبناء السلام.

وتابع الرئيس الفرنسي «قبل عشرة أيام، قال ترامب إنه يريد الانسحاب من سوريا، ولقد أقنعناه بضرورة البقاء هناك لمدة طويلة، إلا أنه أشار إلى أن رغبة باريس في التوصل إلى حل سياسي»شامل«للحرب في سوريا يجمع كل الجهات الفاعلة في الأزمة.

وأكد ماكرون أن الضربة العسكرية الثلاثية جاءت من أجل دفع الرئيس الروسي فيلادمير بوتين والرئيس التركي، رجب طيب أرودغان للحوار من اجل حل الأزمة سياسيا، واقناعهما هما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بأن العملية جاءت لضرب المقدرات الكيميائية فقط دفاعا عن قرار الأمم المتحدة بتسليم دمشق عام 2013 كل الأسلحة الكيميائية وهو ما لم يفعله نظام الأسد.

وقالت صحيفة «لوموند» الفرنسية، إن ماكرون، اكتسب مصداقية الروس، حين حثه للجميع في اليوم التالي للضربة بالتحرك لمجلس الأمن، لحل الجوانب السياسية والعسكرية والانسانية في سوريا، مشيرة إلى أنه يريد تكثيف التوافق بين روسيا وفرنسا في هذا الإطار.

وأشارت الصحيفة أن ماكرون شكر هاتفيا أردوغان خلال تشجيعه للضربة إلا أنه في الوقت ذاته أعرب لأنقرة عن قلقه حول هجوم تركيا على عفرين شمال سوريا.

وقالت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، أن وزير الخارجية الفرنسي، إيف جان لودريان، أعرب عن خيبه امله حتى اللحظة لان موسكو لم تظهر أي علامة على موافقتها على الاقتراحات السياسية والانسانية الفرنسية، مشيرة إلى أن بوتين كما وصفته الصحيفة بأنه العقل المدبر للعبة في سوريا، يخاف ان يظهر علامة ضعفه في دعمه لنظام الأسد بعد الضربات.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية