أكد القادة والرؤساء والملوك والأمراء العرب على الترحيب بجهود الحكومة السودانية الحثيثة الرامية إلى تعزيز السلم والأمن والاستقرار في ربوع البلاد، بما في ذلك المساعي المبذولة لإنقاذ مخرجات الحوار الوطني الذي عقد تحت شعار «سودان يسع الجميع».
وأشاد القادة العرب، في قرار بشأن «دعم السلام والتنمية في جمهورية السودان»، الصادر مساء الأحد في ختام أعمال القمة العربية العادية ال29 «قمة القدس» التي عقدت بالظهران في المملكة العربية السعودية، بإعلان الحكومة السودانية تمديد وقف إطلاق النار في جنوب كردفان والنيل الأزرق، كما أشادوا بمبادرة جمع السلاح في ولايات السودان المختلفة التي أيدتها الأمم المتحدة باعتبار أنها قد عززت فعليا استقرار الأوضاع في دارفور، لتعزيز الأمن والسلام والاستقرار في جميع أنحاء البلاد.
ورحب القادة العرب باستئناف التفاوض بين الحكومة السودانية والحركات السودانية المسلحة حول السلام في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق برعاية الاتحاد الإفريقي، مثمنين إعلان حكومة السودان تمديد وقف إطلاق النار ووقف العدائيات، وجهودها من أجل تهيئة المناخ للتفاوض وتحقيق السلام والأمن والاستقرار.
كما رحبوا بقرار الإدارة الأمريكية الصادرة في الثاني عشر من أكتوبر 2017 والقاضي بالرفع الكامل والنهائي للعقوبات الاقتصادية الجائرة التي فرضت على السودان منذ العام 1997، مقدمين الشكر والتقدير للجامعة العربية ولدولها الأعضاء التي أسهمت في رفع العقوبات، وكذلك تقدير الجهود التي بذلت من جميع الدول الشقيقة والصديقة والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي والمنظمات الإقليمية والدولية في هذا الشأن.
وأكد القادة العرب دعمهم جهود الحكومة السودانية الرامية إلى رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، خاصة في ظل الإشادة العلنية والمتكررة للإدارة الأمريكية بجهود الحكومة السودانية وتعاونها التام في مجال مكافحة الإرهاب والتي تضمنها القرار الأمريكي الذي بموجبه تم رفع العقوبات.
ورحبوا بمبادرة وخطة عمل البرلمان العربي المعتمدة في جلسته في ديسمبر 2017، لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مناشدين الأمانة العامة للجامعة العربية والجهات العربية المعنية بتقديم أشكال الدعم اللازم للبرلمان العربي، وتمكينه من التحرك على جميع الأصعدة لتنفيذ خطته.
وأكدوا على استمرار الدعم والمساندة لرؤية حكومة السودان حول إنفاذ استراتيجية خروج بعثة الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة الهجين في دارفور «يوناميد»، مرحبين بنجاح المرحلة الأولى من تخفيض «يوناميد»، كما رحبوا بنجاح المرحلة الأولى من تخفيض يوناميد والتي شملت 44 % من حجم البعثة، والثناء على التعاون الكامل الذي أبدته حكومة السودان أثناء إجراءات سحب القوات والأفراد، وحث جميع الأطراف على مواصلة التعاون في تنفيذ المرحلة الثانية من تخفيض البعثة بحسب مقتضى قرار مجلس الأمن رقم 2363 الصادر في 29 يونيو 2017.
وشدد القادة العرب على دعم جهود الحكومة السودانية الهادفة إلى إعفاء ديونها الخارجية وإلى سرعة استفادة السودان من مبادرة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي الخاصة بتخفيف أعباء الدول الفقيرة المثقلة بالديون، مطالبين مجددا من الدول الأعضاء وصناديق التمويل العربية الدائنة والأمانة العامة للجامعة العربية التعاون مع حكومة السودان في هذا الإطار بما يؤدي إلى التوصل لمعالجة عبء هذه الديون ودعم الاقتصاد السوداني.
ودعوا الدول العربية وصناديق التمويل والاستثمار العربية والمنظمات العربية المتخصصة للعمل على تحقيق الأمن الغذائي العربي وتنفيذ مبادرة الرئيس السوداني عمر البشير في هذا الشأن، والتي أكدت قمة شرم الشيخ أنها جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، ودعوتها كذلك لاتخاذ خطوات عملية لتنفيذ المبادرة بعد تكوين آليتها التنفيذية، وفقا لما أقرته قمة عمّان في 29 مارس 2017، ودعوة المعنيين دون إبطاء لعقد اجتماع الآلية المشار إليها.
وثمن القادة العرب الجهود المخلصة والحثيثة التي تقوم بها السودان لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، مشيدين باستضافة السودان لأعداد كبيرة من اللاجئين من دول الجوار، لاسيما جمهورية جنوب السودان، مطالبين الدول العربية والأمانة العامة للجامعة العربية دعم جهود السودان في هذا الإطار.