شهدت محكمة جنايات القاهرة، الاربعاء ، أحداثا ساخنة فى محاكمة الضابط وأمين الشرطة المتهمين بقتل ٥ مواطنين وإصابة ٧ آخرين، أثناء التظاهر أمام قسم شرطة الدرب الأحمر يومى ٢٨ و٢٩ يناير الماضى، طلب دفاع المتهم الأول استخراج جثث المجنى عليهم لبيان مدى مطابقة الرصاصات التى اصابت أجسادهم بطلقات سلاحى المتهمين، وهدد والد أحد الضحايا من يستخرج جثة ابنه بأنه «هيطلع روحه» وسقط مغشيا عليه، وقررت المحكمة التأجيل إلى جلسة اليوم لسماع باقى الشهود، فيما واصلت دائرة جنايات أخرى نظر محاكمة ١٤ ضابطاً وأمين شرطة من قسم حدائق القبة بتهمة قتل ٢٢ مواطناً وإصابة ٤٤ آخرين وإطلاقهم الأعيرة النارية على المتظاهرين، وقررت التأجيل إلى جلسة 14 يناير المقبل بناء على طلب الدفاع الذى قال إن اعتداء أهالى الضحايا عليهم فى الجلسة الماضية أفقدهم بعض أوراق القضية.
وبدأت جلسة «الدرب الأحمر» برئاسة المستشار محمد الشورجى، وعضوية المستشارين ممدوح سليمان، ووليد حسن، فى العاشرة صباحاً بإيداع المتهمين المخلى سبيلهما قفص الاتهام وإثبات حضورهما، وساد الهدوء القاعة التى امتلأت بأهالى الضحايا، واقتصر التأمين على قفص الاتهام، وباب القاعة بوضع بوابة إلكترونية، وتفتيش حقائب الحضور.
أثبت أحد المحامين حضوره وقال إنه حاضر لأول مرة عن المجنى عليه بدرى شعلان السيد وادعى مدنيا ضد المتهمين بمبلغ 50 ألفاً وواحد جنيه على سبيل التعويض المدنى المؤقت.
وطلب دفاع المتهمين استدعاء الطبيب عماد عبدالله الذى وقع الكشف الطبى على الضحايا وأحد خبراء الأدلة الجنائية ومسؤولى التدريب فى وزارة الداخلية لسؤالهم عن المدى المؤثر لطلقة من طبنجة المتهمين.
وطلب الدفاع من المحكمة مخاطبة النيابة العامة لضم شهادات منصور عيسوى ومحمود وجدى وعمر سليمان فى قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها الرئيس السابق ومعاونوه، ومخاطبة مديرية أمن القاهرة للاستعلام عن الضباط والأفراد وأمناء الشرطة المعينين بالعمل فى الدرب الأحمر يوم 28 يناير وطبيعه عمل كل منهم.
وطلب الدفاع استخراج جثت المتوفين لمعرفة نوع الطلقات التى أصابتهم والمسافة بين الجثة وإطلاق الرصاص، خصوصا الضحيتين أيمن رمضان عبدالعزيز وأحمد خليفة أحمد، وطلب إرسال السلاح الخاص بالمتهم الأول إلى مصلحة الطب الشرعى لمطابقة المقذوف المستقر فى الجثة وسلاح المتهم.
وعقب انتهاء الدفاع من إثبات طلباته رفعت المحكمة الجلسة للمداولة ووقعت اشتباكات بين أهالى الضحايا ودفاع المتهم الأول بسبب طلبه استخراج الجثث مرة أخرى بعد مرور 10 أشهر على دفنها، وارتفع صراخ السيدات وعويلهن، واقترب والد أحد الضحايا من دفاع المتهم الأول وقال «اتق الله فيما تقول، اللى هيطلع جثة ابنى هطلع روحه، إنت منعدم الضمير»، فرد عليه المحامى «أنا عندى ضمير قبل ما تتولد» وتدخلت الشرطة المسؤولة عن تأمين القاعة وتمكن العقيدان محمد محمد الشيخ وفودة عبدالمطلب من السيطرة على الموقف، وأصيب والد الضحية أحمد خليفة بحالة إغماء، وظل الأهالى يصرخون مرددين «حسبى الله ونعم الوكيل.. اللى هيطلع جثث ولادنا هنطلع روحه».
ولم تستمر جلسة نظر قضية قتل المتظاهرين فى حدائق القبة سوى 5 دقائق، فتم إيداع المتهمين قفص الاتهام وإثبات حضورهم وتواجد عدد كبير من أهالى الضحايا فى قاعة المحكمة، وبدأت الجلسة بطلب دفاع المتهمين تأجيل القضية إلى أمد واسع ليتمكنوا من الاستعداد للمرافعة وبرروا طلبهم بأنهم فقدوا بعض أوراق القضية نتيجة اعتداء أهالى الضحايا عليهم فى الجلسة السابقة وقررت المحكمة التأجيل إلى 14 يناير المقبل. عقدت الجلسة برئاسة المستشار صبرى حامد.