تنطلق اليوم أعمال القمة العربية رقم ٢٩ بالدمام بالمملكة العربية السعودية بمشاركة عدد كبير من الرؤساء والزعماء والملوك ورؤساء حكومات عدد من الدول، ويبحث الزعماء والقادة العرب عددا من القضايا والأزمات التى تؤرق المنطقة وفى مقدمتها العدوان الثلاثى على سوريا والأوضاع فى فلسطين وليبيا والعراق واليمن.
ووصل الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، للمشاركة فى الفعاليات، وكان فى استقباله بقاعدة الملك عبدالعزيز الجوية، أمير المنطقة الشرقية، سعود بن نايف بن عبدالعزيز، ونائب أمير المنطقة الشرقية، أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، وأحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية.
ويتكون الوفد المصرى المشارك من اللواء مصطفى الشريف، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، وسامح شكرى، وزير الخارجية، والدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان، واللواء عباس كامل، القائم بأعمال رئيس المخابرات العامة، والسفير بسام راضى، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، السفير ناصر حمدى، سفير مصر لدى السعودية.
ومن المقرر أن يعقد الرئيس السيسى عددا من جلسات المباحثات مع القادة والملوك العرب المشاركين فى أعمال القمة، يبحث خلالها تطورات العلاقات الثنائية بين مصر وتلك الدول وآخر المستجدات على الساحة العربية، خاصة الأزمة السورية، فى ظل تصاعد الأوضاع نتيجة التصعيد العسكرى، كما سيتم بحث الأوضاع فى كل من ليبيا واليمن، وملفى القدس والقضية الفلسطينية، والتدخلات الإيرانية فى الشأن العربى والقضايا الإقليمية والدولية ذات الصلة بالأوضاع العربية، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب.
وبحسب جدول الأعمال سوف يشهد الرئيس السيسى وخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، صباح الغد، البيان الختامى لمناورات «درع الخليج المشترك 1»، بالمنطقة الشرقية بالدمام بحضور عدد من القادة والملوك العرب وتشارك فى المناورات قوات عسكرية من 24 دولة من بينها مصر، حيث تشارك القاهرة بقوات بحرية وبرية وجوية.
وقالت مصادر سعودية إن المناورات ستجرى بهدف تعزيز الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وإظهار قوة التخطيط العسكرى، وتعد هذه المناورات هى التدريب العسكرى الأضخم فى المنطقة على الإطلاق، سواء من ناحية عدد القوات المشاركة، أو نوعية الأسلحة المستخدمة والخطط العسكرية المنفذة.
ومن المقرر أن يشارك فى القمة العربية كل من العاهل الأردنى، الملك عبدالله الثانى بن الحسين، وأمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد، والرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى، وسلطان عمان، قابوس بن سعيد، والعاهل المغربى، الملك محمد السادس، ورئيس أذربيجان إلهام حيدر علييف، والرئيس الفلسطينى محمود عباس، وملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس التونسى الباجى قايد السبسى، والرئيس العراقى محمد فؤاد معصوم، والرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة ورؤساء وزراء لبنان وماليزيا وبنجلاديش.
وتبحث القمة عددا من الموضوعات السياسية المعروضة على جدول الأعمال وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمات الكبيرة فى سوريا وليبيا واليمن وغيرها، بالإضافة إلى مجموعة البنود الدائمة على جدول الأعمال، خاصة ما يتعلق بالتضامن مع لبنان ودعم السلام والتنمية فى السودان وجزر القمر، بالإضافة إلى باقى البنود الدائمة على أجندة القمة العربية وضرب سوريا من قبل أمريكا وبريطانيا وفرنسا.
كما تناقش القمة التدخلات الإيرانية فى شؤون الدول العربية، حيث إن هناك مشروع قرار خاص يدين تلك التدخلات، بالإضافة إلى إدانة قيام الميليشيات الحوثية بإطلاق صواريخ باليستية على المملكة العربية السعودية وهناك مشروع قرار أيضا بشأن إدانة التدخلات التركية فى العراق وسوريا، فضلا عن وجود توافق عام حول هذه القضايا، وفى حال وجود تحفظ من بعض الدول العربية على هذا المشروع يتم تسجيله كمشروع قرار، كما أن هناك طلباً من العراق على جدول الأعمال فيما يخص دعم النازحين فى الدول العربية وبصفة خاصة العراقيين منهم.
كما تشهد القمة استعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية وضرورة العمل على دفع الجهود الدولية الرامية إلى التصدى للإرهاب وذلك فى إطار إستراتيجية شاملة تسعى للقضاء على هذه الآفة التى باتت تهدد المجتمع الدولى بأسره، وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية سيشدد القادة العرب على ضرورة استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى وصولا إلى حل الدولتين استنادا إلى مبادرة السلام العربية بهدف التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية تصون الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى فى إقامة دولته على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية الأمر الذى سيسهم فى إعادة الاستقرار وفتح آفاق جديدة لمنطقة الشرق الأوسط.
ويستعرض القادة العرب آخر مستجدات الأوضاع فى المنطقة، فضلا عن التطورات المتعلقة بالأزمة السورية ودعمهم لكل الجهود الرامية إلى وقف العنف وتحسين الأوضاع الإنسانية لإنهاء المعاناة التى يتعرض لها الشعب السورى وتأكيد محورية الحل السياسى للأزمة السورية بما يحافظ على وحدة الأراضى السورية ومقدرات شعبه.
وتسهم القمة العربية فى فتح صفحة جديدة من الشراكة والتعاون فى مواجهة التطرف ومحاربة الإرهاب، إضافة إلى بناء شراكة تخدم الطرفين فى مجالات عدة وبحث السبل الكفيلة بنشر فكر التسامح والتعاون والتعايش، وسبل القضاء على الإرهاب ومواجهة التصرفات الإيرانية التى تغذى الطائفية وتعزز ثقافة العداء والاختلاف والعمل على إيجاد شراكة حقيقية لمحاربة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله. كما تبحث تقديم الدعم اللازم فيما يتعلق بالتحالف العسكرى الإسلامى، ويتصدر القمة ملف منطقة التجارة العربية الكبرى والتطور الكبير فيها بعد المفاوضات الأخيرة التى نتج عنها إنجازات منها إبرام عشر دول اتفاقية تجارة الخدمات.