x

المنوفية محافظة الرؤساء: 90 يوماً بلا «محافظ»

السبت 14-04-2018 01:02 | كتب: هند إبراهيم |
تصوير : محمد معروف

«محافظة سوابق».. هكذا هى المنوفية، التى كسرت كل «التابوهات» وتمردت على المعقول.. وحطمت الرقم القياسى فى البقاء دون حاكم للإقليم، عدة مرات، وتحولت إلى محافظة إما «نحس» على محافظها بعد أن استقر به الحال من «العرش» إلى «البرش»، ومن بينهم يحيى حسن، الذى تم سجنه فى قضية «الردة» فى الثمانينيات، ومحمد على بشر، الإخوانى المتهم فى قضية «تخابر مع دولة أجنبية»، وأحمد شعراوى، المتهم فى قضية «سلاح وبلطجة» وهشام عبدالباسط، الذى غادر مقعده فى قضية «رشوة وتربح».. وهكذا تحولت المحافظة، فى سنوات قليلة إلى مقبرة لـ«المطاريد والمنبوذين والمتهمين».

أما الجالس على «البرش» فهو الدكتور هشام عبدالباسط، محافظ الإقليم السابق، المحبوس فى قضية «رشوة وتربح»، وأما «المطرود» فهو المهندس أحمد شعراوى، محافظ الإقليم السابق، مسؤول الأخوات فى جماعة الإخوان.. وفيما كان «المنبوذ» هو محمد على بشر، القيادى بالجماعة، الذى فرض عليه الأهالى ما يشبه «حصار طروادة»، وقاطعوا التعامل معه، وقادوا حملات شعبية للمطالبة بالإطاحة به، كان المستشار عدلى حسين، المحافظ الأسبق، هو «المحظوظ»، الذى ارتبط اسمه بالمنوفية، ارتباطها بالمثل الشائع «المنوفى لا يلوفى ولو أكلته لحم الكتوفى»، والذى يعود سببه إلى ما يعتبره البعض «غيرة من المحافظة التى أنجبت معظم حكام مصر»، وذلك بعد أن تحول «عدلى» إلى «نجم» بسبب إسهاماته وإنجازاته التى قدمها للمحافظة، ورضاء أهالى الإقليم المعروف عنهم أنهم «لا يعجبهم العجب.. حتى لو قدمت لهم الأكل على دهب».

فى الثمانينيات، داهمت قوة من وزارة وزارة الداخلية، مكتب المحافظ آنذاك يحيى حسن، وألقت القبض عليه فيما يعرف بـ«قضية الردة»، وكانت المرة الأولى التى يخرج فيها محافظ للمنوفية من مكتبه مقيد اليدين، وأمضى بعدها نحو 4 سنوات سجيناً بعد صدور حكم بإدانته بالتلاعب بحصص الردة.

وأعقب «يحيى حسن» فى المحافظة، المستشار عدلى حسين، واللواء عثمان شاهين، واللواء فؤاد سعد الدين واللواء سامى عمارة والمستشار أشرف هلال، قبل تعرض المحافظة لـ«عقاب جماعى» من جانب جماعة الإخوان، التى عينت الدكتور محمد على بشر، الذى خلفه المهندس أحمد شعراوى، واتهم الأول فى قضية تخابر مع دولة أجنبية، فيما اتهم الثانى فى قضية تهريب سلاح إلى غزة والتحريض على العنف.

«3 شهور عرفى».. هذا ما ينطبق تماماً على اللواء أحمد عتمان، مدير أمن المحافظة، الذى تولى مهمة تسيير أعمال المحافظة، بعد خلو منصب المحافظ، عقب القبض على «عبدالباسط»، فى يناير الماضى، على خلفية اتهامه فى قضية «رشوة وتربح»، فيما يتولى الدكتور أيمن مختار، سكرتير عام المحافظة إدارة شؤون مبنى الديون العام.

المثير أن أهالى المنوفية الذين دقوا يوماً ما مسماراً فى نعش جماعة الإخوان، فى «عام الرمادة» الذى تولوا فيه حكم البلاد، وهتفوا بأعلى الصوت فى الشوارع وأمام مبنى المحافظة «مش هيخش بتاع الأخوات.. إحنا رجالة بشنبات»، مكشرين عن أنيابهم لرفض قرار تعيين المهندس أحمد شعراوى، محافظ الإقليم السابق، مسؤول الأخوات فى الجماعة، محافظاً للإقليم، هم من يدقون الآن «جرس الخطر»، مطالبين بتسمية محافظ يعيد الأمور إلى نصابها، وإنهاء حالة «حكم الورقة العرفى» التى يحكم بها «عتمان» الإقليم، موضحين أن «للصبر حدود».

«رضينا بالهم والهم مش راضى بينا».. شعار رفعه عدد من أهالى المحافظة، التى اعتبرت يوماً ما تولى إخوانى حكم المحافظة «رجسا من عمل الإخوان»، فى إشارة إلى «نفاذ صبرهم وقلة حيلتهم» أمام بقاء الحالى على ما هو عليه.

أهالى المحافظة الذين لايزالون «يحلفون بحياة عدلى حسين»، الذى منحوه يوماً ما «كلمة السر» للنفاذ إلى قلوبهم، لا يطالبون سوى بشيئين لا ثالث لهما.. إما نفاذ قرار سريع بتسمية محافظ جديد، ينهى معاناتهم مع ما سموه «كوكتيل مشاكل»، وإما باتخاذ قرارات وصفوها بـ«عليا»، للقضاء على الأزمات التى تعيشها المحافظة المنكوبة مرة بـ«إخوانى» وأخرى بـ«لومانجى»، على حد قولهم.

من جانبه، قال المستشار عدلى حسين، الذى تولى المنصب عام 1993، وكانت المحافظة تحتل المركز 24 من بين 26 محافظة فى التنمية طبقاً لتقرير الأمم المتحدة وتركها عام 1999 وهى تحتل المركز 11 حيث عين محافظا للقليوبية، إن سبب نجاحه هو تلك الحالة من الثقة والحب التى جمعته بالأهالى.

وأضاف أن الشعبية التى تمتع بها بين «المنايفة» خلال فترة عمله كمحافظ سببها إشراكه لهم فى اتخاذ القرار، والتواصل الدائم معهم من خلال اللقاءات والجولات، فهم على حد وصفه «ناس فاهمة وواعية ووطنية وعلى قدر عال من الذكاء».

«عايشين تحت رحمة البلا فى انتظار قرار».. قالها عدد من الأهالى المحافظة، ليعبروا عن تدنى مستوى النظافة وتراكم القمامة فى الشوارع الرئيسية وحول الترع والمصارف، مشيرين إلى أن قرار سكرتير عام المحافظة بشراء 10 سيارات قلاب حمولة 6 طن لرفع القمامة المتراكمة، وتوزيعها على الوحدات المحلية إجراء غير كاف ويحتاج إلى «تدخل إدارى وجراحى عاجل».

«الـ3 شهور المنكوبة» تعثر خلالها عدد من المشروعات التى تواجه مشكلات مختلفة على رأسها وجود بعض معوقات التنفيذ، وذلك- بحسب الأهالى- بعد الاستغناء عن 10 مسؤولين عن تنفيذ مشروعات تابعة للمحافظة، إلى جانب ارتباك العمل بسبب حركة التنقلات فى الإدارات الهندسية بالمراكز، والتى اتخذت على مستوى مراكز ومدن المحافظة، إلى جانب تأخر حركة الترقيات والتنقلات بالإدارات التعليمية بالمحافظة.

وبعد تصاعد شكاوى عدد من الأهالى من سوء حالة مياه الشرب وشبكة الصرف الصحى، لجأ مدير الأمن، القائم بأعمال المحافظ، لتشكيل لجنة من هيئة مياه الشرب والصرف الصحى وهيئة مستثمرى قويسنا وإدارة شؤون البيئة بالديوان العام، لتقديم تقرير عن موقف محطة المعالجة المركزية للصرف الصناعى ومدى جاهزيتها للعمل بما يتوافق مع قوانين البيئة، وذلك لمواجهة غضب الأهالى.

«سوء مستوى النظافة.. أزمة الصرف الصحى.. تلوث المياه.. ضعف الرقابة على الأسواق».. قائمة مشاكل قال هيثم الشرابى، أمين حزب التجمع فى المحافظة، إنها أكثر المشكلات الملحة التى ستواجه محافظ المنوفية القادم، موضحاً أن أهالى المحافظة يترقبون تعيين محافظ «على أحر من الجمر»، وأن الفترة السابقة أثبتت كفاءة القائمين بتسيير أعمال المحافظة التى شهدت هدوءاً وانضباطا، وظهر ذلك واضحا خلال فترة الانتخابات، على حد تقديره.

من جانبه، يرى أحمد شعبان، عضو حملة شباب بركة السبع، أن جميع أهالى المحافظة ينتظرون تعيين محافظ جديد لرفع الظلم عن بعض القرى التى ظلمت فى عهد المحافظ السابق، خاصة القرى المنتجة المنتشرة بعدد من مراكز المحافظة مثل ساقية أبوشعرة وساقية المنقدى وكفر هلال والعمل على تطوير الصناعات بها، وتخصيص منافذ بيع لأهالى تلك القرى من العاملين بتلك الصناعات وترويجها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية